*** ***
*** ***
أطفئا لفحَ عاصفاتِ الأُوارِ = بمُجاجِ التاريخِ والأسفارِ
واسقياني من هامر المجدِ إنِّي = لشغوفٌ بأصدقِ الأخبارِ
قيلَ : مازلتَ بالقديمِ وَلوعًا = وبحدوِ الوجناءِ بين القِفارِ
وترُدُ الحضارةَ اليومَ تُقصي = حُلَّتَبيها من بهرجٍ ويَسَارِ
قُلْتُ : مالي وللحضارةِ أخْوَتْ = بيديْها مباسمُ النُّوَّارِ
وفتاها عادت يداهُ بجمرٍ = فوقَ مافي دروبِها من قارِ
جاءَ بالبغيِ ، وانتضى سيفَ شرٍّ = فوقَ صَهْوَاتِ بأسِها المستطارِ
وحبا الناسَ بالفواجعِ ظلمًا = بئسَ وحشًا من الوحوشِ الضَّواري
لاتَغُرَّنَّكَ الحضارةُ ألقتْ = ماعليها من متعةٍ و ابتكارِ
وتخلَّتْ عن المآثرِ شمطاءَ . = . تَثَنَّتْ بمسرحِ الأوزارِ
وبسوقِ الأهواءِ بايعتِ الشيطانَ . = . واستسلمَتْ لحضْنِ العارِ
كلُّ نهجٍ لايجلبُ الخيرَ للإنسانِ . = . قانونُه بلا استقرارِ
دالتِ الدولةُ الشيوعيَّةُ اليومَ . = . و ولَّى إلحادُها للتَّبارِ
فهديرُ السلاحِ باتَ فحيحا = لأفاعي الإرهابِ في الأمصارِ
تَبَّتِ الأيدي فالصناعةُ آلَتْ = لشقاءِ الإنسانِ في الأدهارِ
لستَ متروكًا يابنَ آدمَ لكنْ = لستَ تدري نهابةَ المشوارِ
لم ترَ الوِجْهَةَ القويمةَ في العيشِ . = . فأدلَجْتَ في دجى الأخطارِ
يومَ آثرْتَ في حياتِكَ أن ترضيَ . = . أطماعَ نزوةِ الفجَّارِ
وتحَصَّنْتَ بالقوانينِ زورًا = بينَ نابِ الأهواءِ والأظفارِ
ليلُ خطبٍ على امتدادِ البرايا = يتلظَّى من الأذى والأُوارِ
ويدُ الحقدِ تنحرُ الفرحةَ البكرَ . = .جهارًا بالصَّارمِ البتَّارِ
بئستِ النهضةُ المقيتةُ داستْ = قدماها مباهجَ الأعمارِ
ألهذا الظلامِ يُؤْتَى بنورٍ = ورخاءٍ ورفعةٍ وازدهارِ !
إنَّ لله وعدَه وَهْوَ آتٍ = من حنايا الدُّجى وكهفِ المَرارِ
لم تزلْ في القلوبِ وقدةُ عزٍّ = ماطوَتْها غياهبُ الأكدارِ
تتهادى وفي الدروبِ خيولٌ = وسيوفٌ للفارسِ الكرَّارِ
والمثاني مُرَتَلاتٌ بليلٍ = وسناها على جبينِ النهارِ
و وليُّ الشيطانِ خرَّ صريعًا = فوقَ مافي الركامِ من أوزارِ
فقرينُ الشيطانِ نفسٌ تخلَّتْ = عن مفاتيحِ رحمةٍ وادِّكارِ
فازَ بالموئلِ الكريمِ فؤادٌ = بعدَ صبرٍ له وطولِ انتظارِ
والنَّشيدُ السَّوَّارُ حمحمةُ الأضلُعِ . = . دوَّى بنفرةِ الأبرارِ
يَتَخَطَّوْن عاصفاتِ الرزايا = ليس فيهم من مُحْجِمٍ خوَّارِ
تتراءى لهم مغاني جهادٍ = باسماتٍ كالزَّهوِ في الجُلَّنارِ
وظلالٌ من جَنَّةِ الخلدِ تهمي = بشذاها المعهودِ في الأزهارِ
وإذا أَلْفَتِ القلوبُ هَنَاهَا = بُشْرياتٍ زهتْ وحُسْنَ جِوارِ
لاتُبالي بزينةِ العيشِ جَفَّتْ = في فيافي تَوَقُّدِ الأخطارِ
وخَبَتْ تمضغُ الرمادَ وتعوي = بين فَكَّيْ دخانِها والغمارِ
قي دياجيرِ حسرةٍ مقتَضاها = في دموعٍ ولوعةٍ وانكسارِ
أَوَلَمْ تُبصرِ العيونُ شعوبًا = سادراتٍ وحتفُها بانتظارِ
عالَمٌ يمرحُ اليهودُ عليه = باردَ الوجهِ سَيِّئَ المضمارِ
ويُغنِّي هنودُه بابتذالٍ =وخفايا القُوى وراءَ السِّتارِ
بين أنيابِهم سمومٌ لقومي = ماتوانَتْ تعضُّ بالأبشارِ
ويلوكُ اعتسافُها المهجَ الظمأى . = . لِرَشْفَاتِ صبحِها المعطارِ
وينادي الصَّريخُ خلفَ خطاها = أيُّها المسلمون في الأمصارِ
اركبوا الخيلَ فالأعادي أتوكم = فاحذروهم بالفيلقِ الجرَّارِ
وانبذوا الوهنَ واستعدوا ليومٍ = ليس بالغائبِ الشديدِ الأُوارِ
ذاك يومٌ ميعادُه غيرُ ناءٍ = فحذاري الونى لطولِ انتظارِ
ربَّ رُحماكَ فالجناحُ مهيضٌ = لم يناطحْ ضراوةَ التَّيَّارِ
جابَ من قبلُ عالَمًا بالتآخي = وبنورِ الهدى ، وشذوِ العرارِ
وأزالَ القتامَ عنهم و روَّى = في رباهم حدائقَ استبشارِ
لم تزلْ تستقي العصورُ من الآيِ . = . وترنو إلى حُنُوٍّ السَّواري
نحنُ أهلُ القرآنِ والمُثُلِ العليا . = . وأهلُ النَّدى وأهلُ الجِوارِ
يُنبتُ الفجرُ رَبعَنا بربيعٍ = حيثُ يزهو مداهُ مثل النُّضارِ
وتهزُّ الصَّبا فضائلَ قومي =فتلوحُ الأسفارُ بالإسفارِ
واشرأبَّتْ لمقدَمِ الركبِ آتٍ = بالفتوحاتِ رحمةً واليَسَارِ
سمعوا صوتَنا فألْفَوا أمانًا = رغمَ مافي الزمانِ من أخطارِ
يَتَخَطَّى عَسْفَ الدسائسِ يهفو = بالجنى والمنى وطيبِ الغارِ
إنَّها الفطرةُ التي دَنَّسَتْهَا =فتنُ العصرِ لُوِّثتْ بالعارِ
منهجُ اللهِ لااعوجاجُ عقولٍ = هَصَرَتْ زيغَها أكفُّ المَرارِ
وكواها وَقْدُ المواجعِ قوقَ . = . البؤسِ والضَّنْكِ قي الحِمى المنهارِ
كيف لايشقى مَن رأى النُّورَ . = . فاستدبَرَ وجهَ الضُّحَى بغيرِ ادِّكارِ
طَمَسَ استهتارُ الطغاةِ ابتهاجًا = في مغاني الهدى ذواتِ الفخَارِ
نُظُمٌ عالميَّةٌ تتهاوى = مثقلاتٍ بالخزي و الأوزارِ
وشعوبٌ قد استخفَ بها الظلمُ . = . فآلتْ رغمَ الغِنَى للبوارِ
قيل : في الغربِ نهضةٌ ، مارأينا = بيديْها سوى ضياعِ ......
إنَّها هجمةُ التتارِ بثوبٍ = غَجَرِيٍّ مزركشٍ خطَّارِ
كالحاتٍ تلك الوجوه بشؤم = وبلؤمٍ فبئسَ وجهُ التتارِ
ما رأيناهُ مَرَّةً وجهَ بِشْرٍ = أو ألِفْنا حديثَه في وقارِ
باءَ بالعجزِ خطوُه وتلاشى = في بناءِ الحضارةِ المنهارِ
مَن أبى منهجَ المهيمِنِ ألفى = وَجَعَ العصرِ في خَواءِ الديارِ
أيُّها المسلمون مابَرِحَ الطَّولُ . = . عميمًا في أُمَّةِ المختارِ
فالمثاني آياتُها نَضِرَاتٌ =عابقاتٌ بمجدِنا المعطارِ
والأماني ! ماهُنَّ تلك الأماني = لم تَرُقْ إنْ لم تُلْغِ وجهَ البوارِ
ينثني الخطبُ والعواصفْ تُطْوَى = بِيَدَيْ كلِّ مسلمٍ مغوارِ
ويولِّي أدبارَهم مَن أشاحوا = عندَ تكبيرِ فجرِنا الهدَّارِ
رَدِّدُوها : اللهُ أكبرُ تُبْعَثْ = من كراها عزائمُ الأخيارِ
فالحضاراتُ لم تكنْ لدمارٍ = أو لقتلِ الشعوبِ باستهتارِ
لاثَها الخُبْثُ بالمكائدِ حتَّى = وَقَفَتْ فوقَ جرفِها المُنهارِ
أكلتْ في الحياةِ ما قد تدانى = من لذيذِ النعماءِ في الأمصارِ
وأشاعَتْ رُعبًا فما رضِيَتْها = أممٌ في مدارِها الزَّخَّارِ
لوَّنوا وجهَها القبيحَ بلؤمٍ = قد تراءى في أهلِها الأشرارِ
هي دنيا حضارةِ البغيِ عاثتْ = بالمغاني وظلِّها المعطارِ
طرَّزَتْها ببهرجٍ ، فالدنايا = بليالي الفُسَّاقِ والفجَّارِ
وأتونا بها بمقدَمِ شؤمٍ = ليس ترضاهُ أُمَّةُ المختارِ
بقيانٍ وسينما وفجورٍ = وسفورٍ ذي خسَّةٍ وعثارِ
وبإعلامِ نخبةٍ ما أصاخَتْ = بعدُ إلا للعودِ والمزمارِ
ولإطفاءِ جذوةٍ حَجَبَتْهَا = عاصفاتٌ موَّارةٌ بالغبارِ
بئسَ هذي الحضارةُ اليومَ أشقَتْ = آخذيها بأسوأ الأفكارِ
ويحهم حين استقبلوها فأدمتْ = من نفوسٍ تمرَّغتْ بالعارِ
أثقلَتْهم حيثُ اللذائذُ ولَّتْ = مسرعاتٍ بالمقتِ والأوزارِ
كم تَفَنَّوا بحانِها واستكانوا = بعدَ سكرٍ لعربداتِ الجواري
واستَرَقَتْهُمُ الغرائزُ أعمتْ = مات لديهم من نعمةِالأبصارِ
أضعَفَتْنَا ذنوبُنا والمخازي = ورمَتْنا كالبَهمِ للجزَّارِ
وهُمُ الكافرون جاؤوا إلينا = بقُواهُم وسيفِها البتَّارِ
فحديدٌ قد صَنَّعَتْهُ عقولٌ = فتلظَّى به لهيبُ النَّارِ
وسلاحٌ ذو دقَّةٍ بيديهم = ماصَنَعنا من مثلِه ذي دمارِ
إنَّ ريبِّي يمدُّ أهلَعقولٍ = أشغلوها في ليلِهم والنَّهارِ
واستخفُّوا بنا فنحنُ غثاءٌ = خَذَلَتْنا مثالبُ الأوزارِ
إنما النصرُبالتُّقى لشعوبٍ =لم تزلْ إسلاميةً في القرارِ
أدركينا حضارةً ليس تُبقي = من صنوفِ الأهواءِ والإنكارِ
أدركينا : ( حضارتي ) فاعتسافٌ = في ثنايا حضارةِ الأشرارِ
أدركينا وأدركيهم بنفحٍ = من مثاني تَدَفُّقِ الأنوارِ
أنتِ واللهِ وحدَكِ اليومَ تُرجَى = لخلاصِ الورى من الأكدارِ
فإذا فاضَ في المدائنِ بِرٌّ = فَهْوَ نجوى ربيعِكِ المعطارِ
أنتِ نورٌ ورحمةٌ وإخاءٌ = للبرايا في سائرِ الأقطارِ
ألِفَتْك الأيامُ ظلا ظليلا = بالمآتي وخيرِها المدرارِ
والحضاراتُ لم تزلْ قاصراتٍ = عن مناحي شموخِك الخطَّارِ
فاختراعاتُهم بغيرِ امتثالٍ = للهدى مالها كريمِ اعتبارِ
ما ألانتْ مهادَها لضعيفٍ = أو لشيخٍ في سِربِه ذي وقارِ
أو لطفلٍ ثغا ونسوةِ حيٍّ = يومَ بوغِتْنَ من وحوشٍ ضواري
فحضاراتُهم مخالبُ حقدٍ = بيمينٍ أسواؤُها ويسارِ
في الخفايا مؤامراتٌ ومكرٌ = دلَّ تسريبُها على استكبارِ
لم يُراعوا الذِّمامَ يومًا ولمَّا = يجدِ الناسُ عندَهم فخارِ
فالدواهي صناعةٌ أتقنَتْها = كفُّ طغيانِهم على المضمارِ
وتناسوا مآلَهم لجحيمٍ = هم وربِّي وقودُ تلك النَّارِ
إنَّ شرَّ النفوسِ نفسٌ أماتَتْ = مالديها من عِفَّةٍ وجِوارِ
فاستباحَتْ ماحرَّمَ اللهُ بغيًا = باقتدارٍ فبئسَ شرُّ اقتدارِ
في قياداتِهم فبئس التَّمادي = سوف يلقى مصيرَه بانكسارِ