بــدأَ العـدُّ إذْ هَفَتْ للنَّهــارِ = ومضـةُ الفجرِ فالدُّجى للبوارِ
لـم أُفاجَأْ ولن أُفاجأَ يومًـا = إنْ رأيتُ الطغيانَ قيدَ انحســارِ
أو خبتُ عَلمانيَّةٌ وتلاشت = في بلادِ الإسلامِ بعد انكسارِ
أو تهاوتْ أصنامُهم واضمحلتْ = بعدَ ظلمِ الفسَّاقِ والكفَّارِ
فشعوبٌ مدججاتٌ بدينٍ = أحيتِ اليومَ ميِّتَ التذكارِ
بهُدَى اللهِ عبَّرتْ عن شعور = ماتخطَّتْهُ غلظةُ الأشرارِ
دينُنا الحقُّ مَن رماهُ بحقدٍ = سيُجازى ــ وربِّنا ــ بالنَّارِ
وبذلٍّ وحسرةٍ وتبابٍ = أبديٍّ لاينتهي وبـوارِ
ليس يُجدي عساكرُ البغيِ ظلمٌ = أشهروهُ بالصَّـارمِ البتَّـارِ
ربمـا تطحنُ المجنزةُ العميـاءُ = هــامَ الأشاوسِ الأبرارِ
ربما تنزفُ الدمـاءُ وتجري = في بلادِ الإسلامِ كالأنهـارِ
ربَّما ! فالعدوُّ ذئبٌ جسورٌ = يتولاه كِبرُه في الغمـارِ
إنَّمـا الأمرُ بالخواتيم فانفضْ = عن محيَّـاك ماعرا من غبارِ
أيُّها الشَّعبُ ــ مسلمًا ـــ ما تخلَّى = عن صَلاةٍ له وعن أذكارِ
وعن الحبِّ للشريعةِ ، ينأى = كلُّ ضنكٍ ــ لـو حُكِّمتْ ــ واعتكارِ
وعن الجـودِ بالقلوبِ وبالمالِ . = . وبالعُمرِ كلِّـه والثِّمـارِ
فهو الدِّينُ عـزُّنا وعلانـا = وبغيرِ الإسلامِ عاشوا بعـارِ
آهِ لو يستحي الطغاةُ لعافـوا = ما أتاهم من بهرجِ الأوطارِ
ولعاشوا مع الشعوبِ بخيرٍ = في ظلالِ الهدى وخيرِ جِـوارِ
لم ينازعْهُم المناصبَ قومٌ = فهناءُ الشعوبِ أصلُ المـدارِ
لا وربِّي ولا لغطرسةٍ تحكي . = . رسيسَ الأنيابِ والأظفارِ
ذاك عارٌ يأباهُ كلُّ أبيٍّ = فشموخُ استعلائه لانهيارِ
فدعوا الناسَ ينشدون خلاصًـا = بكتابِ الرحمنِ في الأمصارِ
لـو أُتيحتْ حريَّـةٌ لشعوبٍ = لتوارتْ مطامعُ الفجَّــارِ
أَوَلَـم تهتف الشعوبُ حماسًـا = يومَ فاز التُّقاةُ رغـمَ الضَّواري
في فلسطين رغم كيد الأعادي = وبمصر الإسلامِ رغـم الحصارِ
وبكلِّ الأقطارِ لولا و لولا = لولواتٌ أحناؤُهـا في أسارِ
فالتهاني للشعبِ لا لطغاةٍ = هي تُزجى فوَّاحةَ الأشعارِ
هكذا أيقظَ النداءُ قلوبًا = جاءَ وحيًـا بأكرمِ الأسفارِ
يُرجِعُ الوُدُّ في النفوسِ سلوكا = ويُجلِّي طهارةَ الأفكارِ
أَوَيَدْرون أنَّ كلَّ شَقَاهُـم = هو رهنُ الآثامِ والأوزارِ
أَوَيَدْرون أنَّ فتحـا سيأتي = إنْ أقاموا شريعةَ المختارِ
ليتهم يدركون أنَّ علاهم = لـم يُدوَّنْ بالناي والمزمارِ
بل برضوانِ ربِّهم والمثاني = والحديثِ الشريفِ في الآثارِ