كورونا في وقفة عجلى مع طغيانها العجيب
سبحان من قال:"أزفت الأزِّفة * ليس لها من دون الله كاشفة"سورة النجم 57*58
حضارةُ الدّهرِ قد ذلَّت لكورونا
فأصبحَ الكونُ بالترهيبِ مسكونا
جرثومةٌ لا تُرى بالعين قد فتكتْ
وعطَّلتْ في سويعاتٍ ملايينا
ولم يزلْ سرُّها العلويُّ ملتبِسًا
على العقولِ، وظلَّ السرُّ تخمينا
لم تستطع آلةٌ للعلمِ تكشفه
والعالِمون حيارى ليس يدرونا
وما أعدوُّا لإفناء الورى عُددًا
لم تستطعْ وقفَ ما تَفْعَله كورونا
ولم يزلْ في ازديادٍ شرُّ فتكتِها
والكلُّ في عجزهم أمسوا يُقرُّونا
في كلِّ ثانيةٍ صرعى بعالمِنا
فكلُّ قُطْرٍ غدا بالرُّعبِ مسكونا
آمنتُ أنها جاءتْ لنا عِظةً
فهل نرى في غدٍ عودًا لبارينا
إنّي لأجزمُ أنَّ النَّاسَ لو عقِلوا
لأدركوا أنَّها حلَّتْ لتحمينا
من شرِّ بغيٍ به الطَّاغوتُ يحصدُنا
ولا يُبالي بمن عاشوا مساكينا
فحكمةُ الله شاءتها لتردَعَهم
عن الضَّلالِ الذي فيه يعيثونا
وكلُّهم منكرٌ للهِ قدرَتَهُ
فهمْ على بأسهم قد أصبحوا دونا
بأضعفِ الخلقِ ربُّ العرشِ أعجزهمْ
فكيف إن صبَّ منه ألف كورونا!
أليسَ مَنْ أمرُ كلِّ الخلقِ في يدِه
لو شاءَ في رفَّةٍ للهدْبِ يَفنينا!
فلم تكنْ غير تذكير يُهددنا
من ألفِ شـرٍّ ــ إذا لـم نـُهـدَ ــ آتينا
أما غدوْنا لنهجِ الكافرينَ صدىً
يُمضي أشدَّ بلاءً من أعادينا!
وكلُّ أعذارنا ليستْ بمقنعةٍ
فنحنُ من غفلةٍ صرنا أذلّينا
أستغفرُ اللهَ عمَّا عمَّ من بطَرٍ
في عالمٍ سوَّدوا فيه المضِّلينا
لعلَّ هذا الذي قد حلَّ يوقظنا
فما لنا غير عطفِ اللهِ يُنجينا
فكمْ جلا من بلاءٍ فيضُ رحمتِه
وكم أعادَ أذلَّ النَّاسِ أعلونا!
إليكَ ربّي لجأتُ اليومَ مُلتمِسًا
أن تُنقذَ الكونَ من أخطارِ كورونا
وسوم: العدد 875