التوبة مطلوبة كل حين وخاصة في الستين.
تفلَّت مني العمر من حيث لا أدري=وأرقل في عسر الحياة وفي
ومرَّ كأن العقد منه سويعة=وأنفاسها عجلى إلى غاية تجري
مشيت عليه مشي يقظانَ نائمٍ=يروح إلى أمر ويغدو إلى أمر
وما تنقضي الحاجات فالعيش خادع=يزيِّن حتى ما يشين وما يزري
فنعدو طويلاً إثر آلٍ بقيعةٍ=ونظفر بالجلَّى ونبخل بالشكر
وما ينقضي أمر كريه وشائق=ولا ينطوي حال من الشر
إلى أمدٍ إلا رأيت ركابه=تقول دنونا يا صديقي من القبر
نسافر في ليل بهيم وفي الضحى=ويوم من النعمى ويوم من الفقر
ونصحو إذا نصحو وللشيب صولة=ويهزأ منا الوهن في السر
وتحرقنا نار الندامة والأسى=ويسطو بنا ساطي الملامة والقهر
ويسخر منا شامت ظل دهره=يعيش على شر ويدعو إلى شر
* * *=* * *
ترى هل صحوتُ اليوم صحوة =يفيء إلى الرحمن بالتوب والعذر
صحا من خُمار العدو إثر رغابه=لوامع تزهو كالنضار الذي
نضا عنه أوهام السراب وسحره=بزادٍ من الإيمان كالكوكب الدري
وزادٍ من الحب العظيم لربه=تواكبه الأشواق طيبة النشر
وجيشِ يقينٍ من ولاءٍ ومن هدى=ألذَّ من البشرى وأقوى من الصخر
رنا قلبه للخلد في جنة زهت=غلائلها بالمسك والسندس النضر
* * *=* * *
ألا ليتني أعلو على الضعف والهوى=وأقبس عزم المتقين ذوي الصبر
ويا ليتني أحظى بأصدق توبة=تكون إلى الفردوس والمنتهى
فإنيَ والستون خلفيَ جلجلت=أفق أنت يا مغرور في آخر
لأرجو من الرحمن عوناً ونصرة=على توبة زهراء أنقى من القطر
أعيش بها باقي الحياة على التقى=وأظفر بالرضوان في ساحة الحشر