الحب الغريق
لا تكتبي الشعر إن الحرف قد مات
فلن أعود لحب بعدما فات
منحتك القلب أنغاماً على وتر
كم صاغ زرياب منها اللحن و اقتاتا
نثرت حبك عطرا فوق قافيتي
تراقص الشعر أوزانا وأبياتا
سكبت حسنك في أرجاء باديتي
فازدانت الأرض إزهارا وإنباتا
شدوت لحنك أشعارا على كتبي
حتى غدت لكنار الروض أقواتا
بنيت من حبك الأحلام زاهية
تحيي بأرض فؤادي كل ما مات
جعلت عينيك سلوانا لفاجعتي
أروح النفس في لقياك أوقاتا
ولست أصغي لعذالي على ولهي
ظننت كل عذول فيك قتاتا
لما ركبت شراع الوصل يدفعني
حادٍ من الشوق شق البحر أصواتا
ولم أبال بما في البحر من خطر
فكان طيفك للأخطار ممحاة
تركتني في مهب الريح تقذفني
كوارث البين في الأمواج أشتاتا
أسائل الحب هل هذي معذبتي
أم كنتَ في عدتي للوصل بهاتا
أم أنت مثلي غريق الشك في عجب
أم كان طيبك للحسناء مرقاة
لما علمتِ بأني سابح فطن
و لا تضل رحالي منك أخباتا
وليس للخب أن يحظى ببغيته
مني ولست ظباء الغاب أو شاة
أتيت تبغين حبا قد مضى غرقا
وترتجين لبرد الوصل ميقاتا
فقدتِ كل شراع كنت قبلته
ما كان قلبي بشرع الحب ملهاة
عودي فكل دروبي اليوم موصدة
هيهات يعلق قلبي فيك هيهات
لا تكتبي الشعر إن الحرف قد مات
فلن أعود لحب بعدما فات
وسوم: العدد 828