نقاط على الحروف
ثوبَ السعادةِ أمسى وحده الكفنُ
لمّا قضى غيلةً من دهرنا الوطنُ
كلُّ الغزاة أتت منّا لتسلبَه
و كان أخلى لهم أسوارَه الزّمن
في كلِّ أُفقٍ لنا تسودُّ ناحيةٌ
وكلِّ كوَّةِ نورٍ يهجمُ الدَّخنُ
ووحدةُ الصفِّ أمست مثلَ أمنيةٍ
تقادمت وعليها قد نما العفن
حبلُ الوصال بنا قد بات مهترئاً
وكلُّ ذي غايةٍ قد قاده وثن
أمسى تشتُّتنا ظلّاً يلاحقنا
و ريح من قُطِّعت أرحامهم نتن
عن العرين تهبُّ الأُسدُ ذائدةً
إلا إذا دبَّ فيها الضعفُ والوهنُ
يا قوم ما بعد هذا اليوم نائحةٌ
تُجدي ولا تنفع الدَّمعاتُ والحَزنُ
على الجباه مخازي الفرقة ارتسمت
والذُّلَّ أورثنا ما بيننا الشَّطن
إن لم نوجِّه معاً في البحر دفَّتنا
فكيف ترسو بنا في الشاطئ السُّفن
والذُّلُّ يدرك كلَّ النّاس لو رغبوا
و كلُّ عزٍّ له في نيله ثمنُ
و من له وطنٌ بالعين يحرسه
حتى يدومَ له في أرضه السكن
ومن يفرِّط بشبرٍ من ثرى وطن
فسوف في سائر البلدان يُمتحن
ما قلتُ بدعاً ولا قولاً بلا سندٍ
لكنَّه هو حُكمُ الله و السُّنن
وسوم: العدد 858