ودّعتُ صاحبي..
في وداع الرّاحل الأستاذ الدكتور عبدالباسط بدر
سألت القوافي وهي تدري بوجداني
وتدري بما يعنيه حزني وأشجاني
وتعرف ما في القلب من حَرِّ وَجدِه
وتعرف عنوان الحنين وعنواني
سألت قوافي الشعر وهي رفيقتي
ترافقني مُذْ كنتُ طفلاً وتلقاني
سألت القوافي:هل تُحسّ بلوعتي
وهل أبصرتْ غيمَ الدموعِ وأجفاني؟
فقالت: نعم أبصرتُ دمعك حائراً
تحيّرَ حتى لم تَفِضْ منه عينانِ
وأصعبُ حالات الدموعِ جمودُها
وفي القلبِ من آلامه حَرُّ نيرانِ
فقدتَ عزيزاً ؟ قلتُ:ودّعتُ صاحبي
وفارقتُ ذا وُدٍّ كبيرٍ وإحسانِ
ترحّلَ عبدُ الباسطِ البدرُ تاركاً
من العلمِ والأفكار أزهارَ بُستانِ
عرفتُ به حُسنَ التعامُلِ والرضا
بما يكتب الرحمن في صدق إذعانِ
عرفتُ به علماً ورأياً وحكمةً
على أدبٍ جَمٍّ ووعيٍ وعِرفانِ
وكان حفيّاً بالمدينة سيرةً
ومجداً وتأرخياً ومَأْرِزَ إبمانِ
له منهجٌ في نقدِ شعرٍ وقصّةٍ
يعبّر عن فهمٍ ووعيٍ وإتقانِ
يرى أدبَ الأخلاقِ أسمى مكانةً
فميزانه في النقدِ أحسنُ ميزان
وكنتُ إذا أركضتُ خيلَ قصائدي
إليه تلقّاها بحُبٍّ ، وحيّاني
نعم ياقوافي الشعر ودّعتُ صاحبي
وأتْبعته حمدي لربي وشُكراني
وأتْبعتُه مني الدعاءَ وإنه
لأثمَنُ ما يُهدى لأهلٍ وخُلّانِ
تغمّده المولى بواسعِ رحمةٍ
وعفوٍ وإحسانٍ إليه وغُفرانِ
وسوم: العدد 875