العيد أقبل والأحباب قد بانوا = وأنت يا قلبُ بالآهات ملآنُ
فكيف ألقاكَ والأحشاءُ لاهبةٌ = نيرانها في شعاب القلب طغيان ؟
من كلّ ناحيةٍ هبّت لوافحُها = تغزو الفؤاد فقلبي اليومَ حرّانُ
وكم رجوتُ لنا عيداً يجمّعنا = بعدَ الشّتات وما في القلب أشجانُ
لكنّ عيدَكَ يا قلبي بدا حلُماً = فيه الرّؤى ضحكت إذ عاد مَن بانوا
تمضي السّنونَ بنا جدباءَ قاحلةً = لا النّبتُ نبتٌ ولا البستانُ بستانُ
قد صوّح الرّوض إلا من نسائمكم = تهبّ حيناً وعطر البين مظعانُ
فهل تعود أيا إسلامُ تؤنسُنا = في أرذل العمر أم للزّرع إبّانُ؟
إنّي لأرجو أيا إسلامُ يا ولدي = حسنَ الخلاص فإنّ الله منّانُ
يجيب دعوة مضطَر وذي حزَنٍ = وذي خشوعٍ فمن إلاّهُ رحمن؟
غداً تعود أيا إسلامُ ينفحُنا = منك الشّذا فعطاء الله هتّانُ
كذا محمّدُنا ترسو سفائنُهُ = على (جنينَ) وما يثنيه عدوانُ
يأتي يروّحُ عنّا ما نكابده = يأتي يعللنا والقلب نشوانُ
يأتي وأسرته والشّوق قائدُهم = إلى الرّبوع فإنّ العيش أوطانُ
كذاك نسرينُ صنوُ الرّوح آسيةٌ = وما بغيرك يا نسرينُ سُلوانُ
فأنتِ أنتِ أريجُ الحبّ في دمنا = وليس إلاّكِ في الأعراق ريحانُ
قد قدّر الله نسرينَ الفؤاد شذاً = نشتمُّه ولها في القلب أركانُ
لعلّ عيدَكَ يا قلبي يكون غداً = والبيت يملؤه أهلٌ وخلاّن
هذا الدّعاء أيا ربّي ومسألتي = فهل تقرّ بمرأى الوُلْد أجفانُ ؟!