آهٍ : فما اقسى المصائب خيَّمتْ = فمن الأسى كلُّ الشعوبِ تُلاقي
هوامش :
*الإسفاق : سفقتُ البابَ وأسفقتُه، إذا أغلقتَه ، وسفقتُ وجهَ العدو ، إذا لطمته .
رُدِّي عليهم صفعةَ الإسفاقِ = إنَّ الحنيفَ هو العصيُّ الباقي
لم يطمسوه فإنَّه وحيُ السَّما = ورسالةُ الرحماتِ للأعراقِ
عادوك يا أمَّ المآثرِ والنَّدى = ورموك رغم الخيرِ بالإملاقِ
قد تهتِ في وضحِ النهارِ بظلمةٍ = إذ غيَّبتْك يدٌ عن الإشراقِ !
ورموك عمدًا للذئاب بغابةٍ = ويداك في الأغلالِ والأطواقِ
شُلَّتْ أياديهم تقاربَ خبثُها = في نسجِ كلِّ وقيعةٍ و خِناقِ
وأتوكِ بئس مجيئهم فسقوك من = كأسٍ أذاها جاءَ مرَّ مَذاقِ
ونوازلُ الأيامِ فيك تنوَّعتْ = أخبارُها في سائر الآفاقِ
ولقد دهاكِ البغيُ قد أخذوا به = من غيرِ أخلاقٍ ولا ميثاقِ
أخفوا تراثَكِ لم يكن إلا بما = جادت شريعتُنا عن الأحداقِ
ورحابُ مجدِكِ صوَّتْ أفنانُه = تشكو زمانَ ربيعِها المهراقِ
يا أُمَّتي ماذا نقولُ لربِّنا = والقومُ قد باعوكِ في الأسواقِ
قد عشتِ بالإسلامِ أمَّةَ عزَّةٍ = فاستهدفوك لذلَّة وشِقاقِ
عمَّن نحدثُ عن مخازيهم وعن = سوءِ الكلامِ يُلاثُ في الأشداقِ
حكامُهم حكموا بغيرِ كتابنا = وبغيرِ سُنَّةِ صاحبِ الأخلاقِ
ومفكروهم أدلجوا في مهمهٍ = مسعاهُمُ التدليسُ غير مطاقِ
بئست ثقافتُهم وبئس نفورُهم = عن منهجٍ يحمي من الإحراقِ
أما الفجورُ فلا تسلْ عن خسَّةٍ = فَلِفُحشِه المأفونِ شأنٌ باقِ
وحشودُه حول المجون توافقت = للرقصِ والتصفيق أيَّ وِفاقِ
ذهبَ الحياءُ فلست تبصرُ غادةً = إلا بِعُريٍ فاضحٍ و عناقِ
فالعهدُ عهدُ صفاقةٍ وميوعةٍ = قد راقَ للمرَّاقِ والفُسَّاقِ
أمَّا التَّزلُّفُ للطغاةِ فياله = من صنعةٍ تخلو من الترياقِ
لم يدفع الحقدَ الدفينَ لدى العدا = أو يشفِ من سيلِ الأذى الدَّفَّاقِ
ماذا نعدد من مهازلِ عصرنا = والدَّاءُ جاسَ اليومَ في ألأعماقِ
فمتى يواتينا زمانُك أُمَّتي = يهبُ الورى من عطفِك الرقراقِ
ومتى تكففُ دمعَها تلك التي = تبكي أحبَّتَها لطولِ فراقِ
ومتى يقول الحقَّ عالمُنا الذي = قد لانَ حتى خاضَ في الإخفاقِ
لم يخشَ لمَّا قد تملَّقَ للذي = لم يخشَ بطشَ القادرِ الخلاَّقِ
علماءُ سوءٍ ما رعوا مولى الورى = أعلى مكانتهم على الإطلاقِ
فهووا على حالٍ تسوءُ رجالَها = ومصيبةٍ تدعو إلى الإشفاقِ
فاليومَ أُمَّتُنا تعيشُ بحكمِ مَن = حكموا الشعوبَ بزيفِه البرَّاقِ
يا أُمَّتي إنَّ اليد الرعناءَ لن = تبقى ، وأمرُ خلاصِنا للباقي
عودي إليه وجدِّدي روحَ الهدى = بقلوبِ مليارين في الآفاقِ
فلقد أرانا اللهُ بطشَ عدوِّنا = ومحاولاتِ الجرِّ لاسترقاقِ
ولقد أرانا ما يخططُ مكرُهم = بالسُّوءِ للأرزاقِ والأعناقِ !
هذي مرابعُنا وقد فاضت دمًا = والدمُ حالُ الدمعِ في الآماقِ
تبكي علينا الأمسياتُ حزينةً = والمقمراتُ نأيْنَ بالإشراقِ
لم تنفعِ الأشعارُ جرحًا غائرًا = أو تُجْدِ شعبا حزمةُ الأشواقِ
والطعمُ حُلوِ الطعمِ لايُرجَى ولم = يبقَ الشُّعورُ الحُلوُ في الأذواقِ
لكنْ أراكِ نبذْتِ زورَ هُرائهم = ونهضتِ رغمَ البطشِ والإملاقِ
وطمسْتِ ما في ذي اليدِ الرعناءِ من = صخبِ الطبولِ وضجَّةَ الأبواقِ
وكسرْتِ آلاتِ الدناءَةِ مجَّها = سأمٌ عرا فَغَدَتْ بلا استحقاقِ
وكفرتِ بالطاغوتِ ! بشرى أمَّتي = لكِ باليقينِ اعتدَّ بالخَلاَّقِ
إنِّي أحسُّ بأنَّ وعدَ اللهِ قد = وافى ، وهلَّ الفتحُ للمشتاقِ
فلقد نأيْتِ ذليلةً يا أُمَّتِي = بينَ الشعوبِ عن المكانِ الرَّاقي !
ولأنتِ أولى بالمكانةِ كونها =لك حلَّة من أكرمِ الأعلاقِ
رُدِّي قيودَ الوهنِ عن أحناءِ مَن = جاؤوا مع العزماتِ خيرَ رواقِ
ساقيهمُ القيمَ الأثيرةَ نبعُه = قد طابَ فََجَّرَهُ الأييُّ السَّاقي
ما كان للأمم التي تحيا بلا = قيمٍ لأهلِ الأرضِ أيُّ سِباقِ
هي جانبتْ سُبُلَ الهدى واستكبرتْ = وأذاقتِ الإنسانَ شرَّ مذاقِ
ألقوا جحيمَ قنابل الفتكِ التي = فيها المنايا حالةَ استنشاقِ
وتفننوا في صنعِ كلِّ مدمَِّرٍ = لم يعبؤوا بعقوبةِ الخلاَّقِ
فلهم بلا ريبٍ نهايةُ بغيِهم = ما لاتراهُ العينُ في الأوراقِ
اللهُ يهلكُهم وفي أقدارِه = نبأُ الطغاةِ وزمرةِ الفُسَّاقِ
فاستبشري يا أمَّتي ، وتحفَّزي = قد لاحَ فجرُ الفتحِ بالإشراقِ
سفَقَتْ يدُ الأعداءِ بابَ مكانِك . = . العالي فَرَدَّتْها يدُ العملاقِ
يخشونه إن هلَّ بالنهجِ القويم . = . فشأنُهم إذ ذاك بالأرباقِ
هيهات أن تجد الأمانَ شعوبُهم = إلا بظلِّ شريعةِ الخلاًّقِ
فَلْيمعنوا بهُرائهم ولهم غدًا = أن يُمْعِنُوا في حالة الإطراقِ