( سراقةُ ) أخبرَ أنَّ الحنيف = سيملأ بالخيرِ هذا المدى
مضينا به في الورى فاتحين = يرش المغاني بعذبِ النَّدى
وألقى لكسرى كتاب الرسول = بيانا مبينا وروحا حــدا
ويُتلَى على الخلقِ قرآنَـُه = فياركبُ للفتح قـمْ جَدِّدَا
هو اليوم ويحك بوح الحنين = فحالُ جناةِ الورى تُحتَضَرْ
* * *=* * *
ألم تعلمواكيف عادَ الإباء = يبشِّرُ بالفتحِ قومي الكرامْ
وينفضُ عنهم غبارَ العنا = ووارى التَّمنِّي بجوف الرغامْ
إلى العصرِ هذا الذي لاثَــُه = فسادُ الهوى بالأمور العِظامْ
فجاءَ النهارُ الذي يُرتَجَى = ففيه الرجاءُ الذي يُنتَظَرْ
* * *=* * *
هو اللهُ أكبرُ مهمـا طغتْ = بدنيا الغزاةِ رياحُ الخطرْ
فباسمِ الإلـهِ تهونُ الخطوب = وتأتي مثاني الهدى بالظفَرْ
ويدبرُ ليلُ الأسى والجراح = ففجرُ الخلاصِ جــلا ما اعتكرْ
فكبِّرْ أخي وادْنُ أنتَ الذي = لصوتِ الصريخِ الأبيِّ حضرْ
* * *=* * *
بماضي الزمانِ حملنا الهدى = وراياتُنا فوقَ أعلى القِممْ
فـمـا بالُنا قد خبا عزمُنا = وَلُذْنَا حيارى بكهفِ الألــمْ !
ألسنا الذين اصطفى ربُّنـا = لحملِ الرسالةِ بينَ الأُممْ ؟
فهيَّـا شبابَ الفدا موكبًـا = يعيدُ الربيعَ لدنيا البشرْ
* * *=* * *
مثاني الكتابِ لنــا منهجٌ = و وحيُ النُّبوةِ وجهُ الهدى
يدينُ له كلُّ أفقٍ رنـا = إلينا وماسَ برجعِ الصَّدى
إذا اللهُ أحيا قلوبَ العباد = تلاشى الهوانُ القبيحُ القذرْ
* * *=* * *
إليه إليه فآنَ الأوان = لننفضَ عنَّـا غبارَ الونى
خُذِلنا فعشنا بسودِ الصروف = وذقنا بها من صنوفِ العنــا
وإنَّ الخلاصَ حديثُ القلوب = قريبُ البزوغِ وفيه المنى
فشدُّوا العزائمَ في ظلِّه = فدينُ الإله يـه قد ظهرْ
* * *=* * *
أخا المجدِ لا كانَ عيشٌ إذا = أتينا بلا مجدِنا الأعظمِ
فما قيمةُ العيشِ في ذلَّـةٍ = وفي قدسِنا رايةُ المجرمِ
فهيَّـا أُخَيَّ إلى ثأرِنـا = نروِّي البطاحَ بأزكى الدمِ
إذا ما صدقنا إلــهَ الورى = حبانا بفتحٍ ونلنا الوطرْ
* * *=* * *
من الله نرجو ولا نرتجي = من الغربِ والشرقِ نصرا مبينْ
فربُ الوجودِ أتى وعــدُه = بعصرِ الفسادِ ودنيا المجونْ
فقلْ للشبابِ يُلَبِّ النداء = فنعمَ الشبابُ القويُّ الأمينْ
يقومُ فقد آنَ يوم الوفاء = ليفديَ إسلامَه المنتَصِرْ
* * *=* * *
مثانيَ ربِّي وأنوارُهـا = شموسُ المفازةِ بين البشرْ
وسُنَّةُ خيرِ الورى لم تزل = تفيضُ جلالا بأبهى العِبَرْ
هجرنا مُناهـا فذقنا الوبال = وتاهَ الدليلُ وغامَ البصرْ
فهيَّـا إلى شذوِها كي نرى = من اللهِ فتحًـا يزيلُ الكدرْ
* * *=* * *
إلى موئلِ النورِ والشافيات = مساجدِنا العامراتِ بنــا
هي الملجأُ العذبُ للمؤمنين = ودورٌ بهـا زهوُ آمالنا
نروحُ ونغدو إليهـا إلى = حنبنِ القلوبِ وأشواقِنا
وفيها تجلَّى اليقينُ الذي = يزيلُ الهمومَ ويطوي الضَّجرْ
* * *=* * *
فمنا المصلون في رحبِها = وقاهــم إلهي سمومَ الشجنْ
ومنا المسبِّحُ في روضِهـا = يمجدُ بارئه في العلنْ
خُلِقنا لنعبدَ ربَّ الأنام = ونسألَه في الرضـا والوهَنْ
وروحُ الهدايةِ حبُّ الإله = وحبُّ النبيِّ الجليلِ السِّيَرْ
* * *=* * *
ومنها تخرَّجَ صيدُ الرجال = تعلَّـمَ أهلُ الورى منهمُ
إذا قيلَ : غُــرٌّ كرامُ الخصال = نقول : وشأنُهُــمُ أعظمُ
ونمضي على دربهم بالهدى = نعيدُ المآثرَ لاتُكتمُ
ففيها ومنها تطيبُ الحياة = وتحلو البساتينُ فيها الثمرْ
* * *=* * *
تحنُ إليهــا قلوبُ التُّقاة = وفي غيرها ـ الدهرَ ـ يأتي الخُسُرْ
فأبهى صباحٍ لدحرِ الظلام = وأوفى عطاءٍ لنيل الوطرْ
فدستورُها دينُ ربِّ السماء = فلسنا لنرضى بنهجٍ كَفَرْ
وتبقى المساجدُ منها انطلاق = لدنيا المودةِ بين البشَرْ
* * *=* * *
شريعةُ ربِّي ستسقي المدى = ويروي المغاني فراتُ الهدى
فما جفَّ فيها نعيمُ الحياة = فأجْرَاهُ سلسالُها سؤددا
صلاةٌ وصومٌ وحجٌّ لهــم = وأما الزكاةُ فكفُّ النَّدى
وأمرع فيهـا ابتهاجُ الربيع = وفيها تبسَّمَ حُلوُ الزَّهــرْ
* * *=* * *
مآثرُ دينٍ وما ردَّهــا =برغم الطغاةِ جميلُ الثَّناءْ
أعيدوا إلى الناسِ راياتِنا = ترفرفُ في الأرضِ ليست تُساءْ
فإنَّ الشعوبَ أبتْ أن ترى = لغيرِ الشريعةِ أيَّ لواءْ
بني أمتي أين تلك الزحوف = وأين اشتياقُ لكم للظفرْ !
* * *=* * *
كفى المجرمون ازدراءً لنا = ونحن الذين أزلنا السَّرابْ
ولسنا لنخدعَ مَن في الديارْ = ونجعلَ زهوَ المزايا تبابْ
أتينا إليهم بظلٍّ ظليل = وأمنٍ يفيضُ بأغلى الرغابْ
هي القيمُ المُنْتَقَاةُ العِذاب = وغيرُ هُـدانا أتاهــم بِِشَرْ