صروف الدهر فينا لا ترقُّ
صروف الدهر فينا لا ترقُّ
ونحن لبعضنا أبداً نعقُّ
وندعو للمحبَّة و التَّصافي
و نكذب فيهما فلبئس خُلْقُ
و أسألُ و الشقاقُ بنا تمادى
أبين قلوبنا والصخر فرق؟
ووحدةُ صفِّنا فينا تشظّت
وكانت قبلُ رتقاً لا تُشقُّ
ويوماً بعد يومٍ في سِدانا
ولحمةِ صفِّنا يزداد خرقُ
و خازوقٌ بأسفلنا نراه
على نزف الجراح بنا يُدقُّ
ونحلف أننا للحب نسعى
لعمري حلفُنا حنْثٌ و شَدق
فيا أسفاً على حالٍ تردّى
و جافى فيه دعوى الحبِّ صدقُ
قلوبٌ حشوها غلٌّ و بغضٌ
فكيف بحبِّها يوماً تدقُّ
و غصنُ الحبِّ فينا كيف ينمو
و تشدو فوقه بالحبِّ وُرقُ
وقد عانى بفرقتنا ذبولاً
وطير الحبِّ قد أرداه خنقُ
إذا وقتَ الشدائد ما ائتلفنا
أيحصل إلفُنا إن حان صعق
بحور دمائنا عمَّت و طمَّت
و يفسدُ ودَّنا مالٌ و رزق
ونغفو ثم لا ندري أنبقى
ونعلمُ أنّ سهمَ الموت حقُّ
ويهتكُ غِلُّنا الطّامي عُرانا
و يُخفي داءَنا بوحٌ و نُطقُ
أرى جذعاً على الأعذاق يحنو
و قد جافى لهذا الجذع عذق
إذا ما الغصنُ أنكر فضل جذع
فأولى ثم أولى فيه حرق
وكم غصنٍ بنا جافاه جذعٌ
وحبلُ الوصل بينهما يدِقُّ
إلى حال القطيعة قد تناهى
و حالُ الودِّ بينهما أحقُّ
ألا يا نسمة الحبِّ استمرّي
فمن عطر المحبّة طاب نشقُ
و يا روضَ المحبَّة فلتعودي
جناناً في سماها الأفق طلق
متى سحُبُ المودَّةِ ظلَّلتنا
سيهمي فوقنا بالحبِّ ودق
وسوم: العدد 839