ولد الحبيب فجاءت الأنوار=تترى وعم العالمين سرور
والأرض مسك والفضاء عبير=والكون نور والهموم سرور
والبيت يطرب والجبال تكاد من=فرط المسرة في الهواء تطير
وأمين وحي الله يغدو تارة=بخوارق ويروح وهو فخور
لله در نبينا وبنانه=في المهد يسري البدر حيث يشير
ماللحبيب المصطفى فوق الثرى=ند ولا في العالمين نظير
النور فوق جبينه يتلألأ=والبدر في الوجه الجميل يدور
زال الدجى بالنور والديجور=وبفضله جاء الهدى والنور
كم هالك من كفه نال الشفا=فنجا وفي وجه العبوس حبور
وإذا مشى بين الأنام محمد=أو سار في الليل البهيم بشير
يهدي الضياء إلى الظلام بوجهه=ويفوح منه المسك والكافور
وإذا تهيأ للقتال فإنه أسد=يكر على العدا ويغير
لم يغز إلا عاد وهو مكلل=بالفتح والله القدير نصير
وهو الذي في القدس كان مقدما=وإمام كل الرسل وهو أمير
وهو الذي لو لم يكن بين الورى=ماكانت الأفلاك فيه تدور
والله لولاه لما خلق الورى=ولما بدا للعالمين ظهور
أهدى النبي إلى الأنام هدية ال=قرآن فيه النور والدستور
أما لسان المصطفى وكلامه=فالحق ينبع منهما ويفور
مازال يسمو في السماء ويرتقي=حتى رأى رب الأناس بشير
رفع الإله على الخلائق ذكره=مازال يعلو ذكره ويطير
كم للنبي على الخلائق أنعم=من فضله سحب الغيوث تسير
أعظم بقدر المصطفى ومقامه=جبريل يمشي خلفه ويسير
نفسي تتوق إلى زيارة روضة=فيها الندى منها الضياء يفور
بالمصطفى أرجو الشفاعة والندى=ليكون لي نحو الجنان مصير
قلبي بأنغام الغرام يمور=طير المحبة في هواه يطير
أنفاسنا تصفو بحب المصطفى=أرواحنا تجلى به وتنور
يا خير خلق الله هذا أطهر=عبد فقير في الذنوب أسير
يرجو نداك على الثناء ويشتكي=ألما ألم عليه وهو عسير
جده بعفوك والسخاء فإنه=يدري بأنك بالسخاء جدير
وعليك يا خير الأنام تحية=مازال في أفق السماء منير