قيود الوهم أفتك من قيود الواقع.
ما بين أيامي الخوالي والغدِ=أطرقت في سِنة المعنَّى المجهدِ
فلمحتُ عمري ساعة وبقية=من ساعة تقتادني وكأن قد
وخشيت نفسي والذنوب كثيرة=وخشيت أترابي وكيد الحسد
وخشيت ظلم الأقربين فحقدهم=فتك الضواري أو سعير الموقد
والوهم أفتك ما خشيت فإنه=وادٍ وخيم المجتنى والمورد
أقصيته عن شاهدي أو غائبي=ونفيته عن ملعبي أو معهدي
أيقنت أن الوهم برق خلب=وفحيح أفعى في أقاصي الفدفد
يعطيك بسمة خائن لكنه=شَرَكُ اللئيم وقلب قالٍ أرمد
والناس أسرى الوهم قيدهم به=خوف لأمسٍ مَرَّ أو خوف الغد
عادٍ يدمر واردي عرصاته=فإذا بهم حطب الأتون المزبد
ينسيهم المولى وسابغ فضله=فإذا بهم شكوى الجحود لأجحد
وأذلهم شاكٍ يقيد نفسه=فهو القتيل المستغيث المعتدي