إنَّـه الوُدُّ ... شذوُه والوفاءُ=وبأفيائِه يطيبُ اللقاءُ
ترفلُ النَّفسُ في مداهُ ، وتزكو=بالمزايا الخميلةُ الحسناءُ
جَمَعَ الدِّينُ شملَه فتثنَّتْ=باسماتٍ حقولُه والرخاءُ
وأخوالشِّرعةِ الأثيرةِ فيها=تتهادى خطاهُ والعلياءُ
وينادي قوافلَ المجدِ تترى=وبنوها للمكرُماتِ ظِمـاءُ
ورجالُ الإسلامِ هبُّوا ولبُّوا=صوتَ حادٍ ، وكم يطيبُ الحُـداءُ
أيُّها المسلمُ الذي عاشَ حُـرًّا=لكَ فضلٌ لاينتهي وثنـاءُ
جئتَ تهدي الأنامَ منك ربيعًـا=وهـو الفتحُ أهلُه الأكفياءُ
وأياديك والمآثرُ كُثْرٌ=شاهداتٌ آثارُها والأداءُ
تبذلُ العمرَ... زهوَه ومُناهُ=في ثناياهُ ... طيبُه والسَّناءُ
ولواءُ الإسلامِ رفرفَ فخرا=وبِيُمْناكَ قد تعالى اللواءُ
فجناهُ الشَّهيُّ : جيلٌ تخطَّى=عقباتٍ ، وما عراه انثناءُ
وعلى الموردِ الهنيِّ كتابٌ=ظلَّلتْهُ بالسؤدُدِ الأفياءُ
وحباهُ الرحمنُ ــ جلَّ ــ بنورٍ=شهدتْ مجدَ خيرِه الأبناءُ
فالمعالي دروبُنا والليالي=مقمراتٌ ولن يغيبَ السَّنــاءُ
فالمغاني أرجاؤُها ممرعاتٌ=وبماءِ الوفاءِ يُسقَى العلاءُ
أنبتتْ تربةُ الشَّريعةِ حقلا=فَتَثَنَّى وفوَّحتْ أشذاءُ
كيف لاتُزهرُ الحقولُ وخطوٌ=للهُداةِ الكرامِ فيه إياءُ
وحواليه مخلصون وهاهم=لنداءاتِ سعيِه أوفياءُ
الميامينُ والعطايا قلوبٌ =هو هذا الوفــا وهذا الرجاءُ
وشبابٌ هَبُّوا لنصرةِ دينٍ=كالدراري فنعمَ هذا المضَاءُ
إنَّه الدِّينُ لـم يزلْ نهجَ فخرٍ=بَشَّرَتْنا بفضلِه الأنبياءُ
ويخيبُ الأعداءُ عن كلِّ فضلٍ=ويفوزُ الأفذاذُ والقُرَّاءُ
سعدتْ أمةٌ تَقَدَّمَ فيها=بدروبِ اعتزازِها العُلَمَاءُ
أيها المسلمُ الحَفِيُّ بدينٍ=سوف تبقى لصوتِكَ الأصداءُ
آثرتْها الشعوبُ للقيمُ المُثلى ...=... وأغنتْ بيانَها العلياءُ
ورعاها الإسلامُ شكلا ومعنىً=وثناءً تحدو به الأنباءُ
لكَ طوبى فليس يُنكَرُ فضلٌ=منه تُروَى النفوسُ والأحناءُ
إنَّ فضلا آثارُه باقياتٌ=ليس يخفَى ، وكيف تخفى ذُكاءُ
بارك الله مسلمًـا حيثُ أوفى=سيرةَ المجدِ صاغها الفقهاءُ
وتغنَّى بذكرِها المجدُ زهوًا=ردَّدَتْ شدوَ عـزِّه الشعراءُ