دعوةٌ كريمةٌ تلقَّيتُها للتعارف في مطعم شهرزاد خلف الجامع الأموي الكبير في دمشق للتعارف بين أعضاء الغروب في هذا الموقع المتميِّز هذي دمشق وقلت سألبِّيها بطريقتي الخاصة، وقد اقترب الميعاد و أوشك فإليكمُ مني روحي أبعثها مرفرفةً محلقةً في ربوع الشام لتكون معكم في اجتماعكم مع هذه القصيدة ولكم أزجي خالص الود والتقدير لجميع الفضلاء الأكارم هنا والسلام
وَعِنْدَ قِبَابِهَا يحلو التَّلاقي
ألا يا روحُ هُبّي للتَّلاقي= و طِيري نحو جلَّقَ باشْتِيَاقي
و جِدِّي فالهوى أنهارُ عِشْقٍ=و بُلّي الرُّوحَ فالأملُ انْعِتاقي
و حُطِّي في مآذنها شُمُوخاً=وَعِنْدَ قِبَابِهَا يحلو التَّلاقي
* * *=* * *
فحالُ القلبِِ و الأعماقُ جَمْرٌ=و مَوْعِدُنا على وَشَكِ انْطلاقِ
و أيُّ الوجدِ في الجَنْبَيْنِ يغلي=كأمواجٍ تلاطَمُ في شِقاقِ
و هذي الرُّوحُ تسعى لا تُبالي=و قد طارتْ بأجْنِحَةِ البُراقِ
لهاماتٍ بمسجدها عِنَاقاً=و من تلقاهُ في أبهى رُواق
فهيّـا سارعي فالأفْقُ طَلْقٌ=و دمعُ العَيْنِ تَسْبقُهُ المآقي
ألا هيَّا وطيري غادريني=ولا تتردَّدي فَبِهَا رِفاقي
و لا تُصغي لهَمْسِ النَّفسِ نَزْغاً=فلا سَمْعاً و بالنَّأيِ احتراقي
ففي أغوارها انطمست شؤونٌ=و في أعماقها الوسواس ساقِ
فيا لُقيا تطيبُ بغُوطَتَيْها=و ذاك الطَّوْدِ كالسًّبعِ الطباقِ
و يا بَرْداً يُداوي ما بقلبي= بنهر الحُبِّ سلسالِ المَذاقِ
* * *=* * *
لتأوي الرُّوحُ قبَّتَهَا جِوَاراً=لنَسْرِ المجدِ حلّـقَ بائتلاقِ
و تأنسَ بالمنائرِ ساطعاتٍ=فذا الأمويُّ صرحُ المجدِ باقِ
لتسكنَ في معالمهِ كطيرٍ =يُرفرفُ كالحَمَامِ على الرُّواقِ
و قُربَ المسجدِ المحزونِ قَبْرٌ=تجلّله البطولةُ بامتشاقِ
* * *=* * *
صلاحَ الدين و الذَّكرى طيوبٌ=و في الآفاقِ للعَليا مَرَاقِ
* * *=* * *
فيا لقيا تطيبُ بطيبِ صَحْبٍ=و تأنسُ حينما بردى تُلاقي
و تحيا الودَّ يا صفوَ الحَنَايا=بأرضِ الشَّامِ من دُونِ افْتِراقِ
و يا نُعمى تُكَحِّلُ مُقْلَتَيْها=وجُبْرانُ الخَوَاطِرِ بالعِنَاقِ
و هذي الرُّوحُ تسبقُني اشْتِيَاقا=سأُهديها لها وبها صَدَاقي