نُشرت بمجلة المجتمع الكويتية ــ العدد 1727 ــ في 27/10/1427هـ
عن منتدى البغيِ ماغابوا وقد نفروا=حَداهُمُ الغيُّ ، واستهواهُمُ البطرُ
وهيَّـأتْ ملعبَ الأضغانِ خسَّتُهم=فعاصفاتُ الأذى : فحواهُ و الخطرُ
وآثروا الظُّلمَ عنوانا لغطرسةٍ=وظنُّهم إذْ تقاعسنا قد انتصروا
وأنَّهم طوَّعونا حيثُ رغبتُهم=وأنهم ـ لمآسي قومِنا ـ ظفروا !!
فلعبةُ الأُممِ استوفتْها حضارتُهم=وفي مثالبِها الشوهاءِ قد عثروا
المكرُ والكيدُ للإسلام صنعتُهم=فكم هُمُ أخلفوا وعدا ، وكم غدروا !!
وترجموا بالرزايا السُّودِ غلظتَهم=وأوردوا الناسَ للقبرِ الذي حفروا
فِعالُهم كلُّها ظلمٌ لأُمتِنا=و هجمةُ البغيِ فيها الجمرُ و الشَّــررُ
عداوةٌ و تحدٍّ ليس مرُّهما=أقلَّ مـمَّـا نرى ، فالقلبُ منفطرُ
هذي الدماءُ التي فاضتْ بأربُعِنا=والدورُ تُهدمُ ، والويلاتُ تنهمرُ
والأمنُ ولَّى بعيدًا عن مواطنِنا=و ســوقُه اليومَ بالشِّدَّاتِ تستعرُ
و للمؤامرةِ الهوجاءِ قد جمعوا=هذي الحشودَ التي بالبأسِ تأتزرُ
وأوسعوا أُمَّـةَ الإســلامِ ضربَ يـدٍ=ملعونةٍ ملؤُها التنكيلُ و الكدرُ
بوشٌ وتوني وأُولْمرْتٌ ولعبتُهم=مع الثـَّـماني ، ومَنْ بالملعبِ انتشروا
عضُّوا على الغايةِ العجفاءَ أدركها=سيفُ المقاديرِ إذْ خانتْهم الفِكرُ
عصرٌ تمرَّغَ بالعارِ الذي جلبتْ=حضارةُ العصرِ ليستْ عنه تستترُ
صنوانِ ما برحا في ثوبِ مَنْ لُعنوا=يعاودان هوىً مافاته القِصرُ
كِبرٌ و رجسٌ وما أبقى الخنا لهما=إلا الدنايا عليها عشعشَ القذرُ
يالعبةَ الأُممِ : الأوغادُ قد تعبوا=لكننا لم نزلْ كالظلِّ ننحسرُ
لمـًّا هجرنا عُرا الإسلامِ أقعدَنا=مَنْ أفلسوا ، وبزيفِ العصرِ قد سُحروا
وذابت العزَّةُ القعساءُ في وَهَنٍ=أغناهُ بالموبقاتِ : الكأسُ و الوترُ
عافوا الخلافةَ واستنُّوا لهم نظمًـا=أشواكُها : العارُ بين الناسِ والخُسُرُ
بايٌ و دايٌ وبكباشي و أوسمةٌ=برَّاقةٌ و عقيدٌ كلُّـه نظرُ
وزينةٌ و طبولٌ ، بعدَ زغردةٍ=و قائدٌ بطلٌ يُفني و لا يذرُ
و رايةُ المجدِ والتحريرِ قد خفقتْ=و ( دبكةُ النَّصرِ ) في الساحاتِ تُحتضرُ
أجلْ : وتُحتضرُ الدبكاتُ في مهجٍ=باتتْ على وهجِ الآلامِ تنصهرُ
إنْ كان هذا الونى والذلُّ مذهبَكم=فإنني واحدٌ ممَّنْ به كفروا
ياناس يا ناسُ ثوبوا وارعووا و ذروا=هذا الهراءَ وتوبوا اليومَ واعتبروا
ففخرُكم لم يزلْ في ظلِّ مصحفِكم=و عزُّكم ويحكم تزهو به السِّيرُ
كم مجرم حاولتْ كفاه وأدَ هُدَىً =فَشُلَّتَـا فيدُ الإجرامِ تُبتترُ
وكم لئيمٍ أتى تحدوه خستُه =يريدُ هدمَ علاهُ ردَّه القَدَرُ
فَبَاءَ بالخزيِ مذمومًـا ومحتقرًا =ومثلُه بين كرامِ الخلقِ يُحتَقَرُ
مَن باعَ بالثمن الأدنى مروءتَه =قد فاتـه الخيرُ في دنياه والظفرُ
هي السياسةُ لـم يهدأْ تآمرُها =ومجرموهـا على الإسلامِ قد مكروا
وجنَّدوا حشدَهم من كلِّ طائفةٍ =ودولةٍ إذ تداعى اليومَ مَن كفروا
فذاك يفصلُ دينَ اللهِ يجحده =والشعبُ يأبى ويأبى الوعيُ والنَّظرُ
فالدينُ روحُ بنيـه ليس يُنكرُه=إلا شقيٌّ وراءَ الزورِ يستترُ
و لعبةُ الأُممِ النكراءُ بعثرها=جهادُكم ، وإليه اليومَ نفتقرُ
فمالكم لـم تشقُّوا دربَ عودتِكم=إلى مآثرِكم فالكونُ ينتظرُ