أين هي عِزّتُنا؟!
وَيَدُورُ دُولَابُ الزَّمَانِ فِمَا نَرَى
لِلعِزَّةِ القَعْسَاءِ أَيَّ لِوَاءِ
أَيْنَ الذِيْنَ بِهِمْةٍ بَلَغُوا بِنَا
كَبِدَ السَّماءِ وَقُبَّةَ الجَوْزَاءِ ؟!
أَينَ الأُلِى اعتَصَمُوا بِحَبْلِ إِلٰهِهِمْ
حَتّى غَدَوا كَالطَّوْدِ فِي النَّكبَاءِ ؟!
أَينَ الأُلِى طَارُوا نُسُورَاً فِي العُلا
بجَنَاحِ إيمَانٍ وصِدْقِ فِدَاءِ ؟!
أَينَ الذِينَ فُتُوحُهُم شَهِدَتْ لَهُم
بالرَّحْمَةِ المُسْدَاةِ للضُّعَفَاءِ ؟!
أَينَ الخَلِيْفَةُ حِينَ جَاءَ مُكَبِّرَاً
مِنْ رَوْضَةِ الهَادِي إِلى "إِيْليَاءِ" ؟!
لِتَكُوْنَ قُدْسُ المُسْلِمِيْنَ عَلَى المَدَى
وَتُذَكّرَ الحُنَفَاءَ بالإسْرَاءِ
بَلْ أَينَ أَنْتَ أَ يَا صَلاحُ لِكَيْ تَرَى
مَا حَلَّ بِالأقصَى مِنَ الأرْزَاءِ ؟!
قَدْ غَابَ عَنْهُ الصَّادِقُونَ فَمَا تَرَى
إلا نِفَاقَ الطُّغْمَةِ الحَمْقَاءِ
وَتَرَى شُعُوبَاً ذُلَّلَتْ أَعْنَاقُهُا
بِالبَطْشِ وَالتَّقْتِيْلِ والِإفْنَاءِ
قَدْ غَابَ جُنْدُ اللهِ عَن سَاحِ الفِدَا
وَأَتَى عَبِيْدُ المَالِ وَالأَهْوَاءِ
قَدْ غَابَ أَحْرَارٌ مَضَوا بِشَهَامَةٍ
وَأتَى العَبِيْدُ بِذِلّةٍ وَغَبَاءِ
فَأُوْلَٰئِكَ الأطْهَارُ فَاحَ أَرِيْجُهُم
وَاليَوْمَ يَخْلُفُهُم كَرِيْهُ بَذَاءِ
مَاذَا أَقُولُ وَقَد تَرَكْنَا شِرْعَةً
هِيَ شِرْعَةُ الرَّحْمَانِ لِلأحيَاءِ
فِيْهَا لِمَا فِي الصَّدْرِ طِبٌ نَاجِعٌ
لَا طِبَّ يَشْفِي غَيْرُ وَحْي سَمَاءِ
هَا قَدْ أَضَعْنَا قُدْسَنَا وَبِلَادَنَا
مِنْ بَعْدِ هَجْرِ شَرِيْعَةٍ سَمْحَاءِ
هَا قَدْ تَحَوَّلْنَا غُثَاءً طَافِيَاً
فَوْقَ السُّيُوْلِ بِغَيْرِ مَا أَسْمَاءِ
لَمْ يَبْقَ مِنْ شِيَمِ الكِرَامِ سَجِيَّةً
فِي مُدَّعِيْ الإسْلَامِ وَالعَرْبَاءِ
إِنَّا لَبِسْنَا عَارَنَا بِجَدَارَةٍ
حَتّى غَدَوْنَا سُبَّةَ الأَحْيَاءِ
وسوم: العدد 947