صوتٌ أكبرُ منَ الفمِ
15شباط2014
ابن الفرات العراقي
ابن الفرات العراقي
صوتٌ بملءِ فمي قد صاحَ يلوكُ نارَ احتراقٍ أحرَقتْ مدُناً مُحمّلٌ بدمي والطينُ يتبعُني فيها أهشُّ على دنيا مآربِهِمْ معي الغيارى وقد صاحَتْ مكبِّرةً عشْرٌ أناخَتْ وأمطاري قد احْتُبِسَتْ عشْرٌ وحزْني بحجْمِ الأرضِ يشرَبُنا عشْرٌ تعدَّتْ وأعْوامي مُبَعثرةٌ مُنثّرون تُقاضينا عَصائِبُهُمْ ونحْنُ نخْشى بأنْ تهتزَّ جُثَّتُهم أسماؤنا في صِحافِ الخُلدِ قد كُتبتْ نمْضي وتحْترقُ الصّحراءُ منْ غَضبٍ شَبَّ التّرابُ ونارُ الويْلِ قدْ عصفَتْ في مُقلتيَّ اعتلى فجْرٌ رَمَى حَجراً فعلّمَتْهمْ بأنّا جَمْرُ ساحتِها نجلو الصِّعَابَ إذا أطرافُها اشْتبَكتْ وإنّنا المُدُنُ السّمْراءُ شامخةٌ فالمستحيلُ حطمْنا طوْقَ شهْوَتِهِ هذي الغيومُ إذا قلْنا لها انفجري واكْتظَّ ليْلُ مَفازاتي بما هَطلَتْ فمَنْ يصُدُّ هديرَ البحْرِ لو عَصَفَتْ سَلِ الغزاةَ وسَلْ مَنْ جاءَ يتبَعُهُمْ سلْهُمْ فما زالَ من أيّامِنا خَبرٌ وسلْ دروعَهُمُ إذْ زُلْزِلَتْ وَغدَتْ سَلْ سَلْ وَسَلْ مَنْ شئْتَ كيْف عَلَتْ كيفَ انبرَيْنا وصالَ الموْتُ مُنتفضاً نحْنُ المَنَحْنا لقُطبِ الأرْضِ دوْرَتَهُ أولاءِ أهلي فمَنْ يَدْري إذا انتفضوا وإنْ تنَاخَوا وإنْ صالوا وإنْ نُدِبُوا جِئْني بمثلِهُمُ لو حُرَّةٌ صرَخَتْ جِئْنا نَسيرُ خفافاً نحْو غايتِنا هُمْ هؤلاءِ لهمْ في الوقْعِ لعلعَةٌ أهلي مَراجِلُهُم فاقَتْ مَراجِلَهُمْ أنّى اختلقْتمْ دُعاةَ الزّورِ داعِشَكُمْ محْضُ افتراءٍ لِمَا قالتْ قرائِحُكُمْ لم اختلفتم ومن ألقى الخلاف بنا ثوبوا لرُشْدِكُمُ واستنكِروا خَطِلاً لا أنْكُرَنَّ هُمُ أهْلي وإنْ جَنَحوا أأبى أقولُ الذي ما قلتُمُ سفَهاً عهداً ووَعْداً ستبقى الأرْضُ قبْلتَنا هيَ الرّمادي رمادٌ ناشَ أعينَهُمْ فلّوجةَ العز يا شلالَ مَكرمَةٍ أنتِ التي ما وهَتْ يوْماً ولا وَهنَتْ لسْتُ المُغَنّي وما قدْ قلتُهُ علمَتْ بلى سنَبْقى ونبْقى خيمةً رَصدَتْ | واشْتَجراعلى فضاءاتِ بحْرِِ الغيظِ فاسْتمْسَكَتْ شفتي في جَمْرِهِ عُمُرا معي عصايَ تُقيلَ الخطوَ إنْ عَثرا وكيْ أُمَلمِلَ مَنْ أخفى بهِ الغِيَرا عشْرٌ تقضّتْ ونأتي موْتنا زُمَرا إلا سيولُ الدِّما قد تمْلأُ الحُفَرا وموْطنُ النخلِ فيه النخلُ قد دُثِرا على المزابلِ فيها غيرُنا اتَّجَرا وكمْ تقيمُ على أشلائِنا السَّمَرا خوفاً من اللهِ لا نبْغي لها الضَّرَرا وسطَّرَتْها يدٌ لا تَشبَهُ البشَرا لمّا عَقدْنا وسرْنا نبْتغي الظّفَرا بالطّامعينَ ومَنْ وَالى ومَنْ نَكَرا فألْقمَتْهمْ يدٌ من ويلِها حَجَرا إذا ادْلهمَّتْ وإنّا نرْكبُ الخَطَرا وإنْ ظلامُ الدُّجى مِنْ هوْلِها اعْتكَرا إذا مشَيْنا سنرْمي بالخطوبِ وَرا وقد كسَرْنا إلى جُوعِ الرَّصاصِ عُرى لسوْفَ تجري على قيعانِنا مَطَرا وأغْرَقَتْ باللظى الوديانَ والجُزُرا أمْواجُهُ وعلى شطآنِنا هَدَرا منَ الكلابِ بما قدَ ذاقَ فانْدَحَرا لدى الذينَ بهمْ نَهْرُ الفراتِ جرى لدَى الأُطيْفالِ في مَيدانِهمْ أُكَرا أرْضُ الرّمادي لظى سجّيل فانْصَهرا حتّى الصِّغارُ ارتدَوا ثوْبَ الوغى زُمَرا منها طلعْنا بداجي ليلِها قَمَرا يُزَلْزَلُ الكوْنُ من إرْعَادِهِمْ حَذَرا تجْري الدماءُ زكيّاتُ الهوى نَهَرا لارْتاعَ سمْعُ الرّدى للصوْتِ وانْبهَرا ولا يدوسُ ثرانا مَنْ بهِ كَفرا بهِمْ يُشَدُّ حِزامُ الظَّهْرِ لو كُسِرا غيْضاً صدورُهُمُ قد تَغْتلي شَرَرا وكيْفَ جئْتُمْ بما لا تُدْرِكُ الأُمَرا وما نَطَقْتُمْ بهِ أوْ قلتُمُ هَذَرا يا أيها الناس ثوبوا فالجميع درى بكُمْ يسيرُ بدرْبٍ ضيَّعَ الكُثُرا لكنَّ فيهم قذاءً يُقلِقُ النّظَرا لَكَعْبُ رِجلي عَلا أعلاكُمُ أثََرا ولنْ يدوسَ ثراها مَنْ لها احْتكَرا فمِنْ عَماهُمْ عيوني تُبْصِرُ الخَطَرا أنتِ الصّمودُ الذي قدْ دوّخَ العُصُرا ولا استكانَتْ وظلّتْ تعْشَقُ الزّهَرا بهِ الجميعُ وفي ديوانِهِمْ سُطِرا وقْعَ الخطوبِ ونأتي زحْفَهُمْ قَدَرا | وانْحدرا