إلى أخي الصفي، العصامي الألمعي، الجواد، عبد الباسط بدر الذي أحب المدينة المنورة، ووهب زهرة شبابه، لتوثيق تاريخها في كل المجالات، من خلال عمله في مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، فكافأه الله عز وجل على ذلك، فكانت مكافأته أن سكنها حياً وميتاً.
الشمري: الحازم القادر على الإنجاز. شوقي. القَلْت: الهلاك. ينتهي نسب الدكتور إلى الدوحة النبوية الشريفة. السبنتى: الأسد.
عصامياً عرفتك مذ نشأتَ=شغوفاً بالتفوق حيث كنتَ
بليغاً حين تنطق في اقتدار=وأروعَ في البلاغة إن سكت
جواداً ألمعياً مستهاماً=بآفاق العلا ولقد بلغت
من الأعمال ما يرضي كريماً=ويخزي حاسداً فيموت مقتا
رعاك الله من شهم هُمام=تبوَّأ في الجبال الشُّمِّ بيتا
أحبته غداة رأته صقراً=وهام بها وفات سواه فوتا
ولم أعجب لكدِّك شَـمَّرياً(1)=فمشكاة الهدى أهدتك زيتا
ومشكاة الهدى نور مبين=كساك من الخصال الغر سمتا
فلم تخضع لذي جاه ومال=وما داريت طاغوتاً وجِبْتا
جعلت من الإرادة مهر سبق=وسيفاً خالديَّ الفعل صلتا
كأن حداء شوقي فيك يشدو=وأنت به الحفيُّ وما فتئت
"وما نيل المطالب بالتمني"(2)=ولكن مهرها الإصرار بحتا
وكل كريهة تغدو هشيماً=إذا ألفتك إعصاراً عصفت
وأنت وما أغالي مستحق=لما أدركته لـمَّا اجتهدت
* * *=* * *
ولـما نلت أقصى ما ترجِّي=شكرت الله لكن ما هدأت
فإن جُذا المطامح فيك نادت=إذا لم تبق سبَّاقاً هويت
ولا تقنع بما أوتيت إني=أرى الرضوان بالمأتيِّ موتا
وأخرِجْ منك آفاقاً عظاماً=تُجِدُّ لك النبوغ كما رغبت
وتبقى في مضائك لا تبالي=مقالاً إن نجوت وإن هلكت
* * *=* * *
صبور أنت في عسر ويسر=وأيام الشباب وحين شبت
فإن تظفر سجدت وفيه دمع=وإن تخسر تعد حرداً صنعت
من الإيمان والإصرار نصراً=تجاوز قبل سهل الدرب قَلْتا(3)
وإن عاهدت كنت أخا وفاء=وتمضي لا استقلت ولا أقلت
* * *=* * *
وفيك لخاتم الرسل(4) انتساب=حفظت حقوقه حِفْظ السبنتى(5)
فصرت النبل طبعاً واختياراً=وكنتَ السابق الأنداد حتى
غدوتَ القدوة الزهراء يقفو=خطاها طامح آلى وبَت
فأدركها فسقت له التهاني=كأمٍّ هنَّأت إبناً وبنتا
* * *=* * *
ستبقى في فؤادي رمز فوز=وتسكن مقلتي حيّاً ومَيْتا
هي الدنيا تفرقنا ولكن=ستجمعنا الجنان ونحن شتى
برضوان من الرحمن بحر=يفوق جداه أفضل ما رجوت