كم ذاقت الويلاتِ منه ، وكم شكتْ
أما شريعتُها فذاك رفيفُها
تبَّتْ يداها مَعْ يَدَيْ واشنطنٍ
هوامش :
- قنديدها : أحلى ماعندها
- الشَّراة : الممعنون في الفساد والإجرام
- العُبُب : الماء الغزيز المتدفق * والمعمود : مَن هدَّه الشوق .
- الرفيف : الأرض الخصبة النديَّة
- الملدود : شديد العداوة للناس
- ( يرفن ) : مدينة في دولة جنوب أفريقيا عُقد فيها مؤتمر محاربة العنصرية ( كما يقولون ! )
- النُّفاية : مايُرمى لرداءته
- يوبق : يهلك
الأُمَّةُ الثَّكلى ، وطالَ رقودُها= وتطاولتْ بالنَّازلاتِ عهودُها
واسودَّ وجهُ شموخٍها ، فتراجعتْ= إذْ لم تَسِرْ بهُدَى الحنيفِ وفودُها
وهُويَّةُ الإسلامِ يُطمسُ فضلُها=حيثُ الهوانُ مدى السنين حفيدُها!
ومعاولُ السُّفهاءِ تهدمُ ركنَها= ولقد توجَّعَ من أذاهم جيدُها
واليوم حربٌ عالميٌّ : بأسُها= وعلى المثاني برقُها ورعودُها
جدَّتْ عداوتُهم ، وجدَّ فسادُهم= بئس الحضارةُ شرُّها ووعيدُها
جاؤوا على الإسلامِ بالنَّارِ التي= دارتْ لظىً والمسلمون وقودُها
عفوًا رسولَ اللهِ : مسراكَ الذي= قد باتَ في أيدٍ يعيثُ يهودُها
يغتالُه علنًا هناك تآمرٌ= والقدسُ يأسرُها هنا تنهيدُها
وجنائنُ القيمِ المقدسةِ اختفى= ياسيٍّدي من كيدِهم تغريدُها
وطوى بديجورِ النَّوائبٍِ شيخُها= وبكى لبطشِ المجرمين وليدُها
وأسيرُها في القيدِ كبَّله به= وَهَنٌ تُصَنِّعُهُ امتثالا غيدُها
وعلى المآقي ظلمةٌ ، وضلالةٌ= غذَّى مفاسدَها الكبارَ عبيدُها
والشَّجوُ في صدرِ اليتامى ، والأسى= عانى توقُّدَه الشَّديدَ وريدُها
لم يبقَ في أكنافِها من منزلٍ= إلا وأوردَه الدَّمارَ حديدُها
فهم اليهودُ استأسدوا في أرضِنا= والأُمَّةُ الثَّكلى تغيبُ ردودُها
فقديمُها يرنو بِعَيْنَيْ ذاهلٍ= والذُّلُّ في زمنِ الهوانِ جديدُها
والهولُ يحجبُ ، أو يَوَدُّ بليله=أن لايرى وجهَ الضُّحَى غِرِّيدُها
لابوركَ الجبناءُ في يوم اللقا= والسَّاحُ تسألُ : أين ولَّى صِيدُها
الصِّيدُ جندُ المجدِ هم أجنادُها= طوبى لأُمَّتِهم تعودُ بنودُها
تسقي مرابعَهم شريعةُ ربِّهم= فزهتْ وقد سُقِيَتْ هنالك بيدُها
أصحابُ أحمدَ لم تغبْ عزماتُهم= أسيافُها يوم الوغى وقصيدُها
وَسُمُوُّ غايتِهم ، ونبلُ إبائِهم= والرحمةُ المزجاةُ هلَّ نضيدُها
السَّابقون وفي قراءةِ سِفرِهم= نَبَأٌ قراءتُه يطيبُ فريدُها
السَّابقون الأوَّلون وقصَّةٌ= للمبتَلَين يهمُّهم مقصودُها
نصروا الذي لم ننتصرْ لرسولِه= فخبتْ عزائمُنا ، وولَّى صيدُها
فهو النَّبِيُّ إمامُهم ، ولِحبِّه= جادتْ نفوسٌ عزُّها محمودُها
منهاجها القرآنُ ضيَّعناهُ إذْ= عميتْ عيونٌ ، فالسَّرابُ حدودُها
تلك النًُّفوسُ المؤمناتُ بربِّها= قد كان للدِّينِ الحنيفِ نشيدُها
صبرتْ على البأساءِ حبًّا بالهُدى= فَسَمَتْ مطامحُها وطابَ صعودُها
مافتَّ في أحنائِها ظمأٌ ولا= أوهى الخطى نصبٌ فرقَّ قعودُها
أو أخَّرَتْها عن مقارعةِ العِدا= آثارُ مخمصةٍ يطولُ شديدُها
سمعتْ منادي الغيبِ يدعوها إلى= عَدْنٍ ففيها أمنُها و خلودُها
يوم اصطفاها ربُّها فتباشرتْ= أيَّامُها إذْ ربُّها معبودُهأ
لم ترضَ بالطاغوتِ ربًّا أو رأتْ= في غيرِ شِرعتِه يُنالُ رغيدُها
عزَّتْ بمعرفةِ الإلهِ فما خبا= ألقُ المفازةِ أو نأى أملودُها
قويت أواصرُهم بظلِّ عقيدةٍ= فالحبُّ في الله العظيمٍ يقودُها
وهي المُنى في الوعدِ زيَّنها لهم= ربُّ البريَّةِ ، والتَّقيُّ سعيدُها
يستبشرون بنعمة لم تنصرم= أيَّامُها في عيشِهم وعقودها
وهو الثَّباتُ فما لنفسٍ أدبرتْ= إلا التَّبارُ يسوقُها ويبيدُها
وهو الولاءُ ، وما لديه روايةٌ= أخرى لأُمَّتِنا ترفُّ بنودُها
يبقى لها اسخلافُها في الأرضِ لم= يطمسْهُ مابين الأنامِ ركودُها
هي غفوةُ العاني الجريحِ ، وردُّها= أملٌ يجددُ نهجَها ويعيدُها
الله مولاها ولا مولى لمَن= بالشَّرِّ والمكرِ القبيحِ يريدُها
هي أُمَّةُ الإسلامِ آنَ أوانُها= واشتدَّ في زمنِ الملاحمِ عودُها
قد أنهكتْها نازلاتٌ مُرَّةٌ= حاشا وكلا لن يطولَ هجودُها
هبَّت ونقمتُها على مَن باعها= إذْ غرَّه بئس الغرورُ قعودُها
واغتالها يومًا لغفلتها ، وكم= قد رامَ كسرَ القيدِ قبلُ جَهيدُها
يا أُمَّةً بطرُ الهوى أوهى بنيها .= ... فانثنى عمَّا يُرامُ صعودُها
إنَّ الهوى المذمومَ مقتلُ أُمَّةٍ= حُفرتْ بأيدي العايثين لحودُها
ولقد غوتْ ، إنَّ الغوايةَ منزلٌ= فيه يُعشعشُ بؤسُها وسهودُها
وتَكَتُّمُ الحسراتِ ألهبَ صدرَها= وأذابَ طيبَ العيشِ فيه رقودُها
ويعزُّ أن يحيا المريضُ لرفعةٍ= رفَّتْ بأيدي الأقوياءِ بنودُها
أََوَيَنْشُدُ العلياءَ مَن ذمَّ النُّهَى= فجفاه في زمنِ الوفا عنقودُها
أو لانَ للغيدِ اللواتي عِشْنَ في= لهوٍ وفي دنيا يُغَرُّ عميدُها
أو صدَّ عن وحيِ السَّماءِ فما درى= أنَّ المثاني للفلاحِ نضيدُها
أو أبغضَ القيمَ الحفيَّةَ بالعلى= واشٍ بأمته قلاهُ حميدُها
= وفِعالُه بئستْ ، وبئسَ جحودُها
في صدرِها منه مرارةُ مبتلَى= هيهات يشفي الطامعين حصيدُها
للجائرين وقد تسعَّرَ ظلمُهم=هممُ الرجالِ وبينهم صِنديدُها
فإلى متى نغضي ونركعُ للعِدا= ويغلُّ أيدٍ في الوغى رعديدُها
وإذا بها انتفضتْ سواعدُ أُمَّةٍ= أغنى مطارفَها الحِسانَ عديدُها
بالبيِّناتِ المنزلاتِ يُفَكُّ من= وَهَنٍ ومن قيدٍ لها مصفودُها
لايرهبُ الأعداءُ إلا أهلَها= فَهُمُ الجحاجحُ في الحِمى وأُسودُها
هي شِرعةُ العدلِ التي يرعى لهم= أمنَ المعيشةِ في الحياةِ سديدُها
لم ترضَ بالتَّفنيدِ يهزأُ أهلُه= أو يرضَ بالتَّضليلِ جلَّ تليدُها
فالأمَّة الثَّكلى وهاهي مزَّقتْ= قرطاسَهم فبه دحا تفنيدُها
الجاهليةُ عشعشتْ في عالَمٍ= جرَّتْهُ نحو الموبقاتِ يهودُها
والعنصريةُ لليهودِ بضاعةٌ= مردودةٌ وإلى الفنا قِنديدُها (1)
وهم الشَّراةُ فلا أبا لَهُمُو وقد= ذهبتْ بصائحةِ الهلاكِ ثمودُها (2)
جاؤوا بعلمنةٍ تنفَّسَ دونها= قومٌ فأفجعهم هناك نفودُها
وقد انتضتْ أضغانَها ، وسعت بها= يرمي العبادَ بخبثِه تنكيدُها
جمعتْ ثعالبَها لتمزيقِ الهدى= إذ زُيِّنتْ بالموبقاتِ مهودُها
وتمايلتْ زهوًا مجامعُها التي= ضمَّ الفجورَ قديمُها وجديدُها
إذْ غاضَ ماجلبتْه من عُبُبٍ ومن= فتنٍ تراخى عندها معمودُها (3)
ستدقُّ أيدينا صناعةَ غيِّهم= دقًّا ويُسحقُ في غدٍ جُلمودُها
هي أمَّتي هبَّتْ ويحدوها الهدى= فتكسَّرَتْ دون الخلاصِ قيودُها
هذا مداها : رحمةٌ ومودةٌ= ولديهمُ لم يَخفَ بعدُ رصيدُها
وهناك لم تُطمسْ ضراوةُ بأسِها= يوم اللقاءِ ، ولم يهنْ صِنديدُها
= جنَّاتُ عدْنٍ ماذوى موعودُها (4)
تبًّا لهم أعداء أمتنا فكم= مكروا ولكنْ ردَّهم توحيدُها
يومَ اصطفاها البارئ الأعلى نأى= ظلمُ البريَّةِ وانزوى ملدودُها (5)
تَبًّا لأوروبا فموقفُها التوى= وطوتْهُ أطلابَ الضِّعافِ قيودُها
مكيالُها ماكان يومًا منصفًا= فالسُّقمُ أجراهُ الوريدُ وريدُها
قد حاولت في ( يَرفن ) صبغَ الرؤى= برقيقِ وشيٍ يومَ عثَّ جديدُها (6)
فأتتْ لمؤتمر الجنوب تشينه= من حيثُ أضعفه هناك وعيدُها
فهشيمُ لعبتِها البغيضُ حصيدُها=فهشيمُ لعبتِها البغيضُ حصيدُها
والأُفعوانُ وكيف يُخفي نابَه= والسمُّ فاضَ ، وإنَّه تهديدُها
هي لعبةُ الأمم التي عبَّتْ أذىً= لكنَّه هو نَتْنُها وصديدُها
دافوا به هذي الحضارةَ إنها= شؤمٌ علينا يوم جاءَ بريدُها
إذ مازجوها بالسَّفاهةِ والشَّقا= فكبا على صدرِ الشعوبِ شديدُها
وتشعَّبَتْ منها مذاهبُ جَوْرِهم= وجرى على جسدِ الشعوبِ مُبيدُها
القوةُ الحمقاءُ في يدِ مجرمٍ= لايُرتَضَى بين الأنامِ وجودُها
ومغالطٌ فيها يبثُّ سمومَه= فاستُلَّ من أضغانِه مغمودُها
أمسى عدوَّ اللهِ وَهْوَ نُفايةٌ= بئستْ رداءَتُها ، وبئس مزيدُها (7)
ماضرَّ دعوتَنا لئيمٌ حاقدٌ= أو طغمةٌ تاهت ، وتاهَ جنودُها
ستعودُ بالإسلامِ أُمَّتُنا ولن= يبقى خؤونٌ في الحياةِ يقودُها
والشَّرُّ يوبقُ أهلَه مهما طغوا= والدِّينُ للقيمِ الحِسانِ يُعيدُها (8)
فالنَّاسُ بالذِّكرِ المبينِ استأنسوا= وبداره تحلو المنى ونَشيدُها
بشِّرْ طغاةَ الأرضِ أنَّ فصولَهم= ولَّتْ ، وأُخمدَ في الورى أُخدودُها
واللهُ يمهلُ إن طغى طاغٍ ولا= يُعطَى لدنيا الظالمين خلودُها