مجوسٌ لا أبا لَهُمُ مجوسُ = بلا دينٍ ولا خُلُقٍ أثيـرِ
عقائدُهم خيالاتٌ بنتْهـا = أيادي الوهـمِ في حقبِ الدهورِ
أساطيرٌ ملفقةٌ وَهَذْرٌ = وعنوانٌ لِغَـيٍّ أو فجـورِ
لقد عبدوا لهيبَ النارِ جهلا = فباؤوا بالتَّبـارِ وبالثُّبورِ
أيُرجَى الخيرُ من فرسٍ ومنهم = لئيمٌ جاءَ بالفعلِ النكيرِ
ونحلتُهُم هُـراءٌ من هـراءٍ = وتخلو من براهين الأمورِ
وليس يُصَدِّقُ الإنسانُ منها = كلامًـا جاءَ بالعبثِ الحقيرِ
وهـم أعداءُ أمتِنا قديمًـا = وما زالوا على طول العصورِ
جناةٌ لعنةُ المولى عليهم = تصدَّوا للرسالةِ والبشيرِ
أتاهـم بالهدى خيرُ البرايا = وجاؤوا بالسَّفاهةِ والغرورِ
هُـمُ اغتالوا الأئمةَ يومَ هلَّتْ = فتوحاتُ الأئمةِ بالظهورِ
دمُ الفاروقِ يلعنُهم بماضٍ = ويلعنُهم إلى يوم النشورِ
وهـم مثلُ اليهودِ بغوا وجاروا = وهاهـم بالعداوةِ في كرورِ
ألـم يتآمروا من قبلُ بغضًا = وهذا الحقدُ عشعشَ في الصدورِ
وهـم قتلوا الخليفةَ واستباحوا =حمى الإسلامِ كالذئبِ الجسورِ
فعثمانُ المبَشَّرُ من نبيٍّ = بجنَّـاتٍ لهـا طيبُ العبيرِ
أتونا اليوم في وجهٍ قبيحٍ = بلؤمٍ ماجَ في ظلمٍ وجورِ
بلا قيم ولا شيمٍ وقاموا = بإخراجِ ( العزيز ) من القبورِ
بأثوابٍ مطرزةٍ بحقدٍ = وحشدٍ كالوحوشِ بلا ضميرِ
ودعوى حبِّ آلِ البيتِ زورا = لهدمِ شريعةِ اللهِ البصيرِ
ونادوا بالتَّشيُّعِ لارعاهـم = تشيُّعُهُم على مـرِّ الدهورِ
قد اتَّخَذُوهُ من مكرٍ ستارًا = وهـم يخفون للأمرِ الخطيرِ
فمَن قتل الحسين ـ أخي ـ سِواهم = ومن خدعَ الأماجدَ للمسيرِ !
وهل في الدِّين من لطمٍ وجلدٍ = وضرب للرؤوسِ وللصدورِ !
وأصحاب العمائم لانراهـم = لجلدٍ أو للطمِ في حضورِ
لقد كذبوا عليهم بافتراءِ = وتدليسٍ أتى يوم الغديرِ
وما من عصمةٍ كانت لعبدٍ = لغير الأنبياءِ مدى العصورِ
وسيِّدُنا الحسينُ مضى ولمَّـا = يكن للغيبِ يعلمُ والأمورِ
ولو علم الغيوبَ لَمَـا مشاها = بعترته ورباتِ الخدورِ
وألقى نفسَه بِيَدَيْ وحوشٍ = كَشِمْـرٍ الجوشنِ الذئبِ الجسورِ
فكانتْ فرصةً لِمُعَمَّميْهم = لجمعِ المالِ والخُمس الوفيرِ
فيحيون البلادةَ في نفوسٍ = مع الرَّادودِ من حول القبورِ
وأنتم يامساكينُ افْتُتِنْتُم = بآهاتِ التَّفجُّـعِ والثبورِ
خسرتُم إيْ وربي ماحباكم = به الرحمنُ من خيرٍ وثيرِ
وأوقفهـا المعمَّمُ ليس إلا = ليأخذَ ماحـوى جيبُ الفقيرِ !
وأعجبُ مالديكم أن مشيتُم = وراءَ عمائمِ الوهــمِ الكبيرِ
وقد كذبوا عليكم في أمورٍ = وبالتدليسِ أيضا في أمورِ
فلو حازَ ابنُ آدمَ علمَ غيبٍ = لمـا نالتْه أنواعُ الشرورِ
وربي يلهمُ الملهوفَ نادى = لخطبٍ مستغيثا بالمجيرِ
وآلُ البيت أكرمهم إلهي = فعاشوا القربَ من ربٍّ غفورِ
ومَن زعم الولاية يدَّعيها = فكذَّابٌ بلا أدنى ضميرِ
ويبقى وهمُ دعواهـم هُراءً = يُفَنَّدُ بالحقائقِ لا بزورِ
وكلُّ الخلقِ للخلاَّقِ عبدٌ = وليس لِمُدَّعٍ أدنى حضورِ
مشيئةُ ربِّنا هيهاتَ تُلفَى = لدى عبدٍ كبيرٍ أو صغيرِ
فإنَّ الأمرَ أولُّه لديه = وليس لغيره حتى الأخيرِ
فكم من آثمٍ غرَّتْه دنيا = فقال : أنا الميسِّرُ للعسيرِ
فأرداه الغرورُ فماتَ خِبًّـا = ذليلا باءَ بالحالِ الحقيرِ
فهم كذبوا وأنتم قد كذبتم = على أهـل المكانـةِ والبشيرِ
فآلُ البيتِ أبرارٌ كرامٌ = ولا يرضون يوما بالفجورِ
وما قالوا الذي أنتم زعمتُم = من التدليس عن يوم الغديرِ
دعاواكم لملتكم خرابٌ = وعاقبةُ الفسادِ إلى السَّعيرِ
فثوبوا قبل أن تلقوا جزاءً = وفاقـا حقَّ في يومِ النشورِ
ولم ينفعْكُمُ لطمٌ بيومٍ = يُساق المذنبون بلا مجيرِ
ولا تجدي أخا دجلٍ دموعٌ = ولم تنفعْه عربدةُ السطورِ
ملأتم ويلكم كُتُبًـا بهذرٍ = وتلفيقٍ فبعدًا للصَّريرِ
من الهندوسِ بعضٌ من أذاها = وبعضٌ لليهودِ بلا قصورِ
على سبئيةٍ فحوى سطورٍ = مآتيها بلا قيمٍ ونورِ
وماذا قد نقول وقد شحنتم = قلوبَ الناسِ بالإثمِ الكبيرِ
ولكنْ للشريعةِ حفظُ ربِّي = فحمدًا للحفيظِ وللنصيرِ