*إهداء حفيٌّ بالأعلام من العلماء العاملين ، والمفكرين المميزين بالبصيرة التي ترى بنور الله ، والأدباء المتألقين بأحرف نصوصهم الأدبية المنسوجة بمغزل الإيمان بالله .
*إهداء إلى الأديب الفذ الأستاذ عمر محمد العبسو على اهتمامته الأثيرة المرموقة في ميدان الأدب الإسلامي ، وهو يطرز عدة مجلدات زاخرة بتراجم الأعلام الأبرار وسيرهم المحمودة .
*وإلى كل الإخوة الذين فاح أريج كتاباتهم عن العلماء والمفكرين والأدباء وسائر مَن أبوا إلا أن يكونوا جندا لله تبارك وتعالى ، والذين نقرأ لهم في موقع الرقي بالكلمة الطاهرة ... موقع رابطة أدباء الشام .
فبارك الله فيهم ، ولهم كل المودة والتقدير ، فهم يحاولون تذكير الأمة من جانب ، وأعدائها من جانب آخر لتراجم وسير ... يعيش أصحابها لهدف سام ، مضحين براحتهم ، لتصل أنوار الدعوة الربانية المحمدَّية إلى جميع الخلق : ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) . يفعلون ذلك رغم الغارة الشعواء على ديننا وعلى أمتنا وعلى هؤلاء الأعلام يحفظهم الله فالأعلام ممن ذكرناهم هم في الحقيقة أهل السؤدد الفياض بالإيثار ، وأهل البذل الذي يجودون بأغلى مايملك الإنسان في سبيل الله رب العالمين .همُّهم إخراج الناس من وديان الضياع إلى بساتين رحمة الله والرضوان . وقد وصف اللهُ سبحانه وتعالى حياة العرب قبل الإسلام بالجاهلية ، لأن الناس كانوا يعبدون الأصنامَ ، ويعملون بما يأمرُهم به الشيطان ، يقول عزَّ وجلَّ : ( إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجسٌ من عمل الشيطان ) ، ولأنهم غيَّبوا القيم الإنسانية السامية ، ولم يرضوا بما أنزل الله من البينات على رسله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، فكانت جاهليتهم عُدولا صارخا عن قيم الاستسلام لله والانقياد لأوامره ، فحياتهم عبث وعجز وبغي ، استوعبتها فتنة الشيطان ، فكان الخلل كبيرا في عقيدة الناس وفي تربيتهم ، وفي سائر أنماط حياتهم ، ولم تكن تُغني بعض الحضارات القائمة آنذاك ميادين سعادة الخلق الدنيوية والأخروية ، بل إن مظاهر تلك الحضارات أعمتهم عن رؤية الحق ، وعن مكانتهم في استخلاف الأرض ، حيث وهب الله لهم العقل والقدرة والإمكانيات ، تماما كأهل جاهلية هذا العصر التي كفرت بالله وأنعمه ، فكانت جاهلية مقيتة خبيثة أباحت المحرمات وشجعت على ارتكاب المنكرات ، وحمت أهل الكفر والفسوق والعصيان ، جاهلية بغت فيها الدول العظمى كما يسميها المهزومون المتخاذلون جاهلية ذات تسلط واستكبار ، يرصد لها طغاتها أكثر من نصف ميزانيات دولها على التسليح ، جاهلية دينها التزوير والتهميش والتهجير ، جاهلية تعتمد على الظلم والقتل والسجن ، جاهلية استهترت بالقيم الإنسانية من خلال حكم بوليسيٍّ وحشي غبيٍّ جاهلية يعصف في أحنائها رصيد هائل من القلق والخوف والفواجع والمآسي ، في دياجير وحشة قاتلة ما أبقت فسحة لأمن أو اطمئنان لأبناء البشرية ، جاهلية كشَّرت عن أنياب الحقد الأعمى ، وحاصرت المؤمنين أبناء الطائفة المنصورة الذين يرابطون ويجاهدون في مواطن الحق ، ويصبرون على أذى هذه الجاهلية ، مقتدين ومتَّبعين الرعيل الأول من الأمييِّن الذين اتبعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين هداهم إلى مناهج الحق والخير والسعادة ، الذين قال الله فيهم : ( هو الذي بعث في الأمييِّن رسولا منهم يتلو عليهم آياته ، ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ، وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ) 2/ الجُمُعة .
أخي أبا حفص وفقك الله وأمدك وأمثالك من الإخوة الأحبة وأنتم تجددون للأمة صفحات العزة والكرامة عن أعلامنا وعلمائنا ومفكرين وأهل الفضل من أبنائها الصالحين وشهدائها الغر الميامين ، بما تكتبون ...
فَمَنْ للهِ لم يَنْفَعْهُ علمٌ=وأخلدَ للهوى في ثوبِ زورِ
هوامش :
(1) إشارة إلى حادثة محاولة الموساد الصهيوني اغتيال القائد خالد مشعل حفظه الله.
(2)النِّجار : الأصل والحسب والرفعة .
(3) العِثار : الشر والأذى بأنواعه .
(4) عطلٌ : الخالي من المالِ والأَدب .
(5) صوت الهزيم : صوت الرعد .
(6) لُهام : الجيش الكثير العدد ، والذي يلتهم كلَّ شيءٍ يقف في وجهه .
هي القيمُ الرفيعةُ ليس تبلى=وغيرُ فصولِها محضُ افتراءِ
* * *=* * *
أقمْتَ على الثغورِ أخا وفاءٍ=أيا عُمَرَ المآثرِ والولاءِ
وأفْرَدْتَ المكانةَ والمزايا=لأهلِ الفضلِ في صحفِ الثَّناءِ
وساقًتْها بَنانُك مزهراتٍ=بحقلِ المجدِ للسِّيَرِ الوِضاءِ
فجاءتْ كالربيعِ الحُلْوِ تروي=أخا الأشواقِ في القومِ الظِّماءِ
فأُمتُنا علاها في بنيها=إذا جّدُّوا على رفعِ اللواءِ
فطوبى يا أبا حفصٍ فهذي=محامدُ تُرتَجَى يومَ اللقاءِ
هي القيمُ الرفيعةُ ليس تبلى =وغيرُ فصولِها محضُ افتراءِ
* * *=* * *
إليكَ الفضلُ في نفحِ تَثَنَّى=بحُلْوِ الكَلْمُ في عَذْبِ المقالِ
كتبْتَ عن الأفاضلِ فالسجايا=تفوزُ بسيرةِ الرجلِ المثالي
بأربُعِنا : المآثرُ مغدقاتٌ=تفوحُ ثمارُها بينَ الظلالِ
نسجتَ وفاءَهم ثوبِا لمجدٍ=تُرصَّعُ فيه من حُللِ الخِلالِ
فحظُّك عندَ ربِّ العرشِ يعلو =على كفِّ المحاسنِ والنَّوالِ
وتلك مكانةٌ لمَّا ينلْها=صُوَيْحِبُ نومِ نفسٍ أو كَلالِ
هي القيمُ الرفيعةُ ليس تبلى=وغيرُ فصولِها محضُ افتراءِ
* * *=* * *
بذلْتَ لها فجاءتْ زاهياتٍ=يُطَرِّزُ أُفْقَها الصبحُ النَّضيدُ
ونالتْ ما تمنَّتْ من فخارٍ=وخيرٍ فيه يبتهجُ القصيدُ
وأضحتْ للشبابِ مآلَ بِرٍّ=فطابَ بخطوِهم سعيٌ رشيدُ
فبالإسلامِ تزدهرُ المغاني=ويحبو وجهَ أفْرُعُها المزيدُ
وهذا الدِّينُ يبقى لن يُوَارَى=ولم يَمْسَسْهُ نقصٌ أو قعودُ
فللرحمنِ آياتٌ تجلَّتْ=فركنُ غُدُوِّها أبدًا مَشيدُ
هي القيمُ الرفيعةُ ليس تبلى=وغيرُ فصولِها محضُ افتراءِ
* * *=* * *
وليس يُؤَخِرُ الأعلامَ لهوٌ=وقد نادى بسمعِ القومِ دينُ
وداعٍ للبطولةِ قد عَنَاهُم=وقد أغرى عدوَّهُمُ الركونُ !
ولكنَّ العزائمَ في صُعودٍ=ويُحمَى الدِّينُ طوبى والعرينُ
هُمُ الأعلامُ مانامتْ عيونٌ=لهم فالدَِّينُ موقعُه ثمينُ
ففي الأحناءِ أشواقٌ وحبٌّ=وفي عُمقِ القلوبِ له حنينُ
فبارِكْها جباهًا ساجداتٍ=لبارِئها دُجًىً وله تدينُ
هي القيمُ الرفيعةُ ليس تبلى=وغيرُ فصولِها محضُ افتراءِ
* * *=* * *
همُ الأعلامُ دعوتُهم تراءَتْ=بزهوِ جناحِها مُتَجَدِدَاتِ
فللسيرِ الأثيرةِ روحُ دينٍ=تُعَدِدُ للورى أسمى الصفاتِ
ف َهُم للخطبِ في عصفِ الدياجي=سلاحُهُمُ ضياءُ البَيِّناتِ
يَشُدُّ الأزرَ إيمانٌ وصبرٌ=مع الشِّيمِ الحِسانِ الزاهراتِ
فعاشوها بلا وهنٍ كرامًا=وفي آماقِم نورُ الثَّباتِ
فطوبى للأفاضلِ أودعَتْهم=يدُ الرحمنِ إرثَ الأنبياءِ
هي القيمُ الرفيعةُ ليس تبلى=وغيرُ فصولِها محضُ افتراءِ
* * *=* * *
يصيبُ الوهْنُ أربابَ التواءٍ=ومَن بالزورِ حَدَّثَ والنفورِ
ومَن قادَتْهُ للأهواءِ نفسٌ=فعاثَ بروضِها الغضِّ النَّضيرِ
وأذبَلَ جَنَّةَ الإيمانِ كانت=تفوحُ بطيبِ آياتِ القديرِ
فقد أودى بهمَّتِه وأخوى=ولم تُدْرِكْهُ أوجاعُ الضَّميرِ
وما نفعُ الخمائلِ إنْ تعرَّتْ=وباءتْ بالنَّدامِةِ والنَّكيرِ
هي القيمُ الرفيعةُ ليس تبلى=وغيرُ فصولِها محضُ افتراءِ
* * *=* * *
أيا مَن عاشَ في الدنيا أسيرًا=يُدَنْدِنُ بالسَّفاهةِ لا الصَّوابِ
خريفُ زمانِها ألقى يبابًا=عواقبُه على جيلِ الشَّبابِ
وبينَ يديه قرآنٌ مبينٌ=و وعدٌ بالمكانةِ والثَّوابِ
وسُنَّةُ خيرِ خلقِ اللهِ حصنٌ=يجافيها المنافقُ إذْ يُحابي
فلم يَنْهَضْ بهمَّتِه ووالى=عدوًّا للحديثِ وللكتابِ
فليس لنفسِه قّدْرٌ وما مِنْ=قبولٍ أو دعاءٍ مُسْتَجابِ
هي القيمُ الرفيعةُ ليس تبلى=وغيرُ فصولِها محضُ افتراءِ
* * *=* * *
همُ الأعلامُ مانامتْ عيونٌ=لهم فالدِّينُ موقعُه ثمينُ
ففي الأحناءِ أشواقٌ وحبٌّ=وفي عُمقِ القلوبِ له حنينُ
تَصَدَّوا للثعالبِ والأفاعي=وللموسادِ كيدُهُمُ مشينُ
فكم راموا بأهلِ اللهِ ضرًّا=بآلاتِ الفناءِ ، وكم أُدينُوا
وقد فَضَحَتْهُمُ أقدارُ ربِّي=فَكُلُّهُمُ بخسَّتِهم رهينُ
وَنَجَّى اللهُ (خالدَنا ) وعافى=غُضَنْفَرَنَا الذي لا يستكينُ(1)
هي القيمُ الرفيعةُ ليس تبلى=وغيرُ فصولِها محضُ افتراءِ
* * *=* * *
لنا التاريخُ يشهدُ في عصورٍ=وحولَ سُمُوِّنا كَثُرَ التلاحي
ومن عهدِ الصَّحابةِ فاضَ حقدًا=لسانُ المجرمين أولي الوَقاحِ
رموا أعلامَنا بالسوءِ زورًا=وَبَرَّأَهُم إلهي بالفلاحِ
فليسَ لمجرمٍ مُؤْذٍ زنيمٍ=يدٌ تلوي أساطينَ الصَّلاحِ
لهم رَكَزَ الهُدَى راياتِ عزٍّ=مدى الأيامِ في ساحِ الكفاحِ
فَهُم واللهِ في قِممِ المعالي=تراهم في الغُدُوِّ وفي الرَّواحِ
هي القيمُ الرفيعةُ ليس تبلى=وغيرُ فصولِها محضُ افتراءِ
* * *=* * *
زمانٌ مَكَّنَ الأشرارَ حتَّى=طَغَوا فالأرضُ ترعفُ بالصَّغارِ
وتصبرُ إنَّ بارئها تَوَلَّى=مآلَ طغاةِ أصحابِ القرارِ
وقد عاثوا فسادًا واجتراءً=على القيمِ الرفيعةِ والنِّجارِ (2)
وهاهم يستبيحون البرايا=بأنواعِ المخاطرِ والعِثارِ (3)
فَهَبَّ بوجهِهِم أعلامُ دينٍ=لهم علمٌ فَصَدُّوا مَنْ يُماري
رجالُ شريعةِ الباري فحولٌ=وموقفُهم لها أغلى منارِ
هي القيمُ الرفيعةُ ليس تبلى=وغيرُ فصولِها محضُ افتراءِ
* * *=* * *
عدوٌّ شطَّ في أمرٍ جليلٍ=وصّبَّ أذاهُ في مهجِ الثكالى
وأضرمَ نارَه تجتاحُ قومي=فهاجت آهِ مترعةً ضلالا
وظنَّ بأننا في الساحِ عُطلٌ(4)=فأوجعَ قومَنا من حيثُ صالا
ولم يدرِ المغفلُ أنَّ فينا=من الأفذاذِ مَن حملَ الصقالا
أتاهم من يدِ العلماءِ صفعٌ=يجولُ بسمعِ أمتِنا اختيالا
فهبَّت أمتي من بعدِ نومٍ=فصحوةُ مجدِها زادت جمالا
هي القيمُ الرفيعةُ ليس تبلى=وغيرُ فصولِها محضُ افتراءِ
* * *=* * *
ألِفناها مكائدَ ليس تُحصَى=تلظَّتْ نارُها فينا التياعا
ويرنو طرفُ شكوانا حزينًا=على الأوجاعِ خفضًا وارتفاعا
وأدركَ أنَّ منجى الناسِ رهنٌ=على علمائنا ليس ابتداعا
فهم في الخطبِ قادتُنا وهاهم =أجادوها بيانا واشتراعا
فضعْها في أياديهم وكبِّرْ =تَلُحْ في الأفقِ نجدتُهم تباعا
فللعلماءِ عند اللهِ شأنٌ=فآزِرْهم وفاءً واتِّباعا
هي القيمُ الرفيعةُ ليس تبلى=وغيرُ فصولِها محضُ افتراءِ
* * *=* * *
هَجَرْنا العالِمَ الخوَّارَ أخنى=بهالتِه على الصَّمتِ الذَّميمِ
ولم يصدحْ بنُصحٍ أو رشادٍ=ولم يصدعْ بأحكامِ القويمِ
وما اعْتَدَّتْ فصاحتُه بدينٍ=نهاهُ عن الخنوعِ لدى الخصومِ
فكيفَ يكونُ قدوتَنا ولمَّا=يَقُمْ بالحقِّ للخطبِ الجسيمِ
يُبدِّدُ سُحْبَ يأسٍ عن قلوبٍ=يُرَوِّعُ أهلَها صوتُ الهزيمِ ( 5)
أيخشى أم ينافقُ أم يحابي=أم اختارَ الزعيمَ عن العليمِ !؟
هي القيمُ الرفيعةُ ليس تبلى=وغيرُ فصولِها محضُ افتراءِ
* * *=* * *
هُمُ العلماءُ للمعروفِ درعٌ=وصمصامٌ لدفعِ المنكراتِ
وأهلٌ للنصيحةِ والوصايا=وبابٌ للهدايةِ والثَّباتِ
وليس لهم بوائقُ مفسِداتٌ=لنهجِ العلمِ أو سِيَرِ الثِّقاتِ
كأنَّهُمُ المناراتُ استنارتْ=بهم كلُّ الحشودِ المؤمناتِ
جلوها حكمةً للناسِ تُرجَى=إذا استشرى فسادُ المغرياتِ
وفي ورعٍ فَتَاوَاهُم تَثَنَّتْ=لإحياءِ المزايا الصَّالحاتِ
هي القيمُ الرفيعةُ ليس تبلى=وغيرُ فصولِها محضُ افتراءِ
* * *=* * *
عبادٌ للإلهِ ذوو إباءٍ=لدفعِ الضُّرِّ عن دينِ السَّلامِ
وهم للصَّبرِ والسَّلوى رجالٌ=فَجَلَّ الصَّبرُ في المحنِ الجِسامِ
يذودونَ اعتزازًا بالسَّجايا=عن القرآنِ في دفعِ اللُهامِ (6)
ونورُ السُّنَّةِ الغرَّاءِ يومي=لهم بالنَّصرِ في لججِ الظلامِ
فطوبى الدَّهْرَ للعلماءِ فخرًا=وللأعلامِ ساداتِ الأنامِ
فبارِكْ بالعقيدةِ في قلوبٍ=رَعَتْهَا في مصاولةِ اللئامِ
هي القيمُ الرفيعةُ ليس تبلى=وغيرُ فصولِها محضُ افتراءِ
* * *=* * *
تمايلَ سجنُهم تيهًا وفخرًا=بيوسُفَ فالجنى فيه قُطوفُ
يُعِزُّ السجنُ أصحابَ السَّجايا=ومَنْ هم للحنيفِ لهم وقوفُ
مكانتُم بتقواهم تَجَلَّتْ=وللأرواحِ من ذكرٍ رفيفُ
وتالدُهم يُمَجَّدُ إذْ تَصَدَّوا=لطاغوتٍ لأُمَّتِهم يُخيفُ
وقد عَبَقَ الرضأ يجلو نهارًا=فللبلوى بِضَحْوَتِه طريفُ
عذابٌ في يدٍ كَفَرَتْ بربٍّ=وقلبٌ دونَ شرعتِه وريفُ
هي القيمُ الرفيعةُ ليس تبلى=وغيرُ فصولِها محضُ افتراءِ
* * *=* * *
ونادى لايريدُ سوى حبيبٍ=وَمَنْ لسوى المُهَيْمِنِ قد يُنادي !
ويعلمُ عِلْمَ مَنْ عَرَفُوا يقينًا=بأنَّ اللهَ يُهلكُ كلَّ عادِ
هو الفرعونُ نالتْه المنايا=وذا قارونُ يُخسَفُ في البلادِ
وليسَ يَرَى وإنْ أُوْذِيْ مَلاذًا =سوى الجبَّارِ في دنيا العبادِ
وقالوا : قد جنيْتَ ولستَ تدري=على رغَبَاتِ نفسِكَ بالعنادِ
فقال : ونبرةُ الإيمانِ أعلى=من الإخلادِ في زمنِ الجهادِ
هي القيمُ الرفيعةُ ليس تبلى=وغيرُ فصولِها محضُ افتراءِ
* * *=* * *
سنملأُ ليلَ حيرتِهم ضياءً=فأعلامُ الهتدى في الموقعِ
وقلنا للمغَفَّلِ ذاتَ يومٍ=ألا أقصرْ بها لا تَدَّعي
لدعوتنا رجالٌ ما ألانوا=عزائمَهُم لخطبٍ موجعِ
فهم أهلُ المآثرِ والمزايا=وخيرٌ دافقٌ في المنبعِ
سجأياهُم لكلِّ الخلقِ هلَّتْ=تحاكي الشَّهدَ للمستمتعِ
علامَ تَلَكُؤُ الناسِ الحيارى=ودينُ اللَّهِ أسمى مرجعِ !
هي القيمُ الرفيعةُ ليس تبلى=وغيرُ فصولِها محضُ افتراءِ
* * *=* * *
عُلُوُّ مناكبِ الدِّينِ المُفَدَّى=سيبقى شامخا رغمَ النكايَهْ
ففي صدرِ الحياةِ له اعتزازٌ=بوحيٍ جاءَ للدنيا هدايَهْ
وَرَدَّ أذى الطغاةِ بكلِّ عصرٍ=وخَيَّبَ فألَ اربابِ العمايَهْ
هجيرُ الحقدِ أطفأهُ اصطبارٌ=وَفَلَّتْ وَهْجَهُ المسعورَ آيَهْ
فموكبُ دعوةِ الإسلامِ يأبَى=خنوعًا للسَّفاهةِ والوصايَهْ
فللعلماءِ فيها سيفُ حَقٍّ=يفلُّ بحدِّه عَبَثَ الغوايَهْ
هي القيمُ الرفيعةُ ليس تبلى=وغيرُ فصولِها محضُ افتراءِ