خاطبني ولدي زيد معاتباً عدة مرَّات على مدار سنوات قائلاً: بابا لقد كتبت لكلِّ أخٍ من إخوتي قصيدةً خاصَّةً به !!!!
ولم تكتب لي !!؟ فكانت هذه القصيدة
ألا يازيدُ بلِّغني العِتابا =ولاتُشعِل بأعماقي العَذابا
وأفْصحْ ياأَثير الرُّوحِ نبضاً=هوَ الإحساسُ مُختضباً خِطابا
ولاتنأَى فَقُربُكَ ماءُ مُزنٍ =ولاتُخفي الشُّعورَ ولا الرِّغابا
بُنيَّ الجُرأةُ الإقدامُ حِسَّاً = تقدَّمْ في الحياة تَنَلْ طِلابا
لِتَعْتَبَ فالصَّراحةُ روحُ صِدْقٍ=عليها فارْكَبَنْ تَجَزِالصِّعابا
* * *=* * *
أَيَا وجْهاً كَأَنَّ البَدْرَ فيهِ = ونُوراً في البصيرةِ مُستطابا
وذي القَسَماتُ يحكيها المُحيَّا=لِتُبصرَ ذا التَّوَثُّبَ والشَّبابا
ولايرضى بغير العزَّ ثوباً=وبالرَّأيِ الحصيفِ يرى الصَّوابا
فليثٌ مُقبلٌ.. تلقاهُ حيناً=بمنطقِ فارسٍ جازَ الهِضابا
يُحلِّقُ في فضاء الجِدِّ سعياً=ليبلُغَ غايةً للنَّجمِ قابا
ولاخَجَلٌ بقاموسٍ لديهِ=وليس كذاك من رامَ السَّحابا
ومن يخجلْ يُعاني المُرَّ صبراً=فَسَلْ تَعلَمْ لتلقاها رِحابا
* * *=* * *
ألا يازيدُ زيدُ الخيرِ بِرَّاً=بطيب الرُّوح كلُّ الأمر طابا
كما فيكَ المشاعرُ لاتُحابي=كذاك الشِّعرُ ماءً أوسَرَابا
تفيضُ بُحورُهُ في بعض يومٍ =وقد تلقاهُ مُعتكراً عُبابا
وليسَ تَراهُ يُولدُ كلَّ حينٍ=كمثل المعصراتِ عَصَت شَرَابا
وقد أغدو تُرَوِّيني القوافي= وأخرى مُبحراً ألقى عَذَابا
وأحياناً زُلالاً تشتفيني=أُحيلُ البحرَ أمواهاً عِذابا
* * *=* * *
أَياولدي وصنو السَّعدِ شِبلاً=بِذا الإقدامِ لاتلقى الصِّعابا
وتُورِقُ ذي الحياةُ بِطيبِ طبعٍ=وتُزهِرُوالربيع الطَّلقُ طابا
وذي الأخلاقُ والإيثارُ نُعمى=لتلقى جنَّةَ الدُّنيا صِحابا
أخاكَ بُنيَّ كن سَنَداً وعوْناً=جِنانَ الخُلدِ تبلُغُها ثوابا
ويانعمَ المروءةُ كُلَّ حينٍ=فكُفَّ اللَّوْمَ ياولدي عِتابا