وعاش الساروت
إنَّا إلى الرّحمن يا ساروتُ.....
فالخلْقُ.. كلُّ الخلْقِ سوف تموتُ
والكلُّ بعدَ الموتِ يلقى ربَّه......
يا سعدَ من سعِدتْ به الرَّحَمُوتُ
فرْقٌ كبيرٌ أن تعيشَ منعَّماً......
بينَ الفنادقِ همُّ نفسِكَ صِيْتُ
أو أن تموتَ مدافعاً ومجاهداً......
مثل الوَقودِ...أثاره الكبريتُ
فالعِزُّ أن ترِدَ المنيةَ واقفاً......
لا تحتويكَ مفارشٌ وتُخوتُ
والنخلُ يشمخ واقفاً في موتِه......
والبَقْلُ يدعسُ رأسَه (العكروتُ)
كمْ بَدَّلوا.. وبقيتَ طَوداً شامخاً......
إنَّ المفاخرَ عزَّةٌ وثُبوتُ
يا أرضَ حِمصٍ هلِّلي واستبشري.....
فدمُ الأشاوسِ للمفاخرِ قُوتُ
بدمائهِمْ رسموا طريقَ خلاصِنا.....
فدماؤُهمْ لذوي الدُّعاءِ قُنوتُ
كم (جنَّةٍ) غنَّيتَ تصدح صادقاً......
لترابِ أرضٍ مسَّها التَّبكيتُ
وخلعتَ ثوبَ العارِ رغمَ غلائِه.....
لم يستثِرْكَ بسحره هاروتُ
مِن طيب أصلِكَ صار قبرُك روضةً.....
فالتُّربُ مسكٌ والحصى ياقوتُ
يا أيُّها الصِّدِّيقُ حسبُكَ رفعةً.....
أنَّ الكرامةَ رمزُها (ساروتُ)
وسوم: العدد 828