******
******
*** ***
رهجُ الشركِ بوادي الُريبِ= واضطرابُ الأمنِ بينَ العربِ
واقتتالُ الناسِ في واحاتهم=للعداواتِ ، بحـدِّ القُضُبِ
وعُتُوٌّ لاثَ أحلامًا لهم= بيدِ الأهواءِ في المصطخَبِ
واليهودُ استعذبوا إذلالَهم= وهمُ أهلُ الهوى والذهبِ
والنصارى أمعنوا في غيِّهم =بالأباطيلِ مشوا والكذبِ
أهلُ ريبٍ وضلالٍ يئسوا=حسبُهم أن حرَّفوا بالكتبِ
وعتاةُ الرومِ في بهرجِهم=عنهُمُ زيغُ الحِجَى لم يغبِ !!
جنَّدتهم كبرياءٌ عصفت=بأُولي الحلمِ على منقَلَبِ !!
وطغاةُ الفرسِ فارتْ نارُهم=بينَ أحضانِ فسادِ المذهبِ
غرَّهم عسكرُهم ، فاستعبدوا=غيرَهم بالقهرِ أو بالريبِ
عالَمٌ أخوى على محنتِه=وغوى مشرقُه كالمغربِ
فرَّقتْ أقوامَه أضغانُهم=في يبابٍ ذي عناءٍ متعبِ
وبلادُ الهندِ يطويها العمى=وبلادُ الصينِ في التيهِ الغبي
ولأوروبا خنينٌ خافتٌ =في ضلوعِ اليائسِ المنتحبِ
عالَمٌ ضلَّتْ خطاه ، ونأى=عن هدى فطرتِه في الحقبِ
أهلُه عانوا الشَّقا في عيشِهم=وانطوى ما بينهم من نسبِ
وتعالتْ أممٌ فيه على= أُممٍ في ساحِها المختضبِ
ما أنابوا للهدى ، واتَّبعوا=سِفرَ نورٍ بيدَيْ كلِّ نبي
أو تآخوا لرضا بارئِهِم=بل نأوا في كفرِهم والعطبِ
كلُّهم من آدمَ البَّرِّ الذي=عاشَ دهرًا فوقَ هذا الكوكبِ
وأتى من بعدِه أبناؤُه=يعمرون الأرضَ رغمَ التَّعبِ
وحباهم ربُّهم طولَ المدى=و رعاهم بالنَّدى المنسكبِ
أُممٌ تمضي ، وتأتي أُممٌ=وسنى الوحيِ يفي بالكتبِ
كم نبيٍّ قد أتى أُمَّتَه=و رسولٍ جاءَهم بالأطيبِ
يرشدون الناسَ كي لايهلكوا=في الضلالِ العابثِ الملتهبِ
إنما الناسُ تراهم ركبوا=ظهرَ طاغوتٍ لعينٍ مذنبِ
يعبدون اللاتَ والعزَّى وقد =عبدوا من قبلُ زيفَ النُّصُبِ
ولقد أنزلَ ربِّي حكمَه=في قرونٍ سلفتْ لم تؤبِ
دمَّرَ اللَّهُ قُراهم بغتةً=أو رماهم عبرَ يـمٍّ لجبِ
والذين استعصموا في دينِهم=بالهدى فازوا بأعلى الرتبِ
واشرأبَّ الكونُ يرجو ربَّه=مطلعَ النُّورِ بهذا الغيهبِ
وإذا الفجرُ نداءٌ عطِرٌ=يملأُ الأُفقَ بأنوارِ النبي r
وُلدَ الهادي فياأرضُ ارتعي=ببشاراتِ الصباحِ الأعذبِ
وبوادٍ باركَ اللهُ به=مـزَّقَ النُّورُ ظلامَ الحجبِ
وأنارَ الكونَ قرآنُ الهدى=فانجلى عن خيرِه المحتجبِ
وإذِ العربُ جموعٌ وثبتْ=بالمثاني فوقَ تيكَ السُّحُبِ
ولقد كانوا شتاتا ، وأتى =عيشُهم بين العنا والنَّصبِ
يومَها التفُّوا جموعا آمنتْ=بنبيٍّ r جاءَهم عن كثبِ
فمشوا في الأرضِ تحدو ركبَهم=رحمةُ اللهِ لأهلِ القُرَبِ
قيصرُ الرومِ وكسرى أغربتْ=إذْ اتوا شمسُهمالم تطبِ
وتعالى مجدُ قومٍ آثروا=دينَهم ـ طوبى ـ لأُمٍّ ... وأبِ
الفدا والحقُّ والإيثارُ من=سمةِ الركبِ الذي لـم يُغلَبِ
يشهدُ التاريخُ فيما قد مضى=يومَ عاش الناسُ خيرَ الحِقبِ
إذْ حباهم ربُّهم مغفرةً=أقبلتْ نعماؤُها بالأطيبِ
أغدقتْ بالبِرِّ مابينَ الورى=فهْوَ أغلى من رنينِ الذهبِ
وتآخى الناسُ في أفيائها=فالفتى التركي أخٌ للعربي
ليس من لونٍ ولا من قوة=فرَّقا بين الورى أو نسبِ
خيرُهم مَنْ عاشَ فيهم صالحًا=زادُه التقوى ، وحُسْنُ الأدبِ
فأقاموا أمَّـةً يرهبُها=كلُّ باغٍ للهوى مصطحبِ
إنه الإسلامُ قد أكرمنا=يوم آمنَّا بما جاءَ النبي r
كيفَ هانتْ أُمَّـةٌ مختارةٌ=واكتوتْ مهجتُها بالنُّوبِ ؟
مذ تفرقنا على أهوائنا=ولهونا ـ ويحنا ـ باللعبِ
وتدابرْنا لجهلٍ شيعًا=وتباغضنا لأدنى سببِ
فتداعتْ أُممُ الكفرِ على=مجدِنا الفوَّاحِ ... ياللعجبِ ؟
عضَّنا الغربُ بنابٍ حاقدٍ=مغرمٍ بالظلمِ طولَ الحقبِ
والشُّيوعيون قد أغراهُمُ=في أذانا مالهم من عُصبِ
يالها من أمةٍ منكوبةٍ=وجمتْ دونَ العلى والأصوبِ
رضيتْ بالوهنِ ثـمَّ التمستْ=لعلاها كلَّ نهجٍ أشبِ
و رأتْ زيفَ هواها مركبا=فهوت قاعا بهذا المركبِ
كيف لا آسى وشعبي مثقلٌ=بالرزايا في الجوى المنثعبِ ؟؟
الثكالى واليتامى صرخوا=وإلى رشدٍ لها لـم تثبِ ؟
والمغاني أقفرتْ أفنانُها=فوقَ وجهٍ للأسى مكتئبِ
والديارُ انهدمتْ أركانُها=ثمَّ أخوتْ بعدَ قتلٍ وسبي
و رجالٌ في سجونٍ عُذِّبُوا=وشبابٌ قُتلوا في غيهبِ
ونساءٌ ذقْنَ لوعاتِ الشَّجا= بأيادي المجرمِ المغتصبِ
ضحكَ الناسُ علينا ، إننا=شعبُ لهوٍ مغرمٌ باللعبِ !!
أترانا في هجوعٍ ، أو فنا ؟؟=أو قعدنا من أذى أو تعبِ !!
ويح قلبي لم يُصدِّقْ مايرى=رغمَ عصفِ الهولِ ، رغمَ الكُرَبِ
كلما غامتْ بعينيهِ الرؤى=وأباحَ اليأسُ قتلَ الرَّغبِ
هزَّه الإسلامُ واستنفره=وأراهُ النورَ والروحَ الأبي
فصحا كالليثِ من رقدته=وهفا كالماردِ المحتربِ
لم يمتْ شعبٌ غلى إيمانُه=فوقَ عزمٍ فائرٍ ملتهبِ
أوقدَ التوحيدُ فيه جذوةً=فسناها في المدى لم يغربِ
كلما نامَ على بلوائه=أيقظتْهُ مضرماتُ اللهبِ
قدرٌ ماضٍ ولن تفنى به=دعوةُ اللهِ بغمرِ النُّوبِ
وهو الشعبُ سيبقى مسلمًا=رغمَ أحزابِ الهوى والشَّغبِ
روحُه داستْ على شوكِ الأذى=وتسامتْ فهْيَ من روحِ النبي r
والبطولاتُ التي لم تكترثْ=بجبانٍ خائنٍ أو ذنبِ
أسلمَ الشعبُ لربٍّ قادرٍ=وتخطَّى مغرمًا باللقبِ
من زعيمٍ قائدٍ أو ملهمٍ=هكذا أو بطلٍ منتدبِ
حقبٌ مرَّتْ وهم أبطالُنا=ببياناتِ انقلابٍ مرعبِ
فإذِا الأمةُ تبكي حظَّها=وإذا أسيافُها من خشبِ
والربيعُ الحُلْوُ أخوى دوحُه=فاستظلتْ تحتَ نَوْحِ الغربِ
وإذا الأبطالُ حلمٌ كاذبٌ=دبَّجتْهُ كأسُ بنتِ العنبِ
فلمَنْ شكواك ياشعبي وقد=تمَّت الصَّفقةُ لا عن عزبِ
ربُّكَ اللهُ ، فلُذْ في حِصنِه=وانتهضْ فاليوم يومُ الغضبِ
غضبة جبَّارةٌ ماحقةٌ=وصدى عاصفِها لم يكذبِ
لم يزلْ ساعدُها ذا جَلَدٍ=يقصمُ الباغي بحــدِّ القُضُبِ
لم يهنْ مسلمُنا في مأزقٍ=أو يلذْ في محنةٍ بالهربِ
قد تثنَّى اليومَ شهمًا مؤمنا=بهُدى ذي عفَّةٍ محتسبِ
أرخصَ الروحَ لربٍّ قادرٍ=لم يهبْ سطوةَ جَوْرِ الرُّقُبِ
فله في كلِّ يومٍ مولدٌ=للبطولاتِ التي لم تغبِ
وُلِدتْ أُمتُنا يومَ انجلى=دربُها الأرحبُ بعدَ المِنقبِ
بهدى اللهِ فلا من رِدَّةٍ=يعثرُ الركبُ بها أو مذهبِ
فلك العُتبى إلهي ، إنَّما=نصرُنا منكَ فجُدْ بالغلبِ