روعةُ الحُسْنِ في جلالِ الحجابِ=وبثوبِ الطَّهارةِ الجذَّابِ
فاسلُكي دربَكِ القويمَ سُمُوًّا=واشمخي بالخِمارِ والجلبابِ
واصفعي الماجنينَ إنَّكِ أُختٌ=أكرمتْها عنايةُ الوهَّابِ
إنَّما الفاسقونَ قومٌ غثاءٌ=بثيابٍ غطَّتْ جلودَ ذئابِ
ما رأوا عيشَهم سوى شهواتٍ=حيثُ خفُّوا لزيفِها والسَّرابِ
وارْكُليها حريَّةً نبذتها=حكمةُ العقلِ أُحكمتْ بالصَّوابِ
فلسفوا الإثمَ ، واشتَرَوْا بالمزايا=كلَّ ما انحطَّ من رخيصَ الرِّغابِ
يومَ قالوا : تقدميَّةُ عصرٍ=فَنَفَوْا وجهَ زينةِ الآدابِ
أمرَ الَّلهُ بالحجابِ نساءً=تلكَ آياتُه بأُمِّ الكتابِ
فدعي قولَ فاجرٍ ما تروَّى=إذْ تباهى بفكرِه المرتابِ
هو لايُنكرُ الحجابَ ، ولكنْ=ينكرُ الدِّينَ جملةً بالحجابِ
خسِئَ المارقون من كلِّ جِنسٍ=يومَ جرُّوا بني الورى للخرابِ
إذْ أشاحوا عن الحجابِ ، ونادوا=باختلاطِ الأنسابِ والأحسابِ
* * *=* * *
إنَّ في منهجِ الحجابِ انعتاقًا=عن مهاوي دناءَةٍ واضطرابِ
وتَرَدٍّ على الغوايةِ يُملي=بمداها إبليسُ بالتَّلعابِ
لنفوسٍ رفيقُها الإثمُ ضلَّتْ=عن سبيلِ الهدى ، وفصلِ الخطابِ
وتهاوتْ على الرذائلِ نشوى=وتعرَّتْ من فضلياتِ الرِّغابِ
وانثنتْ عن معارجِ الشَّرفِ الأسنى .=... وأخوى ربيعُها لليبابِ
رأتِ العيشَ مُتعةً في خسيسٍ=قيَّدتْها عن رفعةٍ و وِثابِ
لم تُميِّزْ بين الثِّمارِبحقلٍ=طافحٍ بالأشواكِ والأعشابِ
ذلكم من كفِّ الضَّلالةِ أدمى=شرفَ الفخرِ في فسادِ انتسابِ
إنَّ قومًا من قومِنا قد أهالوهُ ...=... على موئلِ الهدى بانتيابِ
يتبارون في مهالكِ غيٍّ=مذهبًا جرَّهم لوادي التَّبابِ
وتَبَنَّوْا من كلِّ بِدعةِ شرّ=وانسلاخٍ عن رشدِهم والصَّوابِ
فأصابوا انحطاطَهم ، وسواه=جانبوهُ ، و ذاكَ أحقرُ بابِ
هو بابُ انحدارِ أوروبة اليومَ ...=... ومَنْ أتبعَ الهوى بالتَّصابي
أَوَلَمْ يُبصروا تهافتَها المرَّ ...=... وإسفافِ شعبِها المتغابي
وتبنِّيها لانحلالِ بنيها=ومُعاداتِها هُدَى الوهَّابِ
فمتى يعلم الشبابُ مآلَ الزَّيغِ ...=... حتَّى يُطاحَ بالكذَّابِ ؟؟
أم يريدونه سفورًا مباحًا=واختلاطا للفسقِ في الأحقابِ ؟؟
وانقيادًا مع الميوعةِ موَّارًا ...=... بهيميًّا في خضَمِّ العُبابِ ؟؟
قد تحلَّى الشَّبابُ . بئسَ شبابًا=قد تحلَّى بالخاتمِ الزريابي !!
وتثنَّى عبرَ الشوارعِ غُنْجًا=و دلالاً بِدَوْرِ بنتِ كعابِ
قد أُقيمتْ في الغربِ سوقُ عَرَايا=للصَّبايا محميَّةً والشَّبابِ
وأُشيدتْ دورُ المجونِ جهارا=لسفاحٍ وخمرةٍ واغتصابِ
أَفَنَعْدُوا خلفَ الضياعِ ، ونرضى=أنْ نعيشَ الأيامَ في الإعطابِ ؟؟
فترانا مقلِّدينَ بلا وعيٍ ...=... لِمَا أفرزوه من آرابِ ؟؟
وتعاميْنا عن حضارتِنا المُثلَى ...=... فتهافتْنا على وجومِ المصابِ
واندحرْنا أمامَ كلِّ عدوٍّ=وشربنا من علقمِ الأكوابِ
وتحلَّقْنا أمامَ كلِّ أثيمٍ=وانتسبنا لبهرجِ الأحزابِ
يالَه من زمانِ بؤسٍ وضعفٍ !!=يالَها من خسارةٍ وانقلابِ !!
فمتى ترجعُ النفوسُ خضوعًا=من جديدٍ لربِّها التَّوابِ ؟؟
ومتى يدفعُ الإباءُ انحطاطًا=قد ترامى بالعودِ والمِضرابِ ؟؟
ومتى يغتدي الشبابُ كريما=للمعالي بروحِه الوثَّابِ ؟؟
ومتى قد يهزُّه الفجرُ طُهرًا=غيرَ وانٍ أو ضائعٍ مرتابِ ؟؟
* * *=* * *
أيُّها المسلمونَ هذا ندائي=قد تلظَّى بلهفتي و خطابي
منهجُ اللهِ سرُّ كلِّ فلاحٍ=فتعالوا واسترشدُوا بالكتابِ
إنَّما دعوةُ الحجابِ شعارٌ=للتَّحلِّي بأوثقِ الأسبابِ
هي حربٌ على الفسادِ و ردعٌ=لهوى فِسْقِ مرجفٍ مرتابِ
فأنيبوا لربِّكم واستجيبُوا=للمثاني ، ويالَه من إيابِ !!
واستريحُوا من همِّ شرِّ شذوذٍ=واركبُوا العزمَ دونَ تلك الصِّعابِ
لتروا فيها وجهَ أُمتِكم يسفرُ ...=... بالفتحِ مشرقًا في الرِّحابِ
ويعودُ الإسلامُ دينا و دنيا=وانتصارًا من أوسعِ الأبوابِ
لاتغرَّنَّكم زخارفُ إثمٍ=إنَّما الإثمُ حفرةٌ للعذابِ