بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى : (وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ * فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ * وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ * وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ * فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ).
(حرف الألف)
***
(حرف الباء)
***
(حرف التاء)
***
(حرف الثاء)
***
(حرف الجيم)
***
(حرف الحاء)
***
(حرف الخاء)
***
(حرف الدال)
إنما الحـبُّ لذاك لا لفاتنــــــــةٍ و غيدْ
***
(حرف الذال)
***
(حرف الراء)
***
(حرف الزاي)
***
(حرف السين)
يستحيل الوعيُ منه و هو شيءٌ لا يُحَسُّ
***
(حرف الشين)
***
(حرف الصاد)
***
(حرف الضاد)
***
(حرف الطاء)
***
(حرف الظاء)
***
(حرف العين)
***
(حرف الغين)
***
(حرف الفاء)
***
(حرف القاف)
***
(حرف الكاف)
فرنسا المقاطعة الكبرى
***
(حرف اللام)
***
(حرف الميم)
***
(حرف النون)
ويفيض الشوقُ منه فيذوق السهدَ جفنُ
***
(حرف الواو)
***
(حرف الهاء)
***
(حرف الياء)
***
والحمد لله رب العالمين
في حنايا النفس وجدٌ =نبضهُ شوقٌ و دفئُ
له من شكوى ونجوى= بســكونِ الليـل بدءُ
رشفةٌ من وِرده الفيّـ=ـاضِ للآمــال ملأُ
ورحــيقٌ باردِ الرشـ=ـفةِ للأســـقام برءُ
و صفاءٌ من محيا الصـ=ـبح للأرواحِ ردءُ
هيـمن النور فأضحى= لظلامِ الكــون ضوءُ
ما تراءى للــوجـود من= بديـــع الصنعِ جزءُ
جـــــلَّ مبــــدعُهُ تعالى= ما لـه نـــدٌّ و كفؤُ
فَقَوامُ الخلقِ منـه =وهو للآفــــــات درءُ
كيف يعصيه و يطغى= أو يُدينُ الكـفرَ مَرْءُ
عجباً في البحرِ مُلكٌ =ساحرُ الحســنِ عجيبْ
موجُهُ العاتي نشــيدٌ = و خشــــوعٌ و نحيبْ
فيه أمواهٌ تُلاطِم ُ =فوق جمــرٍ و لهيب
زرقـةٌ تبعث روحـــاً = من ريــاحينٍ و طيبْ
فكأن الشــمس وجهٌ =مجهدٌ فيـــــــه يغيبْ
وإذا الليـل طـــــــواهُ =فهو مســـــودٌ كئيبْ
سامر البدرُ سراهُ =في حياءٍ مســــــتطيبْ
يتــــوارى بين غيـم= كهيام في الحبيبْ
فإذا ســبّح مـــدٌّ =بعده الجزر يجيـــبْ
يتـردد في رجـاءٍ = مثل أواهٍ منيــــبْ
لا يمل أو يكفكفُ = وهو موصولٌ رتيـبْ
يملأ الآفــــاق شجواً = في شـــروقٍ و مغيـبْ
يدهش الدنيا جنـاهُ =صانعُ الشهد بصمتِ
حُقّ أن يحـظى بذكرٍ= وممالــكه بنعتِ
فهو في وحيٍ و وعي= ونظامٍ كــلَّ وقتِ
لا يحيـدعن مـرادٍ= كــان لله وسمتِ
يعصر الورد رحيقاً= ويشــي البيت بنحتِ
فيحيل المُرَّ شهـداً =ليــس من سحرٍ وبهتِ
يملأ الأرجاء جُهـداً =رافضَ العجـز بمقتِ
وله حكمٌ بشــــورى= لا بتعبيــدٍ و جبتِ
يقهر الضعفَ بحســمٍ = ثم يُقصيـه بموتِ
ولأمر الله جنـــدٌ =طيّــعٌ بالحـب يأتي
حبةٌ في الأرض تُلقى =في صعيـدٍ بعد حـرثِ
جفَّ منها كلُّ طرفٍ =فبدت قَــفْراً كجـدث
فســـقاها من حياهُ =وابلٌ من فيــضِ غيث
فربـت فيها الحياةُ =خضرةً من بعد شعث
وهي بالأقدار تسعى= بين تسخيــرٍ و بحثِ
تخـــــرج الخبء وتلقي= بعطــــاءٍ لها كثِّ
تمــــــــلأ الدنيــا يقيناً = في تمثــــلها ببعثِ
من براها من كساها= حُلَّةَ الحســـن بإرثِ
فإذا الروح بحــدوٍ =نحو بارئــها وحــــــث
ترتجي القرب وتشكي= شجن البـــعد ببث
مَنْ كسا الوردَ بحسنٍ=مترفاً باهي النسيج
ولـهُ تأتي النسـائمُ=والندى مثلُ الحجيج
فتلاطــفَهُ بهمسٍ=فيُهَــــــــــاديها الأريج
يتجلى الحسنُ فيه=وهو مســرورٌ بهيج
يخلب اللبَّ ويسبي=كلَّ ذي قلـبٍ خليج
فالربى تسقيهِ ماءً=ولهُ الحـــــــبُّ مزيج
والطيورُ و الفراشاتُ=لها فيـــــه هـــزيج
لـــــقطوفٍ تتساقط =فوق جدوله الوشيج
فلها يحمل ذكرى=حين يمضي بالنشــــيج
كــتسابيحٍ صداها=من حنيــــــــنٍ و أجيج
أبصِرْ النفس وسبحْ=فترى النــــــور بفتحِ
وتعرض لبشـاراتٍ=من الـرب و نَفْحِ
فلكـَـم هام فؤادٌ=عرف الحق بلمـــحِ
بدّد الحزن بفـرحٍ = وعمى الليل بصبـحِ
فيعيش العمرَشكراً=بين إتحــافٍ ومَنْحِ
ترتقي فيه المعـاني= بصفا حـلمٍ وصفـحِ
فيرى الدهر كمزنٍ= مغدقٍ الـودقِ وسحِّ
فاض من فيض عطاءٍ= لا بمـجـهودٍ وكدح
كيف تنسـى الله رباً= بجـهالات و شطحِ
أنت حيــَّرت البرايا=بيـن آمـالٍ وشُحِّ
تلتقي فيك النقائضُ= بصراعـاتٍ وصلحِ
ليس ترضى ما ملكت= إنما ترضى بمدحِ
فترى الغيـر بنقدٍ= وترى النفس بفَسْحِ
وتغيب عن حِجـاك= زلةَ النــفـس بقبحِ
هل تريدُ أن تكون=مثل فرعون بصرحِ
لا.. عُبيد الله أنت=حـادثٌ يسعى بكدحِ
بسماءِ الفكر حلَّق = ثم للعقل أنـِــــخْ
ساجداً لله تهفــــو =خاشعَ القلب رَضِخْ
أفلا تنظر إبْــــــلاً= مشرئباً قد شَـــمِخْ
يتــذللُ في حــياءٍ = لوليد لم يـُشِــــخْ
آيةً للمــــــــؤمنين=و عبرةً للمنســـلخْ
كل شيءٍ فيه ينطق =بالإرادة يصطرخْ
ماد كالطود اصطباراً= و به الــروحُ نُفـخْ
يمخـــرُ بحرَ رمالٍ = راسخ الطبعِ بَذِخْ
قلبُهُ يرمـــــل وجداً= وحنيـــناً ما يُضِخ
فهو بكّـــَاءٌ رقيقٌ = جاري الدمع نضِخ
كيف يأتي صدفةً = يا لجهــــلٍ قد مُسخ
بل كيف ينظرأو يعي= بعد ذا عقلٌ نُسِخ
دار بالأفلاك صبحٌ= ناديَ الطلــع جديدْ
قد أعاد الشمسُ فيه =رونقَ الوردِ النضيدْ
وعيون الدهر حيرى=بين فـانٍ و وليدْ
في سكون الليل تروي= طيفَ ذكراها البعيدْ
فإذا الصبـح تجلى= أنشدت حلوَ النشيدْ
تصغر الآياتُ جذلى = عند بارئــها المجيدْ
مطلقُ القدرة يبدو= في تجليـــه الأكيـدْ
ما أعياه الخلق بدءاً= كيف يعجز أن يُعيدْ
رافدُ الإبداع خلقاً= سـرمدياً لا يحيــــــد
وله البدء وفيهم =حكمه العدل الرشيدْ
نافخُ الروح بسرٍ =خافي اللطف فريــــدْ
واضعَ الميزان عدلاً=بين وعـدٍ و وعيدْ
إن يكن في الكون ربٌّ= فليقلْ مــاذا يريدْ
ما ســــواهُ له خلقٌ=في أرومتهم عبيدْ
ليس إلا اللهُ ربٌّ =خالق أحــــــدٌ وحيدْ
قد أراد الله قلباً = طائــــــعاً حــراً مُريدْ
فإذا أنكـــرغرٌ فهو=أفـــــــاَّكٌ عنيــدْ
كرهَ الحـقَّ بظلمٍ=ماحقِ العقبى مُبيدْ
يتلبَّســـــــُهُ بوَهــمٍ=ماردٌ جنٌ مَــريدْ
فاستعذ بالله منه =تأوي الحصن الشديدْ
فســـــماهُ وثراه =و هــواهُ والعـديدْ
قد أحاطت بك نعْمى=ليس ينقصها المزيدْ
فانعِمِ الإيمــــان قلباً =أو فعِشْ تعْساً طريدْ
قد زها اللونُ لِـــعينٍ= وحلا الطعمُ الألذُ
فاكهاتٌ قد سقاها =وابلٌ مــــــــاءٌ يُغذُّ
يتجمَّدُ في جَنَاها= مثل شهدٍ لا يُجـــــذُّ
و يذوب تحت ضرسٍ = يتناوبها و نجذُ
لها طلعٌ و ورودٌ =بين أشـــــواكٍ و خوذُ
طعمها طيفُ مذاقٍ = ماتعُ الرونقِ فذُّ
ينشر حسناً وشوقاً= زاد من وجدهِ أخذُ
ويزيد إن شكرتم =بعد أخذالعهد نفذُ
مَثَلُ الجنـــــة فيها = كيقــــــينٍ لا يشُذُّ
وبريد الوصل منها = من نعيم الخلد فَلــْذُ
جلَّ مبدعُها تعالى = رازقٌ حيٌ و لوذُ
يتوددنا برزقٍ = ولنا عونٌ و عوذ
سِفْرُ آياتٍ بكونٍ=أزلاً خطَّ القدرْ
يتلاشى الخلقُ فيه =بعــــد عينٍ كأثر
يتمدد في اتساعٍ = مُذْ تخلَّق و انفطر
تسبح الأفلاك فيه =كالسديم إذا انتشر
بدوائرها تدور= في انحناءٍ و خفر
لا تحيد عن مسارٍ= و مجــرَّاتٍ تجُــَـرْ
نِعَمُ الإيجاد فيها = مثل إمـــدادٍ زخر
قُدرةُ الخالق تترى = ملأ ســـمعٍ وبصرْ
لا بداياتٍ تراها =لا نهــــاياتٍ أُخرْ
غير أنها ممكناتٌ =حادثــــــــاتٌ وغِيَرْ
ولخالقها يقـــناً =تفتقر فيــما افـــــتقرْ
واجبِ الذات العَليِّ =الأحدِ الصمد الأ بَـرْ
منطق الأسبابِ مُلكٌ= له قانونُ وجيز
تجري الأقدار فيه= تحت سلطانٌ رَكيــز
وُضع فيه "بكُنْ"= فهو يهمي كالغريـــز
فيمانعُ ويطاوع = من بمنطقه مُجيز
لا تراه عن مرادٍ =قيد أنملة يحيـــز
أو لمرَّةَ في عَطَاءٍ = بين أقـــرانٍ يمُيز
فهو للأكوانِ حصنٌ= حاكمٌ عدلٌ حريز
في انسجامٍ و اتزانٍ = مثل حُرٌّ و حجيز
و يدب الكل طوعاً =دون حسٍ أو أزيـزَ
ويسبِّح ويُلَبي أمر= خــــــــــــالقه العزيز
و حُيَيٌّ لا يُجَـــسُّ = ما له عقل و نَفْسُ
لا يُرى حتى بعينٍ =قطرها قمــرٌ وشمسُ
جُمعت فيه حواسٌ = و مواجيدٌ وحدسُ
و نقائضُ ناطقاتٌ = بحقائقــــِها و خُرسُ
لمشيجٌ يتسابق= بجدائلــه ويرسو
تُنحَت الأقدارُ فيه = مولدٌ.. عُمُرٌ و رمسُ
و تفاصــيلُ كيانٍ = فيه أعضاءٌ و رأسُ
ودقائقُ في صفـــاتٍ= سمَتها ضعفٌ و بأسُ
إنما هــــو أمرُ ربٍ= فيه وحيٌ منه قدسُ
أقبل النملُ بجيشٍ= فيه ترهيبٌ و هيش
وكتائبُهُ اصطفافٌ= حكمةٌ تغلب طيشْ
له آدابٌ وشورى = ولمالكِهِ عُــــــــريش
لا تراه إلا جَادّاً = يحملُ لقمةَ عيـــش
في اتجارٍ وادخارٍ = كشتا صيفِ قريش
منطق القوة فيه= حيلةٌ تبني العُشيش
لنبي الله ينشدُ = خوفه من بطش جيش
فأجابها وهو يعلو= دون أجنحةٍ وريش
يحتفي نعماء ربِّهِ =ويسبحهُ مجُيشْ
بدموع الشكر يدعو= وهو مرضيٌّ بَشيشْ
آيُ إعجاز وعلمٍ = قد تنزل بالقصصْ
مغدقُ الرحمةِ يروي =وحيه الأنسَ الأخص
فيه إبداعٌ تسامى=يتحدى كلَّ نص
في هدى نورٍ وحلمٍ = وحدودٍ و حصص
يروي أنباء انفطارٍ= في يقين لا خَرَص
ليس فيه حِبرُ حَـــبرٍ= زاد منه أو نقص
قد علا فوق احتمالٍ= وزمانٍ وفرص
وتناهي لغيــــوبٍ= ومآلٍ و رهص
جاء في صدق نهارٍ= عم بالهديِ وخص
و به الحق يشع =نور هديٍ ما نكص
فيه وعــد ووعيد= وشفاءٌ و رُخص
لا يملُّ القـــلب منه= و له الحُبُّ خَلَص
ترجفُ الأضلاع خوفا=حين يأتي بالمخــاض
يفـرح الكلُّ و يرجـــو=في تقدمـــه العِيَاض
تولد الدنيا بفيـــــهِ=حين يصرخُ بامتعاض
مثلُ ووردٍ نـرجــسيٍ= قد طَفَا فوق الحياض
كلّ شيءٍ له أولــى=بــحنانٍ مســـتفاض
به أحــلامٌ تُــرَجَّى= بين آمــالٍ عِـراض
رحمةٌ تذكو أجيــجاً = من حنـــينٍ وانتفـاض
به فيضُ الله فيـــنا= من خزائِنــــهِ يُفاض
فالمعاني كالمَجَانِي= بهــا شــوكٌ ورياض
من تراهُ اليوم مُعــطٍ =كان أخَّـــاذًا بمــاض
قدرٌ لله قُـــــــــــدِّرَ = وقضـــــــاءٌ هوقَـــاض
حِلَقٌ من سلســلاتٍ =في انبساطٍ و انقباض
بها وصلٌ للحيـــــاةِ= باختيارٍ و ارتيـــاض
غيــرَ أنها بالأمانـــــة = في ارتفــاعٍ وانخفاض
قف تأمل ما بك =الله بآلاءٍ أحـــــاط
كل شيءٍ ببشارات= المحبة في ارتباط
كم من النعماءَ سخَّر= كم تفضل كم أناط
كم بلاءٍ منه عافاك= و أذهبَ و أمــاط
رحمةٌ كبرى تجلت =شُغِفت منها النياط
خَيمت فيها المحبةُ =دون قيد واشتراط
سر أسرار السعادة= ورباطها والسماط
أن تجيب الحب حباً= في حبورٍ واغتبـاط
فهو من أبدع خلقاً= ثم انعمَ بانبساط
وأتم الفضل شرعاً = مستقيما و صراط
فله مجِّدْ بحمدٍ = سرمديٍ ونشـــاط
إنما الخَـــــلقُ لذاك= لا لدنيا و انحطاط
عجباً هذا الفؤاد =فيه وعظٌ واتعاظ
فيه إيمانٌ وتقوى= أو خيالاتٌ غلاظ
فيه قلبٌ يتقلب = خلف أعيانٍ جحاظ
فيه طورٌ للتجلي =و ورودٌ واكتظاظ
فيه نورٌ وارتقاءٌ = في سويعاتٍ بِـــهاظ
تتجاذبه النقائض = بـحروب و عُكاظ
فيه أمراضٌتداعت = فوق نارٍ وشواظ
منه ينبوع المحبة = يتفجـــــر أو يُغاظ
فيه إدراكٌ و وجدٌ = وعلومٌ واحِتفاظ
فيه وهمٌ وظلامٌ = وضلالٌ و فظَاظ
فيه مقبرة لموتى= أو حياةٌ لِيَــــــقاظ
وهو للملكوت كشفٌ= بشهودٍ و لحاظ
كلُّ شيءٍ فيـــــكِ =يا دنيا دنيٌ و وضيعْ
غير ذكرِ الله أو ما= جاور الهادي الشفيعْ
كيف نركن لأفعوانٍ= طبعها السمُّ النقيــعْ
كيف ننتظر الكرامة= من لئيمٍ أو لكيــــعْ
أصلها الفتنةُ والأفـ=ـــرعُ للأصـــل تَبيــــعْ
فإذا ما شابَ جيلٌ = من مصائبها شنيـــعْ
يأتي من حِجرها أعتا= منه من جيلٍ رضيعْ
آه يا دنيا الرزايا = هل لَكِ طبٌّ نجيــــعْ
غير زهدٍ فيكِ بالإعــ=ـــراضٍ عن دانٍ مُــريعْ
و التوجهُ نحو ذي= الإجلال والكرم البديعْ
مالكُ الملك وذو العـــــ=ـــرشِ المعظمِ و المنيعْ
نسبة الدنيا إليه =لا يصح بها الصنيـــــعْ
لا تساوي عنده الدنيا= لُعاعاً من ضريع
أو جناحاً لبعوضٍ= طار مكسوراً نزيـــع
كيف من فضلها وابـــ=ــتــاعها.. بئس المَبيع
ما الماء ما هذا الذي= منه الرُواءُ المسـتساغ
منه الحياة تنشَّأت =والله أبدعها وصـــــاغ
و به يكون قَوَامها =من بدئــــها حتى الفراغ
ما لونه ما طعـــــــــمه =ما وصفه الشافي البلاغ
تربو و تهتز له الأر = ض و تحيــا في ربــاغ
إن غار ماتت أرضنا =مثل الكواكبةِ البزاغ
أو كاللديغ تيبست= منه العروق من اللِداغ
يهوي و يلهث عطشاً= يستسقي التُربَ المِراغ
لو كان عسراً أو أجـ=ــاجاً أو حميـــماً أو دِباغ
من ذا ييســــــره نوا= لاً أو يطهـِّـره لباغِ
سبحان من أنزله= عذباً طهوراً مستساغ
وروى القلوب من المعيـ=ـــن مع اليقين فلا تُزاغ
سَجَدَ لآدمَ كلُّ أمـــ=ـلاكِ السمــــاءِ بلا خـلاف
فكأنَّما الأمــــــر الأجـَــل= يُزَفُّ فيـــــــه له زِفاف
و له الخلائقُ دونــــه =لَبَّوا ثقـــــالاً وخِفــــاف
والكونُ هـــــاجَ مُرحـباً= ومسخَّراً له باعتـراف
فأتى من الغيبِ السحيق= وعهدِ ما قبل النطاف
وله يعـــــــودُ بلا مِـرا = في الموتِ والأمرِ الحُتاف
وحياتُهُ ما بينها كــالــ=ـبرق من سُحُبٍ طهــاف
ما الأمرُ في هذا البلاء = والكدحُ والعيشُ الكَفَاف
ما الظلمُ ، ما الدمُّ الذي = يجري على كل الضفاف
ما جيئةٌ ما عــــــودةٌ = ماللغــزُ من هذا الطواف
كلُّ العوامل حرثــُهـا يُعــ=ــرف في يوم القِطــــاف
هل جئنا فيها عبــثاً =كي تدفعَ الجِيَفُ الجِياف
هل كان آدم نزهةً =ماله من شي يُضــــــاف
سبحانه العدل الحكيم =الحيُّ ذو العرشِ المَناف
ببديع صُنعه حكمةً =تنفي الرعونة والسِفاف
كيف القيامة لا تكن =حتماً و حـــقاً لا جُزاف
و بها البرية و العوالم =و المظالم في اصطفاف
ما بين خــــــوف ورجا = ترسو و تختلج الكِفاف
يُفصل بين سعيدها =وشقيها يوم المخـــاف
و بها المشاهدُ تكتملُ= وتُجيب عن ذاك الزفاف
لحوت البحر تسبيحٌ = مهيـبٌ وهو منساقُ
وطيرُالنورسِ الغادي= على شطـِّــه مشتاقُ
تشابهن الروى فيها= وألــــــوانٌ وأذواقُ
وللأحيـــــــاء أطوارٌ= بها جمـــعٌ و إفراقُ
كأن الطير سبَّاحٌ = وهذا الحـوتَ خفَّاقُ
فبالهيئاتِ مشــــــتبهٌ = وبالبنيــــــان إطباقُ
وفي الآفاق ذراتٌ = وفي الــذراتِ آفــاقُ
وفي لـَبـِناتها الأولى =قوى جـذبٍ وإحــراقُ
مسارات وموجاتٌ = وتنســـيقٌ وأوفاقُ
فمبدعها وصـانعها = يقيناً فردُ خلاَّقُ
إلهٌ لا شريـــــك له= يقيـــــــــناً وهو رزَّاقُ
فلا نِدٌّ ولا زوجٌ= ولا ولــــــدٌ وأعراقُ
سبحانهُ خلق العطاء= نقيضهُ نبــذٌ وتركُ
هو أحمدُ الخلقِ = وهُم "مكـرون " وهتكُ
هو مجدُ توحيدٍ = وهم خزيٌ و شركُ
هو بهجةٌ الدنيا = وهم فسقٌ و إفكُ
هو رحمةٌ عظمى= وهم نِقمٌ وسفكُ
هو بدرُ إتحافٍ =وهم محقٌ وفتكُ
هو نعمةٌ تُسدى =وهم سُحقٌ و هُلكُ
هو روضــــة غنَّا = وهم حـَـرقٌ و دكٌّ
وهو مقعد الصدق = وهم قعرٌ و دركُ
هو روح أرواح=وهم شطنٌ وشكُّ
هو محتفى الحب= وهم حقدٌوحسكُ
هو نهر اسعادٍ =وهم عطشٌ و ضنكُ
هو منتهى النور = وهم ظـُـلَــمٌ و حُلكُ
هو موئل الخلد =وهم قطعٌ و بتكُ
سبِّح الله الذي أضـ=ــفي جلالاً و جمالا
على أحمدَ وهو يُبديــ=ـــــهِ تماما و كمالا
و صلاةً وسلامـــــــاً = ســــرمدياً يتوالى
شعَّ كالمصباح بالمشـ=ـــــكاة نوراً يتلألا
جاء للكـــون ابتهاجاً = و إحتفاءً واحتفالا
واشتياقاً حين يشهده = قـــــــــدوما وارتحالا
فهو مكنونٌ من النور= اســــتنار ثم هــالا
يملأ الوجدان ترنيـــــ=ــــماً و حباً و ابتهالا
كوثرٌ يهمي نعيمـــــاً=وحبــوراً و اخضلالا
لسواقي الروح يرويـ=ــهــا فيحييها انتهالا
ليس في معنـــــاه إلا= رحمــةً تسدي ظِلالا
ونعيماً من رحاب الـ=ــخُلد قــد هلّ إهتلالا
حبلُ قرآنٍ ووصـــلٍ= مـــدّ مَن رام وصالا
فهو روح الــــروح=حـــقاً وفِعالا ومقـالا
بمنازله السكيـــنة =خيــــمت آناً وحــالا
كُن بأجنادِه سيفــاً=تقــهر الظلم استلالا
أوله خادمَ دينٍ = مخــلصاً تتبع آلا
أو له حامـــــل نعلٍ=تسمو بالنعل احتمالا
بكمــالاتِ الرجولةِ=تلحقُ ركــباً رجـالا
إملأ النفس رضــاءً =و قبــــولاً وسلاما
على ما يجري من الأقـ=ــدارحُـكماً واقتساما
تملأ النفــــس نعيماً =وســــروراً مستداما
لن ترى حزناً كئيـــباً=أبــداً حتى القيـــــاما
فالخطوبُ الماضيــات=صـرن ذكراً ولِمـاما
وأجوراً باقيـــــــاتٍ =وجنانــــــــاً وخيـــاما
والمـــــأمَّلُ مــا يــزال=غيبــُـهُ بِكــراً مُــراما
كيف تسخط من قضاءٍ =كان للحــــقِّ قياما
إنما رفضُهُ حُمــــــــقٌ =زاده وقــــــــــعاً لزاما
فوِّض الأمــر إلى الله =الذي ما قطُّ نـــاما
يرفع الســــوء وينفي=عنــك ما كــان سِقاما
حين تدعــوه دعـــاءاً=شبّــــَهُ الحبُّ هياما
وأنيناً ودمـــوعاً =بثهــا البُعــدُ فطاما
ورجوعاً عن حـطومٍ =عِثـْـنَ في النفـس أثـاما
يا طيور الأيك إني= قد شجاني منك لحنُ
و ورودٌ تتمـــايل= بخمـــــــــــائلها وتدنو
ونسيمٌ هام شوقاً= فيه من وجدهِ وهنُ
داعبت ورد الروابي= برذاذ البشـر مزنُ
وفراشات الصباح = لندى الإصباح عونُ
همهم الجـدول يجري= في وداعٍ وهو يحنوُ
والنسور السابحات =وقفت تهفوا وترنو
أجمالُ الكونِ يربو = أم بهذا الــــكون شأنُ
ما لقلبٍ يتهـــــادى= مثلما قد مال غصنُ
يا طيور الأيك غنّي=فلهذا اللحنُ حسنُ
صوتـــكِ يملأ قلبي=وله وقـــعٌ ووزنُ
تجري على خط الزمان= حوادثٌ تنأى وتدنو
مشهدٍ كالطيف تعميــ=ـــدٌ وإثباتٌ ومحوُ
تصعَّد الدرجات فيه= المنتهى تسمو وتعلو
والمعاني الدرُّ في أعـــ=ــماقنا ترسو وتطفوُ
والنجوم الغرُّ في أجـــ=ـــيالها تخبو وتقفو
وشرائعُها تباري = سرجَها تمشي وتعدو
فبها الإمدادُ تيارٌ= لها يطغى ويخبو
وبدائعها صنوفٌ =ما لها سبقٌ و حـذوُ
واختصاصٌ وانتظامٌ = ماله عبثٌ ولهوُ
واتزانٌ في أداءٍ =به أسبابٌ و عزو
وقلوب ٌ تتواجد = بين هيباتٍ وتهفو
تستقي الرحمة من=بارئها فضلا وترجو
من بشائرِها إنهماراً= يغمرُ البؤسَ ويعفوُ
سبح الله الذي دا=نت له كل الجباه
وتوجه القلبُ إليه= يبثُّهُ حباً رجاه
فإذا تقبله عُبيداً= زاده عزاً وجاه
هام به ربَّاُ و ما= اتخذ سواهُ له إلاه
فهو الذي سوَّى له= الخلق وأرشده هُداه
وبه تعرَّف نعمةَ = غدقاً وما أبقى اشتباه
فعلاما ذا الشرك الذي= ملأ به الغرُّ دُناه
دخل بها قعر الجحيم = أو كاد بالجرف شِفاه
حاد عن النورِ المبين= وتنكب مشياً مَشَاه
فالله مَن زكَّاهُ فضلاً = ثم بالعدل عَمَاه
إعلُ بالتسبيح لله= جلياً و نجيَّا
ليُزيلَ اللهُ عنا =كلَّ مكروهاً عصياً
وابتلاءً ووباءً عمَّ =دهراً وبلــــــــــيَّا
سبِّحِ الله تعالى =مخلصاً عبداً تقيا
مثل تسبيح ابن متى= من له ذكراً علياُ
أو كما جاء به =داؤودُ شكراً عمليا
كن مع الحق شجاعاً= وقويا وجريا
وعلى الباطل والطغــــ=يـــان حراً وأبيَّا
ولدين الله طوعاً =تأتي مأموراً رضيّا
تغدو بالفطرةِ و الأخــ=ــلاق صديقاً وليَّا
إنما كنت بها والـ=دينِ والأيمانِ حـــيــَّا
لا تبدد طاقة الإحـــ=ـــسان تخسيرا وغيَّا
كن سليم الصدر صنــ=ــديداً من الشرِّ بريِّا
لا تهادن قطُّ مشطوناً= وزنديقاً غويَّا
إنما الحقُّ كنورٍ =حلَّ وضاحاً جليَّا
إن أتى أجلى ظلاماً = كان بالأمسِ قضيَّا
ملأ الكون ضياءً = ليس يخفى معرفيَّا
دام بالله تعالى =له برهاناً ملــــيَّا
وله التسبيحُ يبقى = أبديـــــــاً سرمديَّا