(اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ) (الأنعام: 124)
قالها والغرور فيه سُعارُ = أوقدته ضلالة وخُمارُ
وهو للحق كاره عن سفاهٍ = تبَّ كرهٌ قوامه الأوزار
إنكم أمة تهاوت فصارت = طللاً دارساً طوته القفار
لا تقولوا: كنا، فذلك ماض = هالك والمآل هون وعار
قلت: أسرفت، ما تقول ظنون = بل أباطيل كلهن ضرار
أيها الغافل الجهول علينا = نحن والخلد معصم وسوار
نحن صرح ممرد وعزيز = صائنوه الأقدار لا الأسوار
إن صون الأسوار يعروه وَهْنٌ = والبواقي من تحرس الأقدار
نحن أقدار ربنا ورضاه = ما دجَتْ ظلمة وطلَّ نهار
نحن باقون جندَه وسيوفاً = في أيادٍ كأنها إعصار
وهو ذو الحكمة الجليلة تخفى = أو تراءى سناً ولا أستار
نحن راضون حالتَيْه ولاءً = حين يعلو تعنو له الأبصار
* * *=* * *
ربُّنا اختارنا لساناً وقوماً = ودياراً وجلَّ ما يختار
واصطفانا لدينه وهو يدري = أننا الصابرون والأخيار
واصطفاء العليم "قولٌ ثقيل" = فيه عز لنا وفيه فخار
وارتضينا اصطفاءه في يقين = فيه يمضي قبل الكبار الصغار
لا مراء فعزمنا خالدي = أو جدال فإننا الأحرار
وارتضاءالأحرار دَيْنٌ مؤدى = والمنايا كؤوسهن تدار
نحن فيه الآتون نصراً عزيزاً = وجذانا الإصرار والإيثار
من يحادِدْه أحمقٌ منتهاه = حسرة طيُّها لظىً ودمار
وهو آت مساؤه كضحاه = إن نصر الأحرار دوماً منار
* * *=* * *
نحن نربو إذا الحياة رخاه = طيبها مثل حسنها آذار
كل من رازنا يقول حفيّاً = غوثنا الناس ديمة مدرار
ذاك أنا معادن عاليات = حين تبدو يغار منها النضار
فإذا جاءت الخطوب تمادى = كالحات وطمَّت الأخطار
فربانا يكون أعلى وأمضى = فإذا الهول والعدا أصفار
إن من خصه الجليل بأمر = جلَّ شأناً مسوَّدٌ مظفار
وهو السيف ليس ينبو ومهر = ليس يكبو والشاعر المضمار
هكذا نحن فطرة واختياراً = وكما شاء ربنا القهار
رادةً ذادةً كراماً شهاماً = وهو فخر رواته الأسفار
* * *=* * *
صنعةُ الله نحن كنا ونبقى = ظَفَراً راحتاه نور ونار