الروَّاد قدر اللَّه الغالب يصنع بهم الحياة كما يشاء.
قلت للشمس رأتني شاردا=وسؤالي في جفوني ما هدا
من هو الرائد قالت إنه=صفوة الصفوة عزماً واعدا
واكتشافاً كان فيه راكعاً=وغِلاباً كان فيه ساجدا
هكذا الرائد مذ كان ومذ=كانت العليا فتاها الناهدا
* * *=* * *
يسكن الرائد في هام العلا=ومآقيها عنيداً جاهدا
متعباً حيناً ولكنْ فرحاً=مرهقاً حيناً ولكنْ حامدا
جاعلاً آمالَه حرّاسَه=وكتابَ الدهر فيه شاهدا
فهي إذ تحرسه تمنعه=أن تراه ذات يوم حائدا
عن دروب هو فيها رائد=هاتفاتٍ فامضِ فيها راشدا
فالمعالي نافرات قلّما=حازها إلا فتاها صامدا
وبقاء المرءِ فيها شرف=هَزَّ فيه سيفَه والساعدا*
يصنعُ الرائدُ من همته=سيفَه الماضي ومُهْراً ماردا
ثم يمضي جذلاً مستبسلاً=واثق الخطو وحراً ماجدا
ربما تدنو الأمانيُّ له=ثم تنأى أو يلاقي حاقدا
أو جحوداً أو عقاباً جمةً=وهو يمضي لا يبالي عامدا
يقطع الدربَ على لأوائه=إن يكنْ في صحبة أو فارِدا
ولقد يصحبه نِدٌّ له=ثم لا يقوى فينأى عائدا
فإذا القِمة قد حيزت له=وهو يجتاز مداها صاعدا
فإذا ما خلص المجد له=واستوى فيه فريداً سائدا
سوَّدته أمة عزّت به=وحباه الدهر سِفْراً خالدا
وحباه الناس أصفى حبهم=وارتضوا فيه الفتى والقائدا
ينطوي الناس ويفنى ذكرهم=حيثما كانوا وإن الوائدا
هو دهر في مداه دائر=يفعل الأمر بصيراً قاصدا
والذي راد سيبقى وحده=في شعاب الدهر نجماً رائدا