ليس إلاَّكَ يَامُهَيْمِنُ يُرْجَى
11حزيران2020
شريف قاسم
تمهيد : مظاهرات غاضبة صاخبة على التمييز العنصري البغيض في أمريكا ، وفي غيرها من دول العالم . وقد حمل المتظاهرون في أمريكا بعد مقتل واحد منهم لافتة كُتب فيها :
(We are not ( arabs )to kill us andkeep silent
وترجمته : نحن لسنا عربا لتقتلونا !!!
أجل : لسنا عربا لتقتلونا ؟؟؟
ليس في الأُمَّـةِ الجريحةِ وانِ=بعدَ ثُكلٍ قد راجَ في البلدانِ
مُهًجٌ من أوجاعِهَـا ما تَشَكَّتْ=وكفاهـا انْتِجاعُهـا الرَّبَاني
في ظلالِ القرآنِ تسعى فَتُلْفِي=مـا يردُّ الأسى الثَّقيلَ الدَّاني
فمن الذِّكرِ مايفيضُ سحابًـا=منه تُسْقَى الأحناءُ بالإيمانِ
وهو النورُ يهزمُ الليلَ فجرًا=ويعيدُ الصَّباحَ حُلْوَ المعاني
وَجَنَى خيرِه يُواري اكتئابا=نَثَرَتْ نُذْرَهً يـدُ الحرمانِ
فقلوبٌ للهِ مُبْتَهِلاتٌ=أكرمَتْهـا عنايةُ الرحمنِ
لم يُبَدِّدْ إيمانَها حقدُ باغٍ=أو أيادي الأثيمِ ذي الكفرانِ
أو تٌهَدِّمْ صرحَ اليقينِ خطوبٌ=راعفاتٌ من ظلمِ هذا الجاني
وتمرُّ الأيامُ تنضحُ هـولا=عابساتٍ من وطأةِ الأحزانِ
قد تلظَّى العدوانُ فيها ثقيلا=حَمَلَتْـهُ كَفَّـانِ ترتعشانِ
فالعدوُّ الرعديدُ يبقى جبانًـا=خائفا من تقَلُّبِ الأزمانِ
هو يدري : مَن أمَّتي . إنْ تنادتْ=للميادينِ من قيودِ الهوانِ !
وَحَّدَتْهـا أشواقُهـا لجهـادٍ=يستثيرُ القلوبَ دونَ التَّفاني
إنْ يَلُحْ للجهادِ سيْفُهُمُ العَضْبُ = تـَرَ الرُّعْبَ في العدوِّ الجاني
يا إلهي تاقَ الرجالُ ليومٍ=يمخرون الأجواءَ كالعقبانِ !
فحياةُ الإذلالِ ليستْ بدارٍ=لأُولي العزِّ والهدى والأذانِ !
كيف يفتَرُّ صبحُهم عن لواءٍ=رفَّ يطوي غَضاضَةَ الإذعانِ
إن تَلَقَّتهُ بالركائبِ عادتْ=لمدارِ البطولـةِ النشوانِ
كُنَّ يجريْنَ للمعامعِ بالزَّهوِ = كريح تتوقُ للمَيْدَانِ
هي مَن تبعثُ الحنينَ ، فَجَمْرٌ=يتلظَّى في أضلُعِ الفرسانِ
الأشدَّاءُ في النِّزالِ فَنِعْمَتْ=خطراتُ الشُّجعانِ بالمُـرَّانِ
عِـزَّةٌ باللهِ العظيمِ وشوقٌ=في قلوبِ الأبرارِ مُصْطَحَبَانِ
إنَّ صيدًا إذا انْتُخُوا لِنِزالٍ=لـم يبالوا بزمجراتِ الطعانِ
والأعادي مهما تمادوا ببغيٍ=واشْمَخَرُّوا بعزَّةِ البُطلانِ
إنَّ ربِّي بهم محيطٌ ومهما=عربدوا بالأرجاسِ والطغيانِ
سينالونَ أسوأَ المَقْتِ يومًـا=لأذاهُـم للنَّاسِ والبلدانِ
كلُّ مَن ساءَ فعلُه سوف يلقى=مُــرَّ مـا في الجزاءِ حينَ الأوانِ
آهِ يا أُمَّتي مكانُك أعلى=في حياةٍ تموجُ بالأضغانِ
أَوَتَرْضِينَ بالمهانةِ فيهــا=وتَرُدِّيْنَ مـا أتى من بيانِ
ووصايا النَّبيِّ ويحـك تترى=والبشاراتُ في صريحِ المثاني
نَسَجَ الوَهْنُ ثوبَنا ورضينا=والتَّداوي ببارقاتِ الأماني
والتَّغَنَِّي على بريقِ سرابٍ=يتراءى كالماءِ للظمآنِ
يقتلُ العزمَ غَيُّنا ، ويُواري=صفحاتٍ من مجدنا الربَّاني
يحفظُ اللهُ ما بَنَتْهُ شموخا=للرزيَّاتِ نيِّراتُ المثاني
وحماها من الأذى ورعاهـا=من تمادي معربدٍ خوَّانِ
مَن تآخى مع العدوِّ ، وعادى=لهوى النَّفسِ دعوةَ الرحمنِ
باعَ ذاك التَّعيسُ عزَّةَ قومٍ=وترامى بهم على الخذلانِ
وامتطاها بالموبقاتِ ازدراءً=بِمُحَيَّـا ربيعِها الفينانِ
خسئَ الخِبُّ ينهشُ المجدَ لكنْ=لم يعشْ غيرَ مرجفٍ بل جانِ
فلكِ اللهُ أُمَّتي كم تعانين = من الظلمِ مزريًـا ونعاني !
وتراميتِ مرةً بعدَ أخرى=فوقَ نارِ الآلامِ والأحزانِ
وازدرَتْكِ الأيامُ أيامَ غابتْ=شمسُ دنيا ربيعِكِ الفتَّانِ
المثاني رغم الأذى خالداتٌ=من عوادي ضراوةِ الطغيانِ
ومن البغيِ شرُّه مستطيرٌ=والرزايا العِظامِ في الحَدَثانِ
وإذا النَّفسُ باعتِ الأنْفَسَ الأجودَ = هانت دونَ الفدا والتَّفاني
واستنامتْ على المظالمِ تشكو=للصَّريخِ المكدودِ عــيَّ اللسانِ
ولتهديدِ مجرمٍ لايُراعي=حرماتٍ تكونُ للإنسانِ
ليس يصحو وقد أصرَّ على البغي=أثيما من غيرِ مـا وجدانِ
فلكِ اللهُ يا أسيرةَ حقدٍ=يتلظَّى كالنَّـارِ في العدوانِ
كبَّلَتْكِ المخبآتُ أدارتْ=لك وجهًـا جميلُه غيرُ دانِ !
أيَّ خيرٍ قد يُرتَجَى من سفيهٍ=ماتوانى يعضُّ كالثعبانِ
ليس ينأى وقد أصرَّ على العضِّ=لئيمًـا كبطرسِ النصراني
فاجرعي المُــرَّ ياسجينةَ جَوْرٍ=محكمِ النَّسجِ ويكِ في إتقانِ
قد رأينا أبا رغالٍ بثوبٍ=أجنبيِّ الخيوطِ والألوانِ
يُلبسُ الناسَ والملبُّون كُثرٌ=من شقيٍّ وتافهٍ وجبانِ !
كلما هبَّ للجهادِ رجالٌ=وأزالوا الخنوعَ بالعنفُوانِ
جاءَ مكرُ الأذنابِ يرمي خطاهم=بِسِنانٍ لهم وأيِّ سِنانِ !
هكذا جاءَ مكرُهم يومَ هانوا=لرخيصِ المتاعِ والأثمانِ
يتثنَّى به الخبيثُ ازدراءً=بمكانِ الأفاضلِ الشجعانِ
غيرَ أن الإسلامَ باقٍ وتبقى=سُنَّةُ المصطفى مدى الأزمانِ
فهما الحِرزُ للأباةِ أشاحوا=عن تفاهاتِ نخبةِ الشيطانِ
لن يهونوا فللعقيدةِ ربٌّ=جلَّ ربي ذو القهرِ والسلطانِ
وهوى إحدى الحسنيينِ مكينٌ=في قلوبِ الأشاوسِ الفرسانِ
ذقتِ يا أُمَّتي أذىً ليس يُنسَى=من جحيمِ التنكيلِ والأضغانِ
نهشتْ أمنَكَ الأثيرَ ذئابٌ=أفْلَتَتْها حضارةُ الصُّلبانِ
فالمغاني أفنانُها في اضطرامٍ=من لهيبِ المجوسِ والرومانِ
هكذا أحرقوا الديارَ نهارا=وجهارا والقتلُ في إتقانِ
هو ظلمٌ مدجَّجٌ بانتقامٍ=وبهولٍ عــدا بلا أرسانِ
عربدتْ فيه مرَّةً أمَرِيكا=وذئابُ اليهودِ والصُّلبانِ
ومن الروسِ لعنةُ اللهِ عليهم=كم تعانينَ ـ أُمَّتِي ـ من هوانِ
وفرنسا والإنكليز ومَن شدَّ = يَدَيْـهِ على يـَــدِ الطليانِ
فهو الكيدٌ عالميٌّ مقيتٌ=في شــآمِ الهدى وفي السودانِ
لا ألومُ العمينَ من عربِ الذلِّ = فهاهـم والغيُّ يلتقيانِ !
فلياليهُمُ هوىً وانفلاتٌ=مع خمرٍ مُعَتَّقٍ وقيـانِ !!!
أتَرى أرضَنا السَّليبةَ عادت=من ربى قدسِنا إلى الجولانِ !
وهجرْنا خنوعَنا وانتضيْنا=سيفَ أجدادِنا ليومِ طِعانِ !
سامحينا يا أُمَّتي قد دَفَنَّـا=مالدينا من عزَّةٍ وتَفَانِ
إنَّ أوروبا ذات طيبِ الأيادي=مَنَحَتْها فلليهودِ التَّهـاني !
وحقوق تُرعًى فما نقضَتْها=مثل حقِّ الحياةِ للإنسانِ !
حفظتْ حقَّ كلِّ صاحبِ حقٍّ=في سراييفو وفي السودانِ !
وأتتْ بالتَّقدميَّةِ فالْعَنْ=وجــهَ زيفِ التَّقدمِ الأرجواني !
كِبْرُ فُجَّـارِ عالَمٍ مستباحٍ=غـيُّ باغينَ مالهم من أمانِ
أينما عاشَ مسلمون أتتهم=حِمَمُ الحقدِ أو أذى السَّرحانِ !
فَهُمُ الصربُ كم أبادوا ونالوا=بالتَّعالي من إخوةِ الإيمانِ !
ويدٌ للعتاةِ دمَّرتِ الصومالَ = باسم المعيلِ للجوعانِ !
لعبةُ العصرِ قصَّةٌ أخرجَتْها=في ربانا محافلُ الشيطانِ !
مَن ترى أنهكَ الشعوبَ و وارى=مالها من مكانةٍ و مكانِ !
ومَن اغتالَ الخيرَ والأمنَ في الدنيا = وأدمى القلوبَ في الأوطانِ !
ومَن استَرخَصَ النَّفيسَ وأجرى=من دماءِ الأفغانِ والشيشانِ !
باسمِ مافي حضارةِ السوءِ من كيدٍ = وشؤمٍ ومنهجٍ عَلماني !
أيُّها الماكرون قد كشفَ الناسُ = ألاعيبَكم بكلِّ أوانِ
حيثُ كنتُم لـم تستحوا من مخازٍ=أنكرتْها شريعةُ الرحمنِ
ورفَعْتُم على المسارحِ قومًـا=قـد أهمَّتْهُم نشوةُ الصَّولجانِ
فتراموا على الكراسي صغارًا=رغمَ حجـمِ الألقابِ والأعوانِ
وَلْتَمُتْ دونَهـا الرؤى ذابلاتٍ=وَلْتُصَوِّحْ في الحقلِ بيضُ الأماني !
وَلْتُقَتَّلْ شعوبُنا بازدراءٍ=أَوَلَيْسَتْ للذبحِ كالقطعانِ !
فالكراسي عزيزةٌ ذاتُ شأنٍ=مثل شأنِ الياقوتِ والمرجانِ
وعليها يرى ألأذلُّ انشراحًـا=فيه تُنسَى مكانةُ الفرسانِ
فَتُجَافى آمالُ شعبٍ جريحٍ=خَبَرَ الكيَّ قبلُ في الشِّريانِ
وتَلَوَّى على الترابِ مُدَمَّى=حيثُ يأبى السقوطَ في القيعانِ
وتعالى على تَحَدِّي الأعادي=مستجيرًا بالقاهرِ الدَّيَّانِ
أبْطَلَتْ بالجهادِ عزَّتُه الخوفَ = وأحيـا الفداءَ بالإيمانِ
لايهونُ الأبرارُ إنْ ركبوا للهِ = خيلَ الوغى مـع الشُّجعانِ
طعمُ مُــرِّ اعتزازِهم باتَ أحلى=من رحيقٍ يُلَفُ بالأكفانِ
فاسلكِ الدَّربَ مؤمنًـا لم يُزَعْزِعْهُ = بخطبٍ تَقَلُّبُ الحدثانِ
واستجرْ باللهِ القديرِ ، وأيقِنْ=بانفراجٍ لظلمةٍ و دخانِ
يشمخرُ المأفونُ زورًا لِكِبرٍ=ويباهي بكثرةِ النُّدْمانِ
وتناسى حولَ القديرِ فأغرى=بالشعوب الأشرارَ جندَ الكِيانِ
تعسَ الأذنابُ الأسافلُ إنا=ماركعنا لصولةِ السَّجَّانِ
أيهونُ الإيمانُ باللهِ يومًا=لعبيدِ الأموالِ والنسوانِ !
واستناموا على هزيزِ ملذَّاتٍ = وقَرُّوا بحضنِها الرَّيَّانِ
هكذا الحكمُ بالتَّسَلُّطِ والإرهابِ = يأتي وليس بالتَّحنانِ
لوَّنوا كرسيَّ الزعامةِ بالقهرِ = وساموا الشعوبَ بالطغيانِ
يحكمُ القائدُ العظيمُ ويوصي=عندَ نزعِ للروحِ بالهذيانِ
لِهُمَامٍ مُدَرَّبٍ لايبالي=وحريصٍ لرفعةِ الأوطانِ !!!
نفقدُ اليومَ مَن يُراعي شعورًا=لشعوبٍ تنوءُ من خسرانِ
حَرَمَتْها مناصبُ الزورِ طعمًـا=لِلَذيذِ الوفاءِ والعرفانِ
ويحَ زهوِ المكانِ أعمى عيونًا=ببريقِ الوسامِ والنيشانِ
لـم يغادِرْهُ مَن جَناهُ ولولا=كفنُ الموتِ لم يزلْ في المكانِ !
خصَّـه وهمُـه المُوَشَّى بوهــمٍ=بوفيرٍ من المنى والتَّهاني
كم توهمْتُ في رؤايَ أبابكرٍ = يقيلُ المحرومَ بالتحنانِ
ورأيتُ الفاروقً يدفعُ عن ذاك = المُعَنَّى نوائبَ الأزمانِ
ورأيتُ المعروفَ يبسمُ تيهًـا=في وجوهِ الأفاضلِ الفرسانِ
إنما قد وجدتُ عصري نشازا=بين فَكَّيْ إيذاءِ ذا الثعبانِ
هو عصرٌ طرازُه ذو فنونٍ=ما رأتْ مثلَه العيونُ الرواني !
هي ديمقراطيةُ الريبِ فَلْتَنْعَمْ = شعوبٌ بأفخرِ الأردانِ
إنَّها أوروبيَّةُ الصُّنعِ فانشرْ=بالدعاياتِ عنهُ في الأعنانِ
فغناءٌ ورقصُ كلِّ لعوبٍ=في الملاهي وفي فحيحِ الحانِ
فانسلاخٌ عنِ الفضائلِ أعمتْ=صانِعِيْهَا مكائدُ الشيطانِ
نبحثُ اليومَ عن رئبسِ بلادٍ=قُلِّدَ المنصبَ الرفيعَ الهاني
حيثُ أمضى سِنِيَّه الأربعَ العطشى = وشدَّ الرحالَ عن ذا المكانِ
ويحَ زهو المكانِ ! ما أعذبَ الكرسي = المُوَشَّى امتداده بالجُمانِ
لاتُغادرْهُ فالبطولةُ وهمٌ=والزعاماتُ حفنةٌ من تهاني !
لاتُغادِرْ بستانَه فالجَنَى موسمُ = جمعٍ للأصفرِ الرَّنَّانِ
فالملايينُ دونَه ليسَ تُحصَى=والنَّياشينُ زهوُها لافتتانِ
فالزَمَنْ هذه المظاهرَ واحذرْ=ذاكَ لونُ الشموخِ في الأردانِ
لستَ تخشى أنتَ الزعيمُ انتَقَيْناكَ = انتقاءً مميَّزًا للأوانِ !
وحواليك ألفُ ألفِ حَفِيٍّ=بنفاقٍ ما أخطأتْ مقلتانِ !
ورضيناكَ قائدا إنَّمـا إنْ=متَّ يومًـا وغبتَ في الأكفانِ
فَسَنَنْسَى وربَّما قد لعنَّاكَ = وجئنا شطرَ انتخابٍ ثانِ
فصناديقُ مايُسَمَّى اقتراعٌ=مشرعاتٌ للزورِ والبهتانِ
والمسيراتُ للزعيمِ المُفَدَّى=قائدِ الزحفِ صاحبِ الصَّولجانِ
لايهمَنَّكَ الخرابُ بأرضٍ=أثقَلَتْها مكائدُ العُبدانِ
نسيَ الناسُ دينَهم ، والمصيباتُ = حديثٌ قد ضاعَ في المهرجانِ !
أكلُهم : عاشَ ، والشَّرابُ سيحيا=والملاهي والسنما والأغاني !
والمباراةُ دأبُهم في صباحٍ=بينَ نادي المريخِ والدَّبرانِ
وفلسطينُ بالطبولِ اسْتُعِيْدَتْ=وبزيفِ التهريجِ والهذيانِ
أيُّها الناسُ لاتلوموا الليالي=فالليالي مرهونةٌ للقيانِ
لاتلوموا أسيادَكم ، قد صَنَعْتُم=بيديكم ثوريةَ الأُفعوانِ
فَجَنَيْتُم ما قد زرعْتُم فـأنتم=في تبارٍ وفرقةٍ وامتهانِ
فَتَنَتْكُم حلاوةُ الذُّلِّ حتى=عَبَدَ الناسُ أحقرَ الأوثانِ
فاتَكم حظُّكم فتلك خطاكم=بين آهٍ وحسرةٍ وأماني !
ونظامُ التَّقدُمِيَّةِ أن تركعَ = للإمبريالِ والأمْرِكانِ
ودعاةُ الثوريةِ اليومَ ذلُّوا=لِعَدُوِّ يصولُ في الميدانِ
يومُهم بالمظاهراتِ وأبواقِ = الإذاعاتِ وامتشاقِ اللسانِ
بين يحيا أو يسقطُ : الحشدُ نادى=دونَ خوفٍ فالأمرِ للذؤبانِ
يا لأيامِ أُمَّـةٍ صَرَّمَتْها=بالمآسي أسِنَّةُ الأحزانِ
نكبةٌ إثْرَ نكبةٍ تتلظَّى=واندحارٌ في ملعبِ الخسرانِ
والجماهيرُ والهتاف تعالى=لفريقِ الزمالكِ الجذلانِ
وانتصَرْنا ـ يا أُمَّتي ـ بفنونٍ=وغناءٍ ومسرحٍ ذي شانِ
وانكبابٍ على سمومِ الأعادي=وَحَدَاثَاتِ فاسقٍ خوَّانِ
أَسَمِعْتُم بمثلِ عصرٍ أناختْ=هامةُ العربِ فيه للقيعانِ !
يانداماتِ مهجةٍ أحرقَتْها=نارُ شجوٍ تفورُ في الوجدانِ
اذبحوا المسلمين في كلِّ أرضٍ=واهتكوا العرضَ واكرعوا من دِنانِ
واطربوا واسكروا شرابًا مُصَفَّى=مستساغًـأ من الدمِ الهتَّانِ
وأهينوا الذينَ كانوا ، وكانوا=فَهُـمُ اليومَ طعمةُ الذؤبانِ
لم يجيدوا سوى النقيقِ ولولا=رحمةُ اللهِ لم يُرَوْا في الزمانِ
وتداعَتْ منهم أيادٍ علينا=ورمَتْنا بحزمةِ الأضغانِ
هي نارُ العدوانِ من أُممِ الكفر = ومِن قبلُ أخبرَ العدناني !
فعليه الصَّلاةُ تُزْجَى دوامًـا=وعليه سلامُ كلِّ لسانِ
ولأحزابِ أُمَّتي عربداتٌ=فَرَّقَتْهُم ، فـما لهم من شــانِ !
بأسُهُم بينَهم شديدٌ وكُرْهٌ=ومن الكُرْهِ يستفيدُ الجاني
أضْعَفُوا الأمَّـةَ الجريحةَ فانْظُرْ=مـا بهـا من تَفَرُّقٍ وامتهانِ !
فمتى يشعرُ الجميعُ بخطبٍ=قد أتاهم بالموتِ والأكفانِ ؟
ليس ينجو من الفجيعةِ كاسٍ=قد تباهى أو فازَ من عُريانِ !
فَيَدُ الكُفرِ ليس تُبْقِي جريحًـا=بينَ أهلِ الإسلامِ أو من عانِ !
فَمُدَى الكفرِ لـم تزلْ راعفاتٍ=بدماءِ الشيوخِ والولدانِ !
واذكُروا أمسِ فالمذابحُ تترى=في صحارى بلادنا والمغاني !
في فلسطين والجزائرِ أو في=أرضِ كشمير أو ربى الأفغانِ
أو بأرجـاءِ الهرسكِ اقْتَحَمَ الكفرُ = رباهـا فما لهـا من أمانِ !
والفلبينُ لـم تزلْ تَتَلَوَّى=من جراحٍ في أمسِها و طعانِ
وبنو المسلمين يدرونَ هذا=ورموهُ في خِربةِ النسيانِ !
وعساهُم يستيقظونَ ، ويُلْفَى=مُلْتَقَاهُم في ظلِّ صوتِ الأذانِ
يومَها يَشهدُ الأُباةَ بجمعٍ=في إخاءٍ وعزَّةٍ وتفانِ
هكذا ريحُهُم ستبقى ولن تذهبَ = في الأرضِ مَعْ هباءِ الهوانِ
هكذا يُنْصَرُون بالرُّعبِ يُودي=بقلوبِ الأعداءِ في المَيْدَانِ
ويفوزون رغمَ كلِّ أثيمٍ=عندَ ربِّ الوجودِ بالرِّضوانِ
أيُّها الحاكمون في كلِّ قطرٍ=من بلادِ الإسلامِ والإيمانِ
هو حالُ البلادِ يستصرخُ الصِّيدَ = ينادي : عودوا إلى الرحمنِ
لتنالوا مكانةً وانتصارا=رغمَ أنفِ العدوِّ ذي الطغيانِ
فالمعالي عنوانكم والمزايا=إن حملتُم مآثرَ القرآنِ
فبها الوعدُ من إلهٍ كريمٍ=وبها الفتحُ لاحَ للركبانِ
وهو النَّصرُ قادمٌ وبإذنِ اللهِ = تُطَوَى ضراوةُ الطوفانِ
والليالي ! إنَّ الليالي حُبالى=وتدورُ الأحداثُ عندَ الأوانِ
أُهلكتْ قبلَهم قبائلُ عادٍ=وحشودُ المجوسِ والرومانِ
لم يُقَوِّ القُوى بعالمِنا اليومَ = سِوى وهنِ جيلنا المُسْتَهَانِ
يومَ أخوى على السَّرابِ هجوعًـا=واسْتُرِقَ الإباءُ بالإذعانِ
يومَ قادَ الشعوبَ كلُّ غريرٍ=ليس يدري معنى الفدا والتَّفاني !
وأتى بالجيوشِ لا لِمُلاقاةِ = أعادينا في الوغى والطعانِ !
إنَّمـا لاكتساحِ حاراتِ شعبٍ=صَفَّقُوا ـ يومَ غرَّهم ـ للأماني !
ولِتكبيلِه بنيرِ اعتسافٍ=ولتهديمِ مسجدٍ مزدانِ
ولإتلافِ مجدِه ولتأميمِ = معاني أذانِه الرَّباني
ياإلهي وأنتَ أدرى بحالٍ=أنهكَتْهَا أسِنَّةُ الحِرمانِ !
للثكالى والأمهات الحزانى=ولِليلِ السجونِ والسَّجَّانِ !
فالمصابيحُ أطفَأتْها أيادٍ=آثماتٌ في السِّرِّ والإعلانِ
لكِ يا أمتي جناحُ سُمُوٍّ=ماتراخى عن وثبةِ الطيرانِ
ستعودين للمرابعِ وَدْقًـا=يستقي منه عالَـمُ الإنسانِ
وستحيا مروجُها مزهراتٍ=مثمراتٍ من بعدِ ذا الهجرانِ
ضَجَّتِ الأرضُ من مساوئِ أقوامٍ = أداروا ظهورَهم للمثاني !
فَعَراهم ـ رغم التَّقَدُّمِ ـ شرٌّ=هو مَعْ ذي الأسواءِ مُجْتَمِعَانِ
لـم ينالوا سعادةً فَشقاءٌ=دفعوهُ ، وليس بالإمكانِ !
هو يجثو على قلوبٍ هواها=زُخْرُفُ العيشِ والهوى الشيطاني
وانتكاساتُهم لسوءِ النَّوايا=موجعاتٌ ما كُنَّ بالحسبانِ !
قد أتاهم نذيرُهـا فأشاحوا=عنه كِبرًا فبئسَ للعصيانِ
أممُ الكفرِ لن يدومَ جَنَاهـا=وستبلى الثمارُ في البستانِ
إنَّ لي شرعةً تحوزُ على السَّبقِ = وتبقى ثمارُهـا كلَّ آنِ
نفتديها بأنفُسٍ إن تَصَدَّتْ=لهُداهـا جحافلُ الكفرانِ
فأفيقي يا أُمَّتي واطمئنِّي=لوعودِ أتتْ من الرحمنِ
ليس يُخزيك ربُّنا فالمثاني=مُجْتَنَاهَـا لديكِ طولَ الزمانِ
فارفعيها راياتِ مجـدٍ تَثَنَّتْ=بيديهِ حفاوةُ الأكوانِ
يُهْلِكُ اللهُ مَن أرادَ اندثارًا=للمثاني وسُنَّةِ العدناني
ولـه الخِزْيُ في الحياةِ وفي الأخرى = عذابٌ يكونُ في النيرانِ
لايغُرَّنَك الطغاةُ اشمخروا=بالتَّجَنِّي المذمومِ والروغانِ
إنَّ ربِّي بهم محيطٌ غيورٌ=ولكلِّ الجُنـاةِ يومٌ دانِ !!!
لـن يفوتوا أقدارَه جلَّ ربِّي=هو حكمٌ فما لـه من ثانِ !
فأقيمي أحكامَه في ثباتٍ=إنَّ نصرًا يلوحُ في الأعنانِ ...
ليس إلاَّكَ يامُهَيْمِنُ : أَدْرِكْ=أُمَّـةً آذَتْهَــا يــدُ الإذعانِ !!!
وسوم: العدد 880