حوار مع المجد.
سألت المجد في شغفٍ لعلي=أنال ذراه باذخةَ المحلِّ
وفي قلبي الأمانيُّ اللواتي=هُرِعنَ إليه في أمل ودل
بمنْ ترضى ومن تلقاه كفْئاً=ومن تقصي ومن تدني وتغلي
سألتك والوداد لنا بساط=حفيّ طاب في نهل وعلّ
وكان الصدق لي ولك السجايا=كريماتٍ عشقناها فقلْ لي
أتحبوني ذراك ففيّ شوقٌ=إليها غالب فعسى وعلّي
فقال ذراي لا يرقى إليها=فيملكها سوى الماضي الأجلّ
حساماً في غمار الدهر صَلْتاً=ووجهاً باسماً والخطب يغلي
ونفساً لم تهنْ يوماً عيوفاً=وإن شقيتْ بطاغية ونذل
من الإيمان صيغت والمعالي=ومن حزم ومن شرف ونبل
إذا رأت النجوم رنتْ إليها=وقالت هؤلاء الغرّ أهلي
هم الرواد والباقي فضول=عراةٌ من مكابدة وبذل
تأملْ عيشهم ستراه غثاً=يدور من الممل إلى الأملّ
وهمْ في هذه الدنيا نفايا=وسُؤْر مهانة وفحيح بخل
يحيط بهم من الخذلان سور=بناه الشك من ذل وجهل
لقد جاؤوا إلى الدنيا وراحوا=وما عرفوا بفضل أو بنفل
وإن ذراي تنفيهم وتنفي=ذوي العاهات من جِبْس وفَسْل
محرَّمةٌ عليهم فهي دار=ممنّعة ترد الزيف قبلي
وقال المجد لي والمجد شهمٌ=يحب الرادة الشجعان مثلي
سيبقى الرادةُ الشجعان حبي=وهم دون الورى عشْقي وشغلي
وهمْ والكون دوَّار عتادي=وسيفي حين أدعوهم وخيلي
بهم تتجدد الدنيا وتزكو=بفعل طيب وكريم قول
أنا سُؤلٌ لهم منذ التقينا=وهمْ لي من قديم الدهر سؤلي
سأمنحهم هباتي شائقاتٍ=مطيّبةً بنسرين وفلّ
* * *=* * *
وكل الناس تخطبني ولكنْ=تظل ذراي للثبت المجلي