هلْ رأيتَ الله؟!
هل رأيتَ اللهَ يوما هل رأيتَ اللهْ؟
هل رأيت اللهَ لما أسمعَ الأشجارَ صوتَ الآهْ؟
هل رأيت اللهَ لما اللحم مشويُّ الشفاهْ
وتاه عنا في محاجرنا شذاهْ؟
هل رأيت اللهَ لما أشبع الموتى النداءَ
على عطاءِ الطائراتِ
هناك تستجدي الطغاةْ؟
هل رأيتَ اللهَ لما هاجت الريحُ الغضوبةُ
في مداهْ؟
هل رأيت اللهَ فيهم
عندما قتلوا بنا أصلَ الحياةْ؟
هل رأيتَ الله يوما؟ هل رأيتَ اللهْ؟
لستَ محتاجا لرأيِ العينِ
وانظر كي ترى ما لا تراهْ
وانظر تراهم في الجبالِ
وفي السهولِ
وفي البقاعِ
وفي الحلوى
وفي السلوى
وفي قُنِّ الدجاجِ
وفي مناشير الجُناةْ
لستَ مُحتاجا لكي تقرأْ...
سطورا ههنا أو ههناكْ
فلست محتاجا لكل أسطولٍ سواكْ
ولست محتاجا لطيرٍ
فَخّ في خيطُ الشباكْ
لست محتاجا سوى للبيتِ
يحمي رأسك المصلوب في الأفكارِ
من حمم الهلاكْ
واقرأ مَواتكَ جيدا قد تاهَ عنك الآنَ
ما قد تاهْ
فهل رأيت اللهَ يوما
كي تصدق أنه اللهُ الإلهْ؟
كنْ ما تشاءْ..
لكن لا تَفَتَّت في السّفاهْ!
فالله قبل الحربِ..
بعد الحربِ...
عند الحربِ موجودٌ
ووحدك لا تراهْ
فغدوت مسحورا
وتبحث في النجاةِ عن النجاةِ
من الجُناةْ
فلو رأيت الله قبل الحرب
لم تكذب رؤاهْ
ولو رأيت الله عند الحرب
ما عملتْ يداهْ
ولو رأيت الله بعد الحربِ
إذ شعت ضياه
لكتبتَ إيمان المشاهد واليقينْ
بأنك قد رأيت اللهَ
في الموتى
وفي الغرقى
وفي الأطفالِ
وفي جنود الشاحناتِ
وفي عناق الطائراتِ
وفي جنون البارجاتْ
لا تصدق غير رؤياكَ
ورؤيا ما تراهْ
فهاتيكم هُمُ الموتى
فصدّقْ ما يقولُ اللهْ
وافتح القلب المكسَّر
كي ترى فيه الإلهْ
فإنك إن لم ترَ اللهَ هُنا
فإنك لا تراهُ ولن تراهْ
أبداً فإنك لا تراهْ.
وسوم: العدد 932