بغدادُ نائحة ٌ، والدمعُ في الشام ِ = شُقّتْ صحائفَنا من جبْنِ إقدامي
قدْ مزّقوا جسدي بالقولِ طائفةٌ، = وحرّروا الحقدَ من تغييرِ أعلام ِ
راياتُهمْ صبغتْ في الروح ِ سوءتَهمْ،= طفتْ على جثثِ الأطفالِ آلامي
يا أيّها القومُ كيفَ الحبُّ مرتهنٌ،= لطغمةٍ وضعتْ أغلالَ أحلامي
على ضفافِ فراتَ الحنْوِ ضحكتُنا، = في مشربِ الودِّ ماءُ الطهرِ آثامي
يا بابلَ الرصْع ِعودي، نارُ كارثةٍ = تمزّقُ الأرضَ من نيرانِ أعمامي
في الشام ِ ذاكرةٌ تبكي على وطنٍ، = عراقُ قدَّ قميصَ الحقِّ إكمامي
عودوا إلى النسْلِ، إنَّ الأصْلَ منتسبٌ = إلى رسولٍ، يريدُ الصفْحَ إتمامي
تعانقوا أخْوة ً فالأرضُ مولدُنا، = وارموا سيوفاً، لبعضِ الأهْلِ إجرامي
مدّوا الأيادي لحبٍّ كانَ يجمعُنا = على ترابٍ فكفُّ الصلْح ِ إكرامي
تاهت فصولُك يا حلماً يداعبُنا= فقدْ رسمْتَ طقوسَ الحقِّ إكمامي
تربَّعَ الموت في عرشٍ بذاكرتي، = صلّى طويلاً على ترويضِ أقلامي
أنا العراقُ فمن أنتمْ بأقنعةٍ، = أنا الفراتُ، وماءُ الطهرِ أنغامي
أنا الشآمُ وأنتمُ في جرائمكمْ، = توزّعونَ سمومَ الموتِ في الشامِ
من أينَ أنتمْ وفي الأرواح ِ مئذنتي، = وفي الفؤادِ صباحُ النصرِ إلهامي
يا أيها الموتُ، لستَ العرفَ في وطني، = عودوا إلى الله، عدْ يا أيها الساميْ
بحقِّ من صنعوا التاريخَ ملحمة ً، = بحقِّ من وضعوا تشريعَ إسلامي