كُفَّتْ معاييرُ التَّميزِ إذْ سفت = ريحُ الهوانِ حضورَها تجريما
أهلُ الأمانةِ والجديرُ بحملِها = قد حمَّلوه لأجلهـا تأثيما
وهو الحفيُّ بمجدِهـا وسُمُوِّها = وهو المعظِّمُ للهدى تعظيمـا
إياك أعني فافهَمَنْهَـا وانتبهْ = لاتنظرنْها إن بقيتَ نؤومـا !
واستيقظَنْ ليلُ التراخي سُبَّةٌ = فنهارُه يمسي بها مشؤوما
أمـا سُراةُ القوم ياهذا فهم = سبروا الحياةَ تمكُّنًـا وفهومـا
قد مكَّن اللهُ الفلاحَ لسعيِهم = وبصدقِهم كان الإلهُ عليمـا
لهمُ النباهةُ سخروهـا خدمةً = للشعبِ عاشَ زمانَكم محرومـا
والتضحياتُ بما حباهـم ربُّهم = من قدرةٍ كانت لديهم سيمـا
سيماهُمُ بوجوهِهم يُومي إلى = أنَّ الفؤادَ يبيتُ بعدُ سليمـا
لايحمل الأضغانَ إلا فاجرٌ = يمشي بها في العالمين أثيمـا
أنتم جلبتُم للشعوبِ نوازلا = زفراتُهـا سقتِ النفوسَ حميمـا
أسديتُ نصحي مشفقا مكلومـا = فاستهجنوه ــ سفاهةً ــ مذمومـا !
ألأنني عانيتُ من وهـج الأسى = غمرَ المشاعرَ فاستحالَ جحيمـا !
بالرغم عني ما اكترثتُ لبغضهم = نصحي الذي قد أهملوه كريما !
إذْ أنهم شاخوا ولـم يستمرئوا = حبَّ الإباءِ وفضَّلوا التعتيمـا
فالعجزُ والإخقاقُ ديدنهم ولم = يجدوا لشأن المكتوين عظيمـا
واستسلموا لمقاولِ التدوير في = بيت القيادة عاجزا و عقيما
هيهات أن تلد العجوزُ وعمرُها = قرنٌ طوتْ أيامَه ترميما
والكبشُ أيضا قد بدا في عجزه = فانحاز صوبَ رضاهُمُ مرجوما
لاتعتبوا أبدا عليه فإنَّـه= أمسى لدى المتسلطين حميمـا
كنتم لحاضرها الذميم مصيبةً = والناسُ ويحكُمُ تراهُ دميمـا
فدعوا المآسي ليس يُحسَنُ نبشُها = فَجُسومُ قومي لن تصيرَ رميمـا
هـم سادةُ الشهداءِ في زمنٍ طغى = فيه المجوسُ ضحىً فكانَ وخيمـا
والرومُ والهندوسُ والنحلُ التي = جمعتْ قُواهـا للضلالِ رجوما
هـا قـد تداعوا يأكلون تراثنا = وثمارَ شرعٍ حاضـرا وقديما
هلا اجترحتُم للخلاصِ عزيمةً = لـم تُبقِ للغزوِ اللعينِ مقيمـا
وأعدْتُم التاريخَ يكتبُ صحـوةً = الخيـرُ فيهــا لايزالُ عميمـا
إطلالةٌ تحيي قلوبًـا صوَّحتْ = وتعالجُ الحيرانَ والمكلومـا
وتردُّ عافيةَ الشعوبِ شريعةٌ = لابالفسادِ مَدَاهُ ظلَّ وخيمـا
أو غير دينِ اللهِ يحيي أمَّــةً = ويعالجُ المحتاجَ والمكلومـا !
ويعيدُ أرضَ اللـهِ إسلاميةً = ويحرِّمُ استبدادَهم تحريـما
ويبثُّ من قيــمِ البطولة لا الرضا = بالجَـورِ خيَّـمَ فوقنا تخييما
وأذاقنا الويلاتِ فاضت بالأذى = وأتى البلاءُ مدجَّجًـا وغشومـا
تعذيبُهم : فعلُ الوحوشِ شراسةً = بلغتْ به روحُ الفتى الحلقومـا
والحقدُ أصبح في يديهم مُدْيَــةً = والشَّرُّ هـاجَ على الشعوبِ حسومـا
أوَلَــمْ يحنْ يا أمَّتي زمنُ الفدا = فالجرحُ أمسى في الصدور أليمــا
لايأسَ فاللهُ العظيمُ يمدُّنـا = ويردُّ كيدّ الظالمين خصيمـا
طابَ الرجاءُ بحلمه وبعفوه = وأتى على الحـالِ الكئيبِ نسيما
والدينُ عند الله دينٌ واحدٌ = مازالَ في قيمِ الخلاصِ قويــما
لم يعترف شعبي بأيِّ زعامةٍ = ترعى الفسادَ ولن تراه زعيما
هو يجعلُ الصبحَ المنيرَ لبغيه = ليلا بدنيا المسلمين بهيمـا
إنَّ القيادةَ شتتْ شعبا أبى = حُكْمَ الضَّلالِ مذمَّـمًا و سقيمـا
لـم يبقَ إلا الله يُنجي أُمَّتي = لم تخشَ وجـهَ المرجفينَ شتيمـا
ياربِّ ............................. = ..................................