*نشرت هذه القصيدة في مجلة المجتمع الكويتية ــ العدد ــ 1303 ــ في 14/2/1419هـ
هوامش :
(1) الغَرَب : الحــد .
(2) اليلب : الدرع .
(3) تلقوا بأوبتِكم من خيرِها الشَّنبِ : صفاء ما في العودة إلى الله وحسنه .
سمعْتُه خبرًا يانفسُ فارتقبي = إعادةَ النصِّ ، هل في النَّصِّ من ريبِ !
لا . صوتُ صِدقٍ جديد البوحِ أطربني = وما ألنْتُ لسمعي لوثةَ الطَّربِ
لكنَّه السَّبقُ في الإعدادِ أفرحَني = لقوةٍ صَدَمَتْ مَن عاشَ كالرُّقُبِ
وإنَّهـا الشِّيمُ المُثلى لأمتِنا = فلم تكن مثلَ أهلِ الزورِ والريبِ
ويشهدُ الفتحُ والتاريخُ وثَّقَه = فليس أرحم في الدنيا من العربِ
شريعةُ اللهِ لاتدعو لمعتركٍ = من الحروبِ ولا للظلمِ والسَّلبِ
منهاجُها الرحمةُ المهداةُ يحملُه = خيرُ النُّبُوةِ لا للخوفِ والرُّعُبِ
لكنَّ أهلَ الأذى والشَّرِّ مابرحوا = يُصَنِّعُونَ لإرهابٍ مدى الحقبِ
افعالُهم في يــدِ الإجرامِ شاهدةٌ = في القتلِ والفتكِ والترويعِ والكذبِ
فـما على أمـةِ الإسلامِ من حرجٍ = إنْ بادرَتْ لاختراعٍ جَــدَّ عن كثبِ
حيَّـاكِ ربُّكِ باكستانُ مسلمةً = تُعلين رايتَنا في العالَم اللجبِ
ففجِّري ــ يارعاكِ اللهُ ــ قنبلةً = في عالم الكِبرِ إسلاميَّةَ النَّسبِ
وسابقيهم لردعٍ غيرِ ذي وجـلٍ = فإنَّ وقعَ الصَّدى قد فتَّ في الصُّلَبِ
فاللهُ يأمرُ بالإعدادِ أمَّتَنا = كي لاتذلَّ لِوَقْدٍ شعَّ في الغَربِ (1)
كَفَّـا يهودٍ وهندوسٍ وما برحـا = يلوحانِ بما للحربِ والضَّربِ
أما الكبارُ فقد ساموا مرابعنا = خسفًا وجَورًا وما في الأمرِ من سببِ !
فطوِّري واشمخي بالحقِّ ضاربةً = زيفَ القوانين بالجدرانِ لـم تَطِبِ
فالشَّرُّ يردعُه شرٌّ يناجزُه = وليس يُردعُ حـدُّ الشَّرِّ بالخُطَبِ
هيهاتَ تخضعُ للأعداءِ أمَّتُنا = بئستْ روايةُ أهلُ الجُبنِ والهربِ
إنَّ العدوَّ الذي نخشى عداوتَه = لايرعوي بسوى الراياتِ والقُضُبِ
أما اليهودُ فإن الفصلَ ملحمةٌ = وإنَّ موعدَها آتٍ على سَغَبِ !
فالصَّبرُ دونَ رحابِ القدسِ حفَّزَنا = من قبلِ نضجِ ثمارِ التينِ والعنبِ
وكيف نخشى ودينُ اللهِ منهجُنا = وكلُّنا للفدا في ساعةِ الطلبِ
أيامَ سدنا الورى ماكان يشغلُنا = إلا بيانُ مثاني الذكرِ لم يُرَبِ
فما ظلمنا وما كانت سياستُنا = تقومُ إلا على ماجاءَ في الكتبِ
على سنى الهَدْيِ في القرآنِ قد حكمتْ = كتائبُ الحقِّ في الدنيا فلم تَخبِ
فكيفَ يمنعُنا ـ ظلما ـ أخو يَلَبٍ = من أن نُصَنِّعَ سيفَ العدلِ واليَلَبِ (2)
تحيا الحكوماتُ بالإسلام سَيِّدَةً = في الأرضِ لاتنحني في الحربِ والنُّوبِ
مليارُ قلبٍ ودينُ اللهِ يجمعُهم = فمـا لهم وَجَمُوا في سوءِ منقَلَبِ !
وكيف باؤوا بآمالٍ مخيَّبةٍ = بكلِّ حزبٍ ضعيفِ الخطوِ مضطربِ !
ياقومُ ثوبوا إلى الرحمنِ بارِئِكم = تلقوا بأوبتِكم من خيرِها الشَّنبِ (3)
و وحدُّوا الصَّفَّ بالإسلامِ تنتصروا = ليُهزمَ الجمعُ من غازٍ ومغتصبِ
* * *=* * *
أهاجَ قلبي رفيفُ الفخرِ إذ لَمَعَتْ = في الأفقِ قنبلةٌ ذريةُ اللهبِ
بهـا السَّلامُ يُرَجَّى إذ علا وهجٌ = يُخيفُ قلبَ العدا المغموسَ بالكَلَبِ
تحيتي لَكُــمُ في ظلِّ أدعيةٍ = تفيضُ بالحبِّ والتحنانِ والغلبِ
أن ينصرَ اللهُ بالإسلامِ أمَّتَنا = ويظهرَ الحقَّ بالإعدادِ والنُّجُبِ
بيومِ مجدِك باكستانُ أُرسِلُها = باقاتِ تهنئةٍ من أمــةِ العربِ
عسى الليالي إذا عادتْ حضارتُنا = تعودُ بالأُنسِ لابالهولِ والكُرَبِ
فالأمنُ تجلبُه التَّقوى بشرعتنا = وليس تُشرَى ليالي الأمنِ بالذَّهبِ
شتَّانَ بين دخانٍ من قنابلهم = وبينَ نفحِ المنى في الدِّينِ والقُرَبِ