في الذكرى الثامنة لوفاة أخينا الشاعر الفذ محمد سليم زنجير، رحمه الله، أعيد نشر قصيدتي التي رثيته بها يومئذٍ، لكنها لأول مرة تُنشر على صفحتي في الفيسبوك.
رفقًا بنا يا ناعي الأخيار
إنا لله وإنا إليه راجعون، أخي الأستاذ عبد الله، أبا راشد، عظم الله أجركم، وأجرنا، فيما رُزئنا به جميعًا، في موت أخيكم وأخينا الأستاذ سليم، نسأل الله تعالى أن يكرم نزله، ويُحسن وفادته، ويوسع مدخله، ويغسله بالماء والثلج والبرد، وأن يدخله فسيح جناته. كما نسأله أن يلهمكم وإيانا الصبر.
من ذا الذي يرثي الأحبّة بعده؟!
رفْقا بنا يا ناعِي الأخيار=روّعتَنا بمُنضد الأشعار
من ذا الذي يرثي الأحبّة بعدَه=أم من سيُؤنسُ ساكِنيَ الدارِ
رفقا فَإنّا لم نَكُن في أُهبَةٍ=فَاجأتَنا في هَدأة الأسحار
لما رفَعنَا للكريْم أكفَّنا=ودموعُنا سالت كنهر جارِ
ندعوه أن يرعى" أبا الخير" الذي=قد كان ضيفا في حمى الغفار
فاجأتَنا في نعْيه وإذا بنَا=ما بين مُندهشِ وبين مُمَارِ
كنّا نُؤمّلُ أن نرى مَن جِئْتنا=تنعيه يُبْهِجُ مُنْتدى السّمّارِ
كنّا نُؤمّل أن نراه وقد علتْ=راياتُ نصر الفتية الأطهارِ
فيقر عينا باندحار عصابةٍ=وحُثالة للبَعثِ والأشرارِ
ويقرّ عينًا حيْن يُبصر فجرنا=قد لاح يمحو ظلْمة الفُجّار
ما بيْن أضلُعه زكت نفس له=نَعِمتْ بحب الواحِد القهارِ
كان المُقرّبَ عنْد إخوانٍ لَه=أنّى غَدا في الحِلّ والأسفارِ
يا نَاعي الأخْيار مهلاَ واتّئِدْ=فيما تَقولُ، فَلستَ بالثرثارِ
مهْلًا فإنّ سليْمَ مُهجتُنا التي=كانَتْ لنا مُستَودعَ الأسرار
مهلًا فإنّ سليْمَ حادي ركبنا=نحو الْعُلا في عزّةٍ وفَخارِ
مهلًا فإن سليمَ بلبل روضنا=يشدو على الأفنانِ والأزهارِ
يا عيْنُ، جودي بالدّموعِ سَخيَّةً=لا تبخلي فيْها على الأحرارِ
وابكي مآثرَه التي من بعضها=صبرٌ على البلوى بلا إنكارِ
وبشاشة مع بسمةٍ لا تخْتَفي=في وجْهِ إخْوانٍ له أبرارِ
وشجاعة وشهامة ومروءة=ودماثة، ومَهابة بوقارِ
يا آل زنْجيرٍ كفاكُمْ رفعةً=فسليْمُ فيْكم شعّ بالأنوارِ
وعزاؤنا في أن نرى غرسا لهُ=جعلت مناقبَه هدى المحتار
هذا سليمٌ يا إلهي قد غَدا=بجواركم، أنعم بخير جوارِ
أكْرمْه يا مَولاي واجعل داره=في جنّة المَأوى مع الْمختارِ