رسول الهدى والنّاسُ في غيهب العمى أنار لهم درباً وأعلى لهم ذِكرا
ملاحظة : البيت الأول للشاعر الأموي عبد الله بن الدّمينة
"أشوقاً ولمّا يمضِ لي غيرُ ليلةٍ = فكيف إذا خبّ المطيُّ بنا عشرا ؟
أتعجبُ من حبّي وشوقي إلى الّذي = سهرتُ له ليلي وناجيتُه فجرا ؟
فوالله لو أسطيعُ ما كنتُ تاركاً= حِماهُ ولا كنتُ ارتضيتُ به مصرا
على الرُّغم منّي قد بعدتُ وإنّني = أحسُّ بأنّ البعد يورثني الجمرا
هوالحِبُّ ذقتُ الشّهدَ من زهر روضه= فأنسانيَ الشّهدُ الشّهيُّ أسىً مُرّا
هوالنّورُفي قلبي وعيني وفي النُّهى = هو الطّبُّ للأدواء تورثنا الشّرا
هو الفجرُ أهدى للمحبّ نسيمَه = وحمّلَه رَوْحاً يُؤَرّجُنا عُمرا
* * *=* * *
ومَن سيكونُ ذاك سوى الّذي = أهدى إلى الحقّ أقواماً يريد بهم خيرا ؟!
فلمّا أطاعوهُ أناروا بهديهِ = ظلامَ الورى حتّى أضاء وأزهرا
وحين الهوى ألقى بهم في غياهبٍ = رأيتَهمُ ذلّوا وقد أُبْدِلوا خسرا
* * *=* * *
ولكنّ مَن حبّوك جاؤوا ليشربوا = كؤوس نداكم إذ تجود لهم قَطرا
وجئتُ رسولَ الله بين أحبّتي = ويحملُني حبٌّ أبوحُ به جهرا
فلمّا تغشّتني من النّور هالةٌ = تواثب قلبي كي يضمَّ لكم قبرا
إليك رسولَ الله منّي تحيّةً = كأمواج مدِّ البحرلا تعرف الجزرا
سلامٌ عليكم ما توالت أهلّةٌ = سلامٌ عليكم لا نطيق له حصرا
حبيبي رسولَ الله إنّي لعاجزٌ = فما ليَ من حولٍ أصوغ به شِعرا
فشعريَ هذا جُهدُ مُضنىً مقَيدٍ = وكيف لمُضنىً أن يُبين بكم فخرا ؟
فحسبُك أنّ الله أعلى مقامَكم = ومَنْ يُعلِهِ المولى ينَلْ عندَه القدرا
إليك رسولَ الله أزجي تحيّةً = مضَمَّخَةً بالحبّ أرجو بها البشرى
فحبُّ رسول الله نور حياتنا = وحبّي رسولَ الله أورثُني الخيرا
حبيبي رسول الله أرجو شفاعةً = لعلّ بها ينجو الّذي يحمل الوزرا
* * *=* * *
جزى الله خيرا مَن تعاظم بِرُّه = فأحسن حتّى نال من ربّه الأجرا
حمدت له أن حطّ بي بجناحه = من البِرِّ حيثُ الحِبُّ قد نوّر الزّهرا
ركبنا جناح البرّ حتّى أحلّنا = رياض رسول الله يا طيبَها عطرا
هناك دعونا الله للأهل والأُلى = يدينون دين الله ، أنْ يُلْهمَ الخيرا
وأن ينصر الله القديرُ مجاهداً = يقاوم ظلماً أو يموتَ فيُعذَرا
كذاك نرى مَن طال في الأسر مُكثُهُ = يعود إلينا شامخاً مطلَقاً حرّا