إنّ العاقل لينهدُّ كمدا وأسفا من مشهد الشباب الغثاء وهو يحتشد في سفاهة صارخة وغباوة عجيبة لسماع العفن العصري .. غناء
الرّاي .. الذي يلوّث الأسماع ، ويفسد الأذواق ، ويطمس الأخلاق ، غافلا عن الأهداف
الخبيثة والنّوايا الدّنيئة للجهات التي تصنعه وتدعمه ، وهل يشعر المخدَّر بما
يراد به من ضرر ، وبما يحيط به من خطر
يا قوم .. انَّ غناء الرّاي سمٌّ ثقافي
تصنعه المخابر الصّهيونية وتدعمه لتخدير الشباب المسلم وإفساده وإلهائه عن رسالته السّامية
في الأرض .
***
ظهرَ الحمارُ على الرِّواق فحدَّقوا = وثب الحمارُ على البساط فصفَّقُوا
وأتى يجرُّ ذيولَ خزيٍ عارمٍ = يبغي النَّهيق فأجهشوا وتملَّقوا
عِيرٌ تهشُّ لبعضها .. يا للعجبْ = جنس النَّهيق بجنسه مُتعلِّقُ
ها قد بدا في زينةٍ متعاليا = بهراء لغوٍ من خنا يتشدَّقُ
ظنَّ الحقيرُ بأنَّ شأنَه قد علا = فانهال يلغو زاهيا يتحذلقُ
سمَّى الأذى راياً وراح مُعانداً = مُتفحِّشا بوقاحةٍ يتمنطقُ
يهذي بسوءٍ كالنَّجاسة من فمهْ = للسَّمع والذَّوقِ السَّليم يمزِّقُ
أصواتُ كلبٍ ناشزٍ مُتحرِّشٍ = وهديرِ حُمْرٍ للمعالفِ تنهقُ
إن صاح في ردهات ليلٍ ساكنٍ = تلقى الحيِيَّ مُكسَّفا يتعرَّقُ
هذا الذي أسموه فنا ناجحا = في مخبر الفسقِ الموجَّهِ يُخلقُ
يرعاهُ أحفادُ القرود لغاية ٍ= كم أرصدوا المال الحرام وأغدقُوا
كم زوَّروا باسم الحداثة إذ دعوْا = الفُحْشَ فناًّ والبهائمُ صدَّقُوا
كم قلَّبُوا وجه الحقائق عُنوة ً = فالفأرُ ليث ٌ والمُخالفُ يَشرقُ
كم شهَّروا للفاشلين لفحشهمْ = من صلَّبُوا متن الحياء وعلَّقُوا
انظرْ .. فأشرطة ُ النَّهيقِ غزيرة ٌ= للسُّوق والجيلِ المُعوَّقِ تُغرقُ
يا من عشقت الفاسقين وغيِّهم ْ= ها أنت بالقومِ الملعَّن تُلحقُ
لم تنأ عن شرٍّ طغى مُستحلياً = ها أنتَ من دين المكارم تَمرُقُ
هذا الذي قد سوَّدوه مُتوَّجاً = كالبوم في ليل الفضيلة يَنعقُ
نذْلٌ ، سفيهٌ ، تافه ٌ، مُتطفِّلٍ = مثل القُرادة في المعيشة يَعلقُ
ألا اكنسوا صِنفَ القراد من الحمى = إنَّ المكارم بالتَّطفلِ تُمحقُ
وطهِّروا أرضَ الشَّهيد من الخنا = الرَّاي ُفُحشٌ للفضيلة يَسحقُ