اللاذقية عشقي
أنا مِن مَوْطِنٍ لا يُشْبِهُ كُلَّ الأمَاكِنْ
يَتِيْهُ الوَاصِفُونَ بِوَصْفِهِ عَجَبَاً
ويَهْلَكُ حَاسِدُوهُ بِغَيْظِهِمْ كَمَدَاً
وَيَأبَى الشِّعرُ وَصْفَ جَمَالِهِ يَومَاً
فَهَذِي اللاذِقِيَّةُ لا يُحِيْطُ بِهَا القَريْضُ وَلَا القَوَافيْ
وليسَ لها سَمِيٌّ في المدائنْ
سُئِلتُ اليومَ عنْ عِشْقِي لِمُلهِمَتِيْ؟
وَهَلْ مَا زِلتُ مُحْتَفِظَاً بِعَهْدي؟
فَقُلْتُ بَلَىْ وَلَوْ بَعُدَتْ مَسَافَاتِي
فَقَدْ مُزِجَتْ جَدَاوِلُهَا بِدَمْعَاتِي
وَتَاهَتْ فِي صَدَىْ مَوجَاتِهَا أَصْدَاءُ آهَاتِي
فَإِنِّيْ أعْشَقُ الأحْجَارَ والأشْجَار فِيْها
كَمَا أَشْتاقُ لِلسَّمَرِ الْجَميْلِ عَلَى شَوَاطِيْها
وَأعْشَقُ بَحْرَهَا وَسَمَاءَهَا صُبْحَاً
وَأعْشَقُهُ إذا حَضَرَتْ لَيَالِيْها
وَأعشَقُ زيْتَهَا والتِّيْنَ والزّيتوْن تُسْديْهَا
وأعشقُ كلَّ شيءٍ في أراضيها
فَلَيْسَ لِوَسْمِهَا شَبَهٌ ولا وَصْفٌ يدانيها
حَمَاهَا اللهُ دَوْمَاً مِنْ أَعَادِيْها
وسوم: العدد 882