يا أمَّتا
إلى الوالدة الكريمة في ذكرى مولدها 77
هلَّتْ بشائرُ بالأنسامِ في الأَجَمِ
فشِمْتُها الذِّكرى تُحيي من العَدَمِ
يا لائمي لا تقلْ بالغتَ مفترياً
فإنَّها قد جَرَتْ في القلبِ مجرى دمِ
القلبُ أُشربَهَا حُبَاً وتكرمةً
وما يزالُ فؤادي-بعدُ- جِدَّ ظمي
اللهُ في محكمِ التنزيل كرَّمَهَا
وخصَّص الذكرَ في القرآنِ من قِدَمِ
وقالَ: (أمُّكَ)؛ فاكسبْ حُسْنَ صحبتِهَا
فالخُلْدُ تحتَ رِضاءِ الأمِّ، والقَدمِ
وشدَّدَ الأمرَ بالتثليثِ توصيةً
؛فرضأ بإيفاءِ حُسْنِ البرِّ والذِّممِ
-------------------
سبعٌ وسبعونَ كمْ جاهدتِ في كَبَدٍ
أرضعتِنَا من لِبَانِ الخُلْقِ والشِيَمِ
قد ذُبْتِ مثلَ شموعٍ؛ للضِّيا احترقتْ
كم ليلةٍ بتِّهَا : نِمْنَا، ولم تَنَمِي
يا طيبَهَا ذكرى في يومِ مولِدِهَا
فامننْ عليها إلهَ الكونِ بالكرمِ
لا يجزئُ الشعر فيها قيدَ أنملة
حتى ولو كان فيضَ البحر في زَخَمِ
وهلْ يكافي قريضي لحظةً بُذلتْ
منها بليلٍ شديدِ الجَوْنِ والظُلَمِ؟!
كم سهرتْ عندما نمْنَا ، وقد شَقِيَتْ
واستعذبَتْ شِقوةً؛ إذْ نحنُ في النِّعَمِ
تُبدي لنَا فرحةً، والقلبُ منفطرٌ
إِذْ خَبَّأتْ حزنَ قلبٍ خلفَ مُبتَسَمِ
يا أمَّتا، فاقبلي شعراً أسَطِّرُهُ
أنشودةً قد جرتْ بالوجْدِ مِلئ فمِ
عبدون
في يوم مولد ست الحبايب
21/10/2020
وسوم: العدد 900