*هوامش :
( 1) الذئب الرمادي : الذئب الرمادي (اسمه العلمي ) Canis lupus ويسمى أيضاً ذئب الخشب وهو أكبر عضو بري من عائلة الكلاب، تسكن هذه الذئاب في مناطق واسعة من نصف الكرة الشمالي .
(2) شيراك : هو الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي أعلن الحرب على ارتداء الحجاب الإسلامي ضمن حملة فرنسية على الحجاب .
(3)نقفور : هذا له قصة مع خليفة المسلمين هارون الرشيد ــ يرحمه الله ــ فقد ذكر الحافظ ابن كثير في كتابه البداية والنهاية أن نقفور ملك الروم أرسل إلى الخليفة هارون الرشيد خطابا يقول فيه : من نقفور ملك الروم الى هارون ملك العرب أما بعد : فإن الملكة التي كانت قبلي أقامتك مقام الرخ وأقامت نفسها مقام البيذق ثم قال فحملت إليك من أموالها أحمالا وذلك لضعف النساء وحمقهن فإذا قرأت كتابي فاردد ما وصل إليك من أموالها وإلا فالسيف . فلما قرأ هارون الرشيد الكتاب استشاط غضبا حتى لم يتمكن أحد من النظر إلى وجهه وتفرق جلساؤه من الخوف واستعجم الرأي على الوزير . فدعا هارون الرشيد بدواة وكتب على ظهر كتاب ملك الروم : (بسم الله الرحمن الرحيم من هارون الرشيد أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم ، قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة والجواب ما تراه لا ما تسمعه ) .
* وكان الجواب صفعة تأديبية تناسب كبرياء وتعنت أولئك الأوباش .
وليدُ الأذى والغيِّ مافاتَه الشَّرُّ = فمطعمُه لؤمٌ ومشربُه مكـرُ
ولم يزل المأروضُ من جيف الخنــا = يجدد بالإسفافِ مادفنَ الدهرُ
كذئب رمادي المكائد غادرٍ = حقارتُه في الناسِ يفضحُها الوِزرُ(1)
ألـم تَــرَ أنَّ اسم المُسَفِّـه (ماكرٌ) = وجمعُ بنيهِ ( ماكرون ) به النُّكرُ
ومن قبلُ (شيراك) تفوَّهَ حاقدا = على قيمٍ فيها الحجابُ له القَدْرُ (2)
ألم تأتهم أخبارُ (نقفور) إذ عوى = فجاءتْهُ من عندِ الخليفة تفترُّ (3)
رسالةُ ما للدِّين من زهـوِ منعةٍ = وعزَّةِ إسلامٍ ينمقُهـا الحُـرُّ
فكم حاقدٍ منهم وآخرُ عابث = تسوقهما ألأضغانُ والحقدُ مجترُّ
فذاك لئيمٌ مجرمٌ لا تردُّه = حقوقٌ ولا يرعاهُ خُلْقٌ ولا خيرُ
وهذا سفيهٌ ضلَّ في السَّعيِ مالَه = من اللهِ مأوى إن تملكُ الحشرُ
وحسبُهما في الأرضِ أنهما على = شفا جرفِ هارٍ أضـرَّ بـه الغمُ
فكم حقبةٍ مرَّت وفيها تنكروا = جميعا ودأْبُ الحاقدين هو الغدرُ
وجالوا وصالوا لا أبا لهُمُ وقد = تردَّوا على القيعانِ ثوبُهُمُ الخُسرُ
فلا تخشَ ياهذا الحريص على الهدى = فإنَّ هدى الإسلامِ بالفتحِ مخضرُّ
ولا تأسَ إنْ أبصرْتَ ذا سفهٍ إذا = تطاولَ بالإزراءِ سربله الوزرُ
فإن خسيس النفسِ أضحكه الهوى = فلم يبق قلبُ للسفيهِ ولا فكرُ
يجرجرُه إبليسُ يؤتيه لهوَه = فيلحقه التوبيخُ والمقتُ والزَّجرُ
من الناسِ مَن ماتت قلوبُهُمُ فهم = عدوٌّ لربِّ العرشِ أرداهُمُ الكفرُ
فدعهم أخا الإسلامِ إنَّهُمُ الأذى = سيلقون ما لاقى الذي أغرقَ البحرُ
ولا يفتننَّ الزيفُ قلبَك إن علا = وسادَ بنوه الأرذلون وهم كُثْرُ
تساندُ دعواهـم نفوسٌ مريضةٌ = وليس لها والله في فعلِها ذخرُ
وتحمي مساويهـا أيادٍ لطغمةٍ = أتاحت لها الأيامُ مايصنعُ الجَوْرُ
وفي قبضة الديَّانِ من عاش كافرا = وليس له حرزٌ يواليه أو سترُ
وفرق بعيدٌ بين بين أتباعِ ديننا = وبين حشود للضلالِ لها النُّكرُ
تعقبهم من ربِّهم غضبٌ فما = نجا منهُمُ مَن غـرَّه الكفرُ والكِبرُ
لتَقتَحِمَنَّ الكربَ في العصرِ أمَّتي = تعيدُ لوجهِ الأرضِ مالوَّثَ الشَّــرُّ
وتنشرُ في آفاقِهـا الخيرَ والإخـا = ويسقي المغاني من سحائبِه القطرُ
فليس لديها مالديهم من الأذى = فقرآنُها فيه التراحمُ والبِـرُّ
وسُنَّةُ هاديها سُمُوٌّ و رِفعةٌ = ونهضةُ جيلٍ لايُذَمُّ لـه فخــرُ
ألا إنَّـه الإسلامُ دينُ إلهنــا = وفيه أماني الناسِ بادرهـا البِشرُ