فابتهاجٌ ملْءُ الوجوهِ وبِشرٌ=بالأمانيِّ أُفْقُها المزدانُ
هلَّ بالخيرِ شهرُنا الفينانُ=وبه الفتحُ والنَّدى والأمانُ
ولأهلِ الإسلامِ جاءَ بشيرًا=فَلْتغادرْ قلوبَنا الأحزانُ
في خضمِّ الأيَّامِ ماحلَّ وَهْنٌ=أو تلاشى أبرارُه الفرسانُ
فعَشِيَّاتُ ليله مقمراتٌ=فبها الذِّكرُ نفحُه والبيانُ
أسرجَ العزمَ للقيامِ تُقاةٌ=ولظلِّ الرضوانِ طابَ الأوانُ
أسرجوها وماتناسوا شذاها=فالبساتينُ شذوُها الريحانُ
وعلى جَفْنِ صبحِهم دعواتٌ=في ضياهُ للبارئ الشُّكرانُ
هم بنوها وللعقيدةِ جَلَّى=خُطواتِ اعتزازِها الشجعانُ
حفظَ اللهُ مالها من سُمُوٍّ=فيه يُلْفَى اليقينُ والإحسانُ
فالمثاني ترتيلُها فيه عزٌّ=ماعلراهُ التَّبارُ والخسرانُ
وبيوتٌ لربِّها عامراتٌ=من جَناها التوحيدُ والإيمانُ
واعتزازٌ بِسُنَّةٍ لحبيبٍ=أكسبَتْها الإقبالُ والتبيانُ
ولها المجدُ في صِحاحِ رواةٍ=ترجمَ الطِّيبُ سِفرَها واللسانُ
هي نهجُ العُبَّادِ أغنتْ يديهم=من سناها فشُدَّتِ الأركانُ
سُنَّةُ المصطفى بها تتغنَّى=رغم فجَّارِ عصرِنا الأزمانُ
فهو الدينُ فطرةُ اللهِ تبقى=يتحرَّى جلالَها الوجدانُ
وهو الإسلامُ العظيمُ تجلَّى=فتوارى الرعديدُ والخَوَّانُ
وبذكرى انبلاجه الحلوِ شأنٌ=في محيَّاهُ للعلى عنوانُ
فلأهلِ القرآنِ إرثٌ كريمٌ=لم يَنَلْ شأوَ أهله العِقيانُ
أَوَينسَى أهلوهُ مجدا وفتحًا=وازدهارًا لم تنسَه الأعنانُ
ليس ينسى قُرَّاؤُه وعدَ صِدقٍ=والبشاراتُ قالها الرحمنُ
والأحاديثُ عن نبيٍّ وعتْها=أمَّةُ الخيرِ عصرُها ظمآنُ !
دعوةٌ يبسمُ الصَّباحُ لديها=فيولي عن أهلِها الحرمانُ
تلك أيامُها الجميلةُ تروي=عن بنيها ما قد شدا حسانُ
أنجبتْهم أمُّ الكتابِ أُباةٌ=فاشرأبَّتْ للرفعةِ الأخدانُ
سِيَرُ القومِ عاطراتٌ ولولا=فوْحُها العذْبُ ما حباها البيانُ
قد توارتْ عن الحضورِ وجوهٌ=لم يوثِّقْ أفعالَها الميدانُ
وتخطَّتْهُمُ المآثرُ لمَّا=ماعناهم في المجلسِ الديوانُ
إنَّ مَن جانبَ الحنيفَ سيشقى=ففؤادُ المجانِبُ الصَّوَّانُ
فهو السعيُ للحقيقةِ يبقى=ويتيهُ الفُسَّاقُ والعُميانُ
إنَّ للمرءِ بِشْرَه إن تسامى=وعُلاهُ بصومِه يزدانُ
في العباداتِ رفعةٌ لاتُجَارَى=ما لوتْها إنْ ضلَّت الأرسانُ
فَلْيُوَلِّ الأشرارُ في كل وادٍ=فُهُمُ لاستغوائه خُزَّانُ
لهمُ الخُسرُ والتَّبارُ وهاهم=بأيادٍ إفلاسُها يزدانُ
وهُراءٌ ضجيجُهم والتَّمادي=بالمخازي يؤزُّها الشيطانُ
وخطوبٌ طغتْ ولكنْ طواها=بأيادي يقيننا الإيمانُ
فلساحاتِ الجهادِ رجالٌ=ذكرُهم قد زانه الفرقانُ
قد أتوها وللطغاةِ حديدٌ=تتلظَّى بجمرِه القضبانُ
ولدى الأعداءِ الجناةِ اعتدادٌ=بالمعدَّاتِ بأسُها يقظانُ
ونسوا أنَّ بأسَهم بيدِ اللهِ .=. ومرمى استعارِهِ الإذعانُ
هي في أمةُ النبيِّ فصولٌ=والمآتي ماعابها شنآنُ
أحرَزَتْها بيضُ الأيادي فطوبى=إنَّه الخيْرُ فاضَ يارمضانُ