في البحر الطويل
فصَبْرًا جَميلًا (آلَ ياسرْ سُمَيةَ)= ففي الروض أنتم والرسولُ سويّا
سلامي إلى (الأقصى) ورمزِ القضيةِ=(فلسطين) تبكى اليوم قدسا أبيّا
حيارى الثكالى من هجير الرزيةِ= أعيش لنا ؟ وكر الأفاعي دنيّا
ظلمتمْ بني صهيون خير البريةِ= جفا القلب لم تبقوا من الود شَيّا
ومَن يحمل الراياتِ منّا حمية= فيبقى ليوم الدين فينا رضيا
بعاثا (لذى القرنين) منّا فيهدمُ= جدارا ويبنى السدّ سدّا قويّا
قصَاص هو الآتي شتات دنيةُُ=ومنفى لمن أمسى بعيني قِذِيّا
وما عندنا إلا الرصاص هديةُُ=حديث لنا البارود نار وحَيّا
فلا بأس يا أقصى على ذي البليةِ= فنصر (كحطينا) سيُقبر غيّا
سلامى إلى (يافا ، لحيفا) تحيةُُ=و(عكا) فلا تنسى (ولِدّا) بُنَيّا
فإن مِتُّ للأحفاد أبقى الوصيةَ= ففي القدس لا تفريطَ ، مسرى النبيّا
يظنون أن الوكرَ دارا عصيّة= ويومُ التَّنادِي يَستحثّ البَغِيّا
ترى هل لمن سادوا بها من بقية ؟=رحيل لكُمْ ما عاد أمرا خفيّا
فأين هي أجناد (كِسْرَى) الأبية= وأجناد من حازوا ثراها الحَفِيّا
فحق لأهل القدس يُقْصى الدعيّةَ= وفينا شواظ الجمر يمحو الفَريّا
ودرب المنافي لا تزال نَدِيّةً= تُنادي سَرُوقا بُكرةً وعِشِيّا
فبالسيف من للسيف سَلَّ الرَدِيّة= فذا الحكم للتاريخ قولا جليّا
ومِنّا لكم رَدّ وما من تقِيّة= يموت لنا شِيب ويُبْقي الذويّا
سَنُرْجِعُ أقصانا عروسا بهيّة= بديرٍ وقدَّاس لنا تَتَزَيّا
وتَرْفَعُ آذانا قِباب عَلِيّة= فتشدو سماوات ونجمُ الثريّا
فو الله يا أقصى سنمحو الأذيةَ= لآثارهمْ كنسا بكلتا يديّا
وسَلّمْ على (يَبُّوسَ) مَثْوى زكِيّةً= فو الله من ينساك يغدو الشقيا
بلادي ستبقى (للخليل) وفيّة= ومني إليها العهد ما دمتُ حَيّا
كذاك الذي يحبو وتلك البُنَيّةُ= ومن كان في الأرحام ماءً منيّا
وكيف تناسى (الهُودُ) للهمجية= وأيّان كانوا في الجحيم صِلِيّا
فما وجدوا غير القرى العربية= بها عانقوا للأمن دهرا مَليّا
ظِلالا بها جاؤوا وخلدا وطيّةً= بها كوثرا نالوا ولحْما طريّا
فعادوا بهذا اليوم فيها الأسيّةَ= تُجَافى كؤوس الود ، قلبا بهيّا
تناسوا كجرو الذئب دنيا هنيةً= تناسوا عقود الطلِّ ، رطبا جنيّا
وصبوا بها أحقادَ للبربريةِ= وصَبّوا لواد الويل فيها سرِيَّا
فصَبْرا فما بعد الدُّجى والهَوِيَّةُ= سوى عهدُ إشراقٍ يَكُنْ سرمديا
وإنّا لفرسان وجُند السَّريّة= تَرانا جميعا (حمزةً) أو (عَليّا)
وفينا الفتى يهوى الوغى والمنية= رصاصا فلا يخشى وإن كان حَيّا
وأرضي تبِيتُ الليل تدعو نَجِيّة= لرب الورى طوفانَ يُردى حُيَيّا
أماني عجوز الحي حَمّلُ الخَطِيّة= يَبيتُ لها قلب عليها بُكِيّا
بلادي (ببن بولعيد) حُبلى ثريّة= فما همّني في الخائنين لحَيّا
ويَطوي (أمازيغ) وعُرْب الثنيةَ= يفكون أقصانا وشعبا سَبِيّا
وجند من (الأوراس) يفدي الأخيّة َ= وبالأحمر القاني يعود سخيّا
ومنّا إليكم طعنة قيصريّة= يكون صداها في الأقاصِي دَوِيّا
وها إنّنا رهبانُ نزجي التحيّةَ= تَرانا جميعا (نوحَ) أو (زكريّا)
وإن جار أعداء فمنّا الشظيّةُ= هجرّنا ديار السِّلْم هجرا مَلِيّا
ونجهل جهل الجاهلين حميّةً= ونَرشد إن عاد الأعاد جثيّا
طحنّا (فرنسا) والقوى الأطلسية= سقينا فرنسا بَأسنا العَلقَمِيّا
إلى حَتفنا نسعى وما من رويّة= نحِبُّ الردى والرمس حبّا قويّا
ممات لنا عيد فأين الغشِيّة= فصدري يروم النَبْل يهوى القِسيّا
ليَ القدس تبقى قِبْلة أبديةَ= وواسطةَ الدنيا فهاتوا الحُليا
وحاضرة البلدات أخت (عُلَيّة)= بما تفخَر النجمات يوما عَلَيّا ؟
شذاها شذى الوردات في المزْهَريّة= شذى نَغْمةٍ إذ نلتَقِى الغجريّا
هواها مقيم في النفوس سجيّة= فأنى يكون التبْرُ ثوبا وزيّا ؟
فكل الذي فيها عُرَابي الهَويّة= فإن عندكم شيء فهاتوا السّميّا
بوجداننا تسعى القرى (القُرطبيّة)= هنا أوْدَعَتْ ثابوتها القرمُزيّا
فأنى لنا النسيان والقدسُ حيّة= ولن تكُ أختا في الضياع (سِبِيّا)
( وصَبْرا وشاتيلا) لكم مَدَنِيَّةُُ= ويغدو بها الجاني نبيّا صفيّا
لكم درب أمجادٍ ودرب العَطيّة= فبئس الذي جئتم بيوم (قَبيّا)
فعودوا كمن في الأعصر الحجريّة= ضباعا بأرضي تسقِنا الحنظليّا
هنيئا لكم خمرُ العُرى الدّمويّة= ففي نخب أهلي تلتقون الرّديّا
بُغاث الورى ها قد أتوا عَنجهية= وعادوا لأهلي فيْلقا تتريّا
ولولا صِغار ما أتوا عَنتريّةً= وما شاد فيها القرْنُ دربا وحَيّا
و والله لا تطبيع أو قنصليّة= لها المنتهى ما كان أندلسيّا
وما في بلادي خائن للقضيّة= خذوا صفقة الغربان يا نسل رَيّا
وما نحن من ينسى ولو بعد مِيّة= فحق لنا دوما يظل ثَوِيًّا
سنرجع أقصانا ودارات (مَيّةَ)= ونعلى الذي في الناس كان حَريّا
وفي محفل الأيام يغدو الونيةَ= وفي صفحة الأسفار يغدو الوشيّا
سَنرسى بها للعهدة العمريّة= فلا عِجْلَكم نبْقي ولا السّامريّا
فما لي أنا والخُبثُ طبع الطويّة= على ما سنُهْدي طيبنا اليمنيّا ؟
غَدا القدس بالأعياد تغدو زهيّة= يزيد لها وحي السماء رُقيّا
تغنّى قدُودا للقرى (الحَلَبيّة)= وفيها يقول الحرف أحلى رويّا
ومن حولها البلدات تغدو حَيِيّةً= وخجلي كربّات الحجال أخَيّا
هنا تلتقى (الشيماء بالمجدلية)= فيغدو التآخي خبزها الأبديّا
هلال وصُلبان تواري البذيّة= فيغدو لها المرأى ربيعا غويّا
ونَحرقُ في المَرسَى لكل خليّة= كما (طارقا) إذ أحرق الزَّنْبَرِيّا
ونَلبَسُ أكفانا لكم مخملية= فنغدو كما كان الفتى العامريّا
وتغدو لنا الأرياح خير مطيّة= لنا البرق يُمسي سيفنا الملحميّا
وفوق النواصي يطبع الحقّ كَية= فيمحو بها زورا ويطويه طيّا
ومِني إليكم عِبْرة أخويّة= ونُصْح لمن فيكم غدا أريحيّا
ألا تقرؤوا يا مُدَّعِي العبقريّة= متى حزتمُ في القدس وضعا سَنيّا
ألا لملموا الأشتاتَ والشاعريّة= وعودوا كما جئتم تلوكون غيّا
وفي حفرةٍ مهجورةٍ وقصِيّةٍ= على شاطئ النسيان أو (طبريّا)
بها كدّسوا أغراض بيت الدّعيّة= ووعدا لمن أدمى ثرى والديّا
فلا لبَنا أو جرّةً عَسَلِيّةً= تحُوز المُنَى أو درهما ذهبيّا
ولن تغنِكُم أسطورة بابلية= بأنبائها لن تكسروا ساعديّا
وعهد إلى الأقصى من (الأخْضَريّةِ)= سنعزف لحن النصر ، لحنا شجيّا
وعهد إلى الأقصى من (الأعْظميّةِ)= ستغدو قرى الأحْقَاف نسْيا نَسِيّا
ومِنّا ومنها هبّة أمَوِيّة= ستغدو بها (إيلياء) رَبْعا نقيّا
كفَى ها هنا عشق لدَوْرِ الضحية= لنَكتُبَ تاريخ الفخار وضِيّا
زغاريدُ ، هاتي لا الدموع صبية= وللحرب عُدّى النسل جندا عتيّا
وأمّاه للسمتضعفين الوليّةُ= إلى مذبح الأحرار قودي الصبيّا
رضاعا له التشهيد والبندقيةُ= فطاما له باسم (المُبَاركِ) هَيّا
ولنْ يرجِعَ الأقصى سوى حسن نيّة= وإرواء بالنُّعمان للأرض رَيّا
رباط ليوم الدين قدس أبية= فطوبى شهيدا مات في الروض حيّا