يمنٌ حرضٌ
يمنٌ حرض*
والبؤسُ يجري في وريدِهِ والمرض
من ذا اعترض
وزواحف الأذناب تقتسم العَرَض
برقٌ ومض
و جفنُهُ من نائباتِهِ ما غَمَض
تتسارع الأشلاءُ
تجري بالدماءِ بلا غَرَض
أين العِوَض
أم أنه يمشي الهوينى في مَضَض
أين العقول الراجحات ترتب السكراتِ..
في زمنٍ من القتل انتفض
هذا الهلالُ أتى بوَفْقٍ..
من زمان المعجزات وقد رَكَض
تتدحرجُ عيناهُ تسبق كلَّ دمعٍ قد أَفَض
أين العيون النائحات من سلالة ما انقرض
أين القلوب الحانيات أَعِرْقُ رحمتها رفض
سَقَمٌ أطمٌّ فجَّر الصخرَ أثنتا عشرةَعيناً ..
بعضها بعضاً بَغَض
يَحْجُرُها غِمرٌ رغالٌ باع فيئها و قبض
مترنحاً وهو الذي في الشُرب..
من تلك الأغادير رَعَض
يمنٌ وشامٌ يثَعَبا الدمَّ وحُلمُها جهض
وهما جناحانٍ تكسرتا فطيْرُهُما ربض
حلمُ الحناجرِ زمجر الخنجرُ منه وامتعَض
يا أيها الشامتُ هل حقدك يوماً ارتوى..
من نهر جرحنا و اتّعَض
فنطيحةُ الآثام مثقلةٌ وحُلمها ما نهض
وأمَامُها بئرُ الحميم .. أتستقي منه الرمض
و خلفها الأطماع تلهث في سُعارها أو تعض
وغيمةٌ حمراءُ مازال لها الإعصارُ يصعد ما انخفض
وسماءُ أشجانٍ جهومٌ و برقُ غيثها ما ومض
تهمي بوقعٍ للمنون وبحبها القلبُ نبض ..
وبحبها القلبُ نبض..
*الحرض هو المشرف على الهلاك من شدة المرض
وسوم: العدد 931