هذه قصيدة في النقد السياسي الديني ، اعني بها قوما أنستهم دينَهم بهارجُ الكراسي والمناصب ، وطاشت بهم الاهواء والأطماع في المخازي والمعاطب ، فصاروا يصدون عن سبيل الله بالصراعات والمثالب ، فزادوا في ضعف امتنا التي أوهنتها الخيانات والنوائب
يا صاحبَ الجرَّةِ المغموسِ في العِللِ = عبِّئْ جُريرتك المُزجاة بالأملِ
املأْ جوانحَها فخراً وبهرجة = حمِّسْ شواربَها في السَّمن والعسلِ
وافِق ، وعانق ، وسابقْ في مطامعها = نمْ مثل طفلٍ على الأحضان والقُبلِ
نافسْ ، وعافسْ ، ودحِّسْ كلَّ مكرُمةٍ = بعِ دينكَ الحقَّ بالحلواء والحُللِ
سَفسِطْ ، وفرِّطْ ، وخلِّطْ في معاجنهمْ = وارِ الشَّريعة بالتَّسييسِ والدَّجلِ
آهٍ عليك إذا استيقظتَ مُندهشاً = وقد رمتك صروفُ الدَّهر بالرَّكَلِ
آهٍ عليك إذا ملُّوكَ وانقلبوا = والطفلُ يعبثُ بالألعاب من مَلَلِ
آهٍ عليكَ وقد حاقَ الفسادُ بك = ودبَّ نحوك غولُ الخزي والخَلَلِ
آهٍ عليكَ وقد شفَّتكَ قارعة = وذاب شحمُك ما قد صار كالكُتلِ
قل لي بربِّكَ هل فكَّرت ثانية = رغم المهانة في أسباب ذا الخَبلِ ؟
قل لي بربِّك يا وهما بأمَّتنا = ما جرَّ قلبَك للآفات والعِللِ ؟
هل قد نسيت بأنَّ العيش عارية = في الدَّهر يُحكمُ بالأقدار والأجلِ ؟
فهل غَوَيْتَ ؟ عروشُ الزَّيفِ زائلة = والشَّأنُ يخلد للإيمان والعملِ
أكنتَ تكذبُ يا من كنت تنصحُنا = أن نرفعَ الدين بالإخلاص في المِللِ ؟
أن نبذلَ النَّفس في إحقاق شرعتنا = ونلزم الحقَّ في الأحياء والدُّول
مزَّقتمُ الشَّملَ بالأهواء ويحكمو = جعلتم الدِّين أشتاتا من النِّحلِ
نقضتم العهدَ وانسقتم لشانئنا = صرتم لدى القوم بالأطماع كالقُللِ
ستُكسرُ القُلَّةُ الخَرْقا إذا نَفذتْ = منها الخِلالُ ، ويأتي الدَّورُ للبدلِ
الدِّينُ يا عَلَمَ الأوهام منتصرٌ = رغم التَّخاذل والتَّهويم في الزَّللِ
الله ناصرهُ ، والله حافظهُ = فليهلكِ الهائمُ المغرورُ في السُّبُلِ
أو فليتبْ فسبيلُ الله مشرعة = صحِّحْ مسارَكَ قبل النَّزعِ والنَّقَلِ
أ صلح فؤادَك فالأطماع زائلة = والله يفضحُ أهلَ الغشِّ والخَطَلِ
حرِّرْ مصيرَك من دنيا تحاصرُه = دمِّرْ قيودَك بالإخلاصِ كالبَطَلِ