(1) يقصد بربيب المراقص (الغرب الصليبي) ، وبالملحد (الشرق الشيوعي) .
أخي : طال عهدك بالمرقدِ = وطال اصْطبارُك بالحاقدِ
وطال انتظارُك يوم الخَلاصِ = ويوم الكرامةِ والسُّؤْدُدِ
وعسْعَس ليلٌ ودسَّ النجوم = وأخْفى رُؤَاها عن الرَّاصدِ
وأمسى الأنام بتيه مخيفٍ = بلا رائدٍ فيه أو مرشدِ
وغطى الضّباب دُرُوب النَّجاةِ = وعزَّ العثور على مُهتدِي
وقام الفساد على ساعديه = ربيب المراقصِ والمُلْحدِ (1)
وجَلْجَل فيها نذيرُ الدَّمارِ = فأجْرى الذَّئابُ عَلَى الوافدِ
* * *=* * *
أخي : كيفَ تحيا بأرضِ النفاق = نفاقَ العْبيد مع السّيدِ
نفاقٌ يمجّد غثَّ الجديد = ويُعْمي العيون عن الخالدِ
نفاقٌ تملَّك حُكم البقاع = وأرْسى الفُسُوق على أعمدِ
وأحيا المراقص تزهو بهاءً = وضيق من سعة المسجدِ
وأغرى الكلاب وأجرى اللُّعاب = لتنهش في النّاضج النّاقدِ
وعطَّل - بغياً - تراثَ الخُلُودِ = وشكّك فى مجْدنا التالدِ
وراح يُروَّج ما يشتهيه = ضَلال المُنافق والجاحدِ
وراح يُفَرنِجُ طبعَ الشَّبابِ = فَجاء بما ليْس بالواردِ
كأنّا خُلقنا بغير عُقولٍ = تميز الرَّخيص من الجيّد
كأنا أُمرنّا بغير كتابٍ = حكيمٍ بمنهجه الخالدِ
كأنا بعثنا بغير رسولٍ = عظيم الهداية والمحتدِ
كأنّا جياعٌ بغير متاعٍ = نهيمُ على وجهنا نجتدي
أنَجحد شرعاً سَقانا رَحيقاً = بماءِ الحياةِ ولم ينفد
أنجحد هدياً أزاحَ الضَّبابَ = وفلَّ الصّعاب ولم يَجْمدِ
لواء المجيد حماهُ الشهيدُ = عزيزاً وأعطاهُ للحاقدِ
* * *=* * *
فهدَّم فراشك رمز الخمولِ = وقُمْ للجهادِ ولا تقعدِ
وقم للنضالِ وخوضُ القتال = وشمّر عن السَّاق والساعدِ
ودَرَّب فؤادك دَفع المنونِ = وركَز سلاحكَ فوق اليد
وقبَّل عِيالَك قبل المسير = ومنّهم بانتصارِ الغدِ
وقلَّل مَتاعَك لا تبغِ فيه = فبعضُ المطاعِم فى المِزودِ
وكبَّر إلهك عند النَفيرِ= وقل : يا مصيرُ ألا فاشهدِ
فما لمتاع الحياةِ خرجت = ولا غَير نصيرِ الهُدى مقصدي
* * *=* * *
هُناك هناك وخلف السُّهول = وبين الأباطح والأنجُد
هُناك شبابٌ كأُسد الرَّوابي = تَروي الثرى من دم المعتدي
هُناك رجال تُخيف العِدا = مشاعل نارٍ بما ترتدي
تَصُول احتساباً لتكسير ناباً = كَفوراً تعالى عن المآجِدِ
قلوبٌ تُناجى إله السَّماء = بصوتٍ - يعجُّ بهم - واحدِ
تُسكَّنهم تمتْماتِ الصَّلاةِ = كطيرٍ وقوفٌ على موردِ
وتَغْلي قلوبُهم بالحماسِ = إذا سَمِعوا صيحةَ القائد
لياعاً لأمر الإله سِراعاً = فلا تَلفْ من أشير عائدِ
كتائبُ عزَّ تُسجّل نصراً = كنارِ تأجَّج فى موقدِ
وتشده من كرَّهم فى النضال = وترتاعُ من روَعةِ المشهدِ
تحابّوا سواءً كأسنانِ مشطٍ = فلا شىء يرفعُ بالقائد
* * *=* * *
فروّ الحداءَ بصوتٍ رَخيمٍ = وقوّ النَّشيدَ مع المنُشدِ
وغنّ بمجد الأُلى كَافحوا = وغرّدُ بآي الفدا غرد
ولا تَنْثنى رغم كلَّ الصّعاب = فلا يأسَ من أملٍ شاردِ
وجُدْ بالنَّفيسِ وجدْ بالنفوس = فداءً لموكبك الصَّاعدِ
لهِدي تروحُ به فى الحياة = وعند المماتِ به تَغْتدِي
دماءك فاسكب فليست تُراق = لغير الإله بها نَفْتدِي
ولا بأسَ إن طال عهدُ النَّضالِ = فإنا مع النّصر فى موعدِ
* * *=* * *
فقُل للطُّغاة سنظفر يوماً = ونبطش بالدَّنس الأوْغَدِ
وإن ماتَ منّا شهيدٌ فألفٌ = به في الفداء ولا نَعتدي
ويطلع فجر الهُدى من جديدٍ = ليطْوى ثوبَ الخَنا الأسْودِ
ونُمسك نحن زمامَ الأُمور = وننقذُها من هوى سائدِ
ونَذْوِى الخِصامَ ونُحيى السّلام = ونهدي إلى شِرْعةِ الأحْمدِ
ودُنيا الفسادِ نُزيل رُباها = ونضرِب فى بابِها المُوصد
ونَزْهد في مُغرياتِ الحياة = ونعزف عن مُحيات الدَّدِ
فليس بنا راغبٌ في المجون = ولا من فَتى غافلٍ سَامد
* * *=* * *
أغرَّك ( يا كُفر ) أنا رجال = تناءوا عن العملِ المُفسدِ ؟ !
لِتعلم ( أيا شرك ) أنا رياحٌ = تَسامت ( علياً ) ولم تهمدِ
لتعلم ( أيا فسقُ ) أنّا شواظٌ = سكنّا الرَّمادَ ولم تخمدِ
أعاصيرنا ( يا ظَلوم ) لهيبٌ = وصرختُنا مفزع الماردِ
ستحرق بالنار نارَ القُلوب = وتغرقُ في جيشنا المزبد
وإمّا هُديت فعشتَ سعيداً = ونلت ثواب الهُدى في غَدِ