*** ***
لاتليني للعاصِفِ المُجتَاحِ = فَحِماكِ الأبيُّ غيرُ مُبــاحِ
لكِ في قبضةِ الإباءِ لواءٌ = ومن الفجرِ أكرمُ المصباحِ
ومن العـزِّ جبهةٌ تتحدَّى = سهمَ حقدٍ بَغَى وَحَدَّ الصِّفاحِ
فَأَنِيري دنياكِ لايسترقَنَّكِ . = . خطبٌ عَــدَا وبأسُ سِلاحِ
وانفحي العالَمَ الكئيبَ بأُنْسٍ = من بساتينِ مجدِكِ الفوَّاحِ
قـد ظمِئْنَا يا أُمَّتي لضياءٍ = يتثنَّى بشرعِكِ الوضَّاحِ
زهوُ نورِ الرجاءِ يلهمُنا الصَّبرَ . = . جميلا فاليأسُ غيرُ مُتَاحِ
قد نحرْنا أفراحَنا بيدينا = وارتضينا جهالةً بالنُّواحِ
وشربنا من المراراتِ كأسًــا = واسْتَسَغْنَا قذارةَ الأقداحِ
وجعلْنا حرامَهــا مُسْتَلَذًّا = بل حلالا من طيِّباتِ المُباحِ
إنَّما الأمرُ لو دَروا ماتعدَّى = مابطيِّ الأقدارِ من إيضاحِ
هكذا المجرمون بينَ اعتسافٍ = لشعوبٍ وبينَ شرٍّ ماحِ
ليس تُغضي شعوبُنا عن فسادٍ = جلبوهُ وعن خسيسِ جِماحِ
قد يُغَلُّ الشموخُ حينا لديها = وتعاني في حكمِهم من وقاحِ
سيُوارَى بطلانُهم ويولِّي = زيفُ هذا الهوى بعصفِ الرياحِ
وسرابُ العُتُوِّ ها قد تلاشى = كالنياشينِ أُسقِطَتْ ياصاحِ
خبَّـأَ المجدُ للأفاضلِ يومًــا = لِفِعالِ الطغاةِ غيرَ مُتاحِ
وانتقى الفضلُ ثوبَهم من مواثيقِ . = . جهادٍ ومن صليلِ الصِّفاحِ
ذاكَ إرثُ الأفذاذِ من أمََّةِ الخيرِ . = . وعنوانُ فجرِها الصَّدَّاحِ
في أذانٍ يعيدُه الكونُ صبحًا = ومساءً رغمَ الدُّجَى النَّواحِ
رغمَ ما في يـدِ الجناةِ من البأسِ . = . وما في لسانِ الشَّقيِّ الإباحي
فالمآتي في حقلِنا ثمراتٌ = دانياتٌ فيالطيبِ الأقاحي
إنَّـه اللهُ ليس يُهملُ لكنْ = يمهلُ الظالمينَ أهلَ التلاحي
فإذا جاءَ أخذُه فعزيزٌ = جلَّ يقتصُ من فلولِ سَجَاحِ
تعسَ الأدعياءُ مَن أسرفوا فاسترخصوا . = . قتلَ أمَّـةٍ بِرَزَاحِ
وأذلُّوا كرامَهـا وأباحوا = للعدوِّ الغشومِ طُهرَ المراحِ
الملماتُ توقظُ الناسَ فاصبرْ = وَانْــهَ دَفَّاقَ مدمعٍ سحَّاحِ
يابلادي : أَعُنْفُوانُكِ ولَّى = وكسرتِ الشُّموخَ عبرَ السَّاحِ
خجلَ الفتحُ من خُطانا و وارى = وجهَه الحُلوَ من دفوقِ الجراحِ
فانهضي ياشقيقةَ المجدِ تلفيْ = لعلاكِ الميمونِ أُفقَ طِماحِ
أممٌ قد تعلَّقَتْ بسرابٍ = وتعالَتْ على الورى بِجِماحِ
وشعوبٌ تولَّعتْ بالدنايا = فعنِ الشَّرِّ ما لهــا من بَراحِ
ولأنتِ الرجاءُ يا أُمَّتي والأملُ . = . العَذْبُ لاحَ بينَ البطاحِ
ولأنتِ ابتهاجُه يابلادي = في زمانِ المُنَغِصَاتِ الصُّراحِ
ماثَنَاكِ الإرهابُ من دولِ الشَّرِّ . = . ولا وَقْدُ مَكْرِه الطَّوَّاحِ
قد رأينا ابتدارَكِ اليومَ يهفو = لِسُمُوِّ الرؤى وللإصـلاحِ
تتهادينَ مثلَ نفحةِ بِــِـرٍّ = وشذاكِ المخضلِ في الأدواحِ
إنَّـه اللهُ جلَّ ربُّكِ فارقَيْ = بالمثاني تعودُ للأرواحِ
تمنحُ الأمةَ الكريمةَ وعيًـا = لم تُغَيِّبْهُ غُمَّةُ الأتراحِ
إنْ تَلَفَّتُ فالرجاءُ حليفي = في مساراتِ رزئِنا الملحاحِ
أو توخَيْتُ فالعقيدةُ نوري = في كهوفِ الظلامِ والأشباحِ
صابرا في المصاب : قلبي وأُلفي = من كُواها ابتسامةَ الأفراحِ
لستُ أشقى ، فللطغاةِ اندثارٌ = رغمَ ما في جموعِنا من جراحِ
كم تهاوى : من ظالمٍ وخؤونٍ = وتوارى كزيفِه الفضَّاحِ
وأثيمٍ تطاولَ الكِبرُ فيه = لـم يُمَتَّعْ لآخرِ الأقداحِ
جَرَتِ الأقدارُ المُهَيْمِنَةُ اليومَ . = . عليهم فَغُيِّبُوا في براحِ
فَهُمُ الآنَ عندَ ربٍّ تٌعَرَّى = مالديهم من باطلٍ واجتراحِ
إنَّ فينا شكيمةً ما أكَبَّتْ = أبــدًا في غُدُوِّنا والرَّوَاحِ
لكِ يا أُمَّـةَ النَّبِيِّ عَزاءٌ =ورجاءٌ من راحمٍ فتَّاحِ
فابدئي السَّعيَ بالوفاءِ لربٍّ = ثمَّ جدِّي على سبيلِ الصَّلاحِ
ينشرُ الهَدْيَ ركبُنا غيرَ واهٍ = تحتَ راياتِ بأسِنا النَّضَّاحِ
فاصبري واتَّقي الإلهَ وَلَبِّي = بارئَ الكونِ فالقَ الإصباحِ
كي تنالي رغمَ الجُناةِ المعالي = وتقودي شعوبَهم للفلاحِ
هاهُمٌ القادةُ الأشاوسُ جاؤوا = من ضميرِ الأوجاعِ والأتراحِ
وَلْيُوَلِّ الأشرارُ عاثَ أذاهم = أَوَتُنْسَى جرائمُ السَّفَّاحِ
فاستعدِّي يا أمَّتي لِنزالٍ = وأعدِّي للفتحِ كلَّ مُتاحِ
ستعودينَ للبريَّةِ وَدْقًـا = منه تربو منابتُ الإصباحِ
وتُعيدين عزَّنا وعلانا = فَلْتُثيري أناملَ الشُّرَّاحِ
آهِ يا أُمَّتي وأنتِ أمانٌ = لِبني الأرضِ في كريمِ سماحِ
من عطايا خيريَّةٍ لاتُجافَى = في بساتينِ رحمةٍ وانشراحِ
أَوَلَيْسَ النَّبِيُّ جاءَك نورًا = وحبا النَّاسَ بالمثاني المِلاحِ
فتساميتِ بالشَّريعةِ فاشتاقتْ . = . إليكِ الشعوبُ بعدَ نُواحِ
أنتِ لاتأمَني هُراءَ جُفاةٍ = سيَّرُوها دجَىً بلا مصباحِ
غرقوا في بحور فِسقٍ ولهوٍ = مالهم للنجاةِ من مَلاَّحِ
ستسودينَ رغمَ كلِّ عُتُلٍّ = ضيَّعَتْهُ بها كؤوسُ الراحِ
وتفوزينَ بالهدايةِ سَبْقًا = بِجِهادِ الهُمامِ والجحجاحِ
ولكِ النَّصرُ آخرَ الأمرِ فارفضْ = يانجيَّ الخلودِ أيَّ اقتراحِ
وهو الفتحُ آيـةٌ يتجلَّى = في رؤاهـا الأذانُ باستفتاحِ
طلعَ البدرُ فالممالكُ هبَّتْ = من رقادٍ لدعوةِ الإصلاحِ
وأفاقتْ على انحسارِ الدياجي = وزوالِ اعتكارِهـا الملحاحِ
ورحيلِ الأوغادِ عنها فهذا = زمنُ الفتحِ فاسْكُتَنْ لاتُلاحي