مِن شريط ذكرياتي مع حفيديَّ صالح وحفيدتي رجاء
طابت الأيّامُ مِن طِيبِ حفيدي=وانتشى من طيبها قلبي وعودي
آهِ يا أيّامُ عودي وابعثي=ذكرياتٍ مثلَ أنفاس الورودِ
كنتُ فيها وحبيبي لاهياً=وكأنّا طائرا فجرٍ جديدِ
فتراهُ في غداةٍ جاء يسعى=حانَ وقتُ اللهو من بعد الرّقودِ
أفتبقى نائماً ، والشّمسُ تعلو= وطيورُ الرّوضِ في عرسٍ فريدِ ؟ّ!
فإلى اللهو ،أيا جدّي ،فإنّي= أعشقُ اللهوَ كعشقي يومَ عيدِ
أيُّ معنىً لحياةٍ دون لهوٍ ؟!=أفنبقى في رقودٍ وركودِ ؟!
* * *=* * *
قلتُ : يا صالحُ، إنّي متعبٌ= لستُ ندّاً لفتيٍّ وجَلودِ
قالَ: خلِّ العذرَ، يا جدّي ، بعيداً= أنت ، ياجدّيَ ، ذو بأسٍ شديدِ
أفلا تقوى على جريٍ وسعيٍ ؟!=فأنا أعدو كما الظّبيِ الشّرودِ
أفلا تلحقُ بي كيما أرى= ضمّةَ الجدّ وهصراً للحفيدِ ؟!
* * *=* * *
أنت،يا صالحُ، تغريني بما= رقص القلبُ له رقصَ العميدِ
فجرى الشّيخُ بقلبٍ هائمٍ= عجزت رجلاهُ عن صيدٍ فريدِ
فعَلَتْ ضِحكاتُهُ عازفةً= لحنَ حُبٍّ ، طاب للجدِّ السّعيد
جدّيَ المحبوبَ،يا غيثاً همى= بمياهِ الحبِّ للنّبت الوليدِ
ها أنا أختارُ ما لا يُتعبُ= فإلى لهوٍ ، ومن غير جهودِ
فلْنُمَثّلْ حُلُماً نروي به= قصّةً تحكي خيالاتِ وَدود
فأرى صالحَنا في حُلمهِ= راح يأتي بأفانين الوليدِ
هكذا نعلو إلى آفاقنا= بجناحِ الحبّ من غيرِ حدودِ
* * *=* * *
ثمّ يأتي وقتُ لِعْبٍ بالدّمى= وهي كُثْرٌ في صناديق حفيدي
ثمّ تأتي لِعبة الأهداف تروي= هجمات الطّفل بالضّرب الشّديدِ
يا لهُ مِن عبقريٍّ قد رمى= شرَكاً للخصم في ساح الصّمود
ها هيَ الأهدافُ تترى ،جدَّنا= أسمعتَ الآن أصواتَ رعودي؟!
اعترفْ أنّك مهزومٌ وأنّي= بطلُ السّاحة والفعل المجيد
فتسللتُ ، وإنّي منكرٌ=أنني المهزومُ في هذا الصّعيد
ويطولُ القولُ في وصف الّذي=كان من لهويَ في تلك العهودِ
كيف أقوى أيّها النّاسُ على=كبتِ هذا الحبّ في القلب العميد؟!
أنتَ ،يا صالحُ،عقلي وجَناني=أنت ،يا صالحُ، وحيٌ لقصيدي
* * *=* * *
غيرَ أنّي لستُ أنسى مَن شدا=حبّها في القلب ألحانَ نشيدي
إنّها "رورو" وما أجمَلَها=ملَكَتْ قلبي، وفدَّاها وريدي
كم قطفنا، يا رجائي، وردةً=من رياض الحُبِّ في أحلى عهودي
ونظمتُ الشِّعرَ يروي حبَّنا=فاسألي الخيمةَ عن عهدٍ سعيدِ
أنتِ لا زلتِ حبيباً مالكاً=كلَّ وجداني وقلبي ووجودي
أنا طيرٌ ، وجناحايَ هما=أنتما ، طرنا إلى أفقٍ بعيد
فنهلنا الحُبَّ في أعلى سما=ثمّ أمطرنا الدُّنا غيثَ الوَدودِ
نحنُ علّمْنا قُساةً في الورى=أنّ هذا الحُبَّ عنوانُ الوجودِ
* * *=* * *
فارعَ ، يا ربِّيَ، غرساً قد نما=بغيوث الحُبِّ والزّادِ الحميدِ
واحفظِ ، اللهمَّ ،أحباباً لنا=وقِهِم شرَّ حقودٍ وحسودِ
وامننِ ، اللهُ ،بتحرير حبيبٍ=من قيود الأسر في سجن يهود
هو إسلامٌ ، وقد حرّقني=أسرُهُ ، يا ربِّ ، فامنن بوليدي
وكذا الأسرى ومَن شرّدَهم=ذلك المحتلُّ للأقصى المَجيد
ربَّنا ارحمنا بنصرٍ عاجلٍ=وغيوثِ العزِّ للشَّعب الطّريد
أعدِ ، اللهمَّ ، مجداً غابراً=لبلاد العُرْبِ والشّرع السّديد
فلعلّ الدّينَ يغدو حاكما=فنعيشَ العدلَ في العهد الرّشيد