***
*الأخ الفاضل الأستاذ المجاهد الصَّابر / يوسف طلب ... أحد أعلام الدعوة الإسلامية في ديرالزور ، عاش مدرسا وفيا لرسالته التعليمية ، حفيًّا بفلذات الأكباد الطلاب الذين عاش معهم في فصولهم الدراسية ، عانى كما عانى بقية الناس من الظلم والجور ، فصبر واحتسب ، وهاجر بدينه ليعيش غريبا ، ثم ليلاقي وجه ربه الكريم الرحيم غريبا أيضا . أسأل الله له الرحمة ، وأن يحشره ربه مع الأنبياء و الصديقين و الشهداء والصالحين وحسُن أولئك رفيقا ، ولا نقول إلا مايرضي ربنا تبارك وتعالى ، وإنا لله وإنا إليه راجعون ، وإنا على فراقك يا أبا محمد لمحزونون .
يبكي الفقيدَ الإخوةُ الأبرارُ = وتئنُ من بعدِ الفراقِ ديارُ
وتضجُ ديرالزور يوم وفاته = والأهل والأحبابُ والأخيارُ
( يايوسف الطلب ) الذي افتخرت به = أيَّامُ عُمْرٍ ويحهُنَّ قِصارُ
أمضيتَها تدعو لدينِ مُحَمَّدٍ = وتردُّ دونِ حِياضِه مَن جاروا
لم تحنِ هامتَك الأبيَّةَ يومَ أنْ = ألقتْ ضغائنَ صدرِها الأشرارُ
تأبى المذلَّةَ ، فالعقيدةُ عزَّةٌ = في العالمين ورفعةٌ و فخارُ
ونسجتَها حللاً لكلِّ مجاهدٍ = ما أخَّرتْكَ بدربِها الأعذارُ
ورحلتَ عنها مرغمًا لاتنثني = فسبيلُك الإيمانُ والإصرارُ
وهي التي شهدت محيَّانا بها = تغشى زمانَ ربيعِها الأنوارُ
عشنا بديرالزور نرفعُ رايةً = وصروحُها في الحقِّ لاتنهارُ
تفترُّ إسلاميَّةً عمريَّةً = يخشى هبوبَ رياحِها الكفَّارُ
و وقفتَ فيها يا أخي صلدًا فما = هزَّتْ صمودَ فؤادِك الفجَّارُ
طلبوك في يوم الوقيعةِ إنَّما = يحمي جنودَ الدعوةِ القهَّارُ
اللهُ أكبرُ إن بغوا وتجبَّرُوا = ولهم من الحقدِ البغيضِ العارُ
وبظلِّ دينِ اللهِ عشتَ مجالدا = ولك الوفا والصِّدٌقُ والإكبارُ
إخوانُك الأبرارُ قبلك أدلجوا = والآخرون على الطريقةِ ساروا
والموعد الميمونُ جنَّةُ ربِّهم = والحورُ والولدانُ والأنهارُ
فلوجهِ مولاهم رَنَتْ أبصارُهم = وَلْتَنْعَمِ النظراتُ والأبصارُ
هي هذه الدنيا تزولُ وينتهي = مافي مناكبِها وتخلو الدَّارُ !!!
أمَّا النَّعيمُ ففي الجِنانِ خلودُه = والخيرُ بين قصورِها زخَّارُ
والقلبُ يحزنُ يا أخي لفراقِكم = والعين يجري دمعُها المدرارُ
والأُنسُ في الدنيا سويعةُ نزهةٍ = تُطوَى وليس لسفرِها إظهارُ
في الدير : ديرالزورِ ماتَ صِحابُنا = والأنسُ في الدنيا له إدبارُ
هم موكبُ القيمِ الأثيرةِ إنَّهم = للناسِ رغم الدَّاجياتِ منارُ
كانوا وكنتَ أخا المآثرِ والنُّهى = حقلا ونفحُ ظلالِه معطارُ
كنتم وربِّ العرشِ زينةَ ديرِكم = والدَّيرُ أهلُ بيوتِها أحرارُ
عشتُم تعيدون الفضائلَ سيرةً = نبويَّةً شهدتْ لها الأمصارُ
لاترتضون الضَّيمَ خيَّمَ كالدجى = أو تُرتَضى في السيرةِ الأوزارُ
أو تركنون لظالمٍ في عهدِه = نالَ الجناةُ الأمرَ والفجَّارُ
يايوسفُ استبشرْ برحمةِ راحمٍ = فلكم من اللهِ العظيمِ جِوارُ
لكمُ المثاني منهجٌ و رسالةٌ = والسُّنَّةُ الغرَّاءُ والأذكارُ
هاهم وقد ظهرَ الفسادُ وسوقُه = وهو الهوى والعودُ والمزمارُ
صحفٌ سيطويها الردى ، ومردُّها = يومَ الحسابِ وتُنشرُ الأسرارُ
لو يعلمُ السفهاءُ سوءَ مصيرِهم = لَبَكوا دمًا ولهم هناك النَّارُ
فاهنأ أخي بجوارِ أحمدَ لم يزل = يأتي إليه الإخوةُ الأبرارُ
وَلَكَم فُجِعنا يا أخي بوفاتهم = و وفاةِ آلافٍ لهم تزآرُ
فَهُمُ الأسودُ أسودُ دينِ مُحَمَّدٍ =ولهم بنجداتِ الوغى آثارُ
سيعودُ دينُ اللهِ يحكمُ في الورى = وله جنودٌ ركبُهم جرَّارُ
إسلامُنا وله اللواءُ كما ترى = في العالمين رفيفُه والغارُ
قد لاحَ خفَّاقًا يبشِّرُ أمَّةً = أن جاءَ من بعدِ الظلامِ نهارُ
ولآلك الأخيارِ جاءَ عزاؤُنا = وبه المودةُ يا أُخَيَّ تُثارُ
يرعاهمُ الباري ويكلؤُهم بما = يرعى القلوبَ الرَّاحمُ الغفَّارُ
لكَ ، للدعاةِ ، وللأُباةِ مكانةٌ = علويَّةٌ ونشيدُها هدَّارُ
ولكلِّ أهلِ الفضلِ في زمنٍ طغى = سيلُ الفسادِ وعجَّتِ الأكدارُ
إذ فازَ فيه المؤمنُ الأتقى ومَن = هو بالهدى مستعصمٌ صبَّارُ