نجم أرقمي هوى
مرثية مع بعض الذكريات المنبجية ما بين 1980- 1986م
في رثاء أخي في الله وزميلي
الشيخ علي الحامد رحمه الله
الذي وافته المنية مُؤَخَّرًا
نَجْمٌ أرْقَمِيٌّ هَوَى - دمعة وفاء ورثاء
على أخي في الله وزميلي
الشيخ علي الحامِد طيَّبَ اللهُ ثَرَاهُ
مع بعض الذكريات المنبجية الطيبة في الثمانينات الميلادية
إهداء القصيدة إلى بعض أعلام منبج وصالحيها:
إلى روح أخي الفقيد الشيخ علي الحامد مرثي هذه القصيدة وسببها, وروح شيخنا الشيخ عبد الرحمن بكور ريحاوي, والعلامة الشيخ جمعة أبو زلام مفتي منبج الأسبق, والأستاذ محمد منلا غزيل الشاعر الإسلامي المنبجي الشهير, والولي الصالح الشيخ حسين العيشاوي, وأعضاء "جمعية النهضة الإسلامية" لثانوية "دار الأرقم الشرعية القديمة"؛ الحاج عدنان عقيلي, والحاج مصطفى الشيوخي, والحاج عدنان لبنية, وغيرهم, وهي المدرسة التي تخرجنا فيها أنا والشيخ علي وغيرنا, وإلى أساتذتنا وشيوخنا جميعا في دار الأرقم الأحياء منهم والميتين, وإلى والدي رحمه الله الحاج محمد السيد وإخوانه الصالحين؛ أمثال: السيد أحمد العصيدي من خرفان وهو السَّرِيُّ الكريم المضياف والصالح المُنَوَّر, والحاج عبد السلام الشيخ الحسينو الشهم الكريم محب العلم والعلماء, والشيخ الدكتور عبد الله الموسى السفيري, والشيخ الدكتور علي حج حسين السفيري, والحاج حسن الاحمادي من قرية القبة, وإلى إخوتي وزملائي وكل طلاب "دار الأرقم بن أبي الأرقم" الشرعية بمنبج, وفاء وذكرى
أهدي هذه المرثية المُطَوَّلة, مع الاعتذار عن طولها
نجم أرقمي هوى
دمعة وفاء ورثاء على الشيخ علي الحامد
1- أبْكِيكَ شِعْرًا ؛ مُفْعَمَ الإيسَاءِ
يَا صَاحِبَ السَّرَّاءِ و الضَّرَّاءِ !
2- مُذْ جَاءَ "فَيَّاضٌ" بِنَعْيِكَ بِتُّ كَالْـ
ـمَمْسُوسِ , كَالهَيْمَانِ فِي الصَّحْرَاءِ
3- و أُدِيرَ بِيْ حَقًّا دَهِشْتُ لِمَا جَرَى
و ذَهِلْتُ عن أهْلِي وعَنْ حَوْبَائِي
4- وصَعِقْتُ وانْهَارَتْ قُوَايَ وأجْهَشَتْ
نَفْسِي , و عَيْنِي أسْعَدَتْ بِبُكَاءِ
********
5- بِالأمْسِ وَدَّعْنَا الحَبِيبَ اسْتَاذَنَا الـ
ـبَكُّورَ ؛ رَبَّ الهِمَّةِ الشَّمَّاءِ
6- و اليَومَ هَا إنَّا نُوَدِّعُ فاضِلًا تِلميذَهُ ، و زَمِيلَنَا ؛ بِعَزَاءِ
7- سُبْحَانَ مَنْ قَهَرَ العِبادَ! بِمَوتِهِم
حَتْفَ الأُنُوفِ , وبَعضَهُمْ بِالدَّاءِ
8- والبَعْضُ في حَرْبٍ وبَعضِ كَوَارِثٍ,
ومَصَائِبٍ , و زَلَازِلٍ , و وَبَاءِ
9- فَتَعَدَّدتْ أسْبَابُهُ , وتَنوَّعَت أشْكَالُهُ , و الكُلُّ رَهنُ فنَاءِ
********
10- ما كُنتُ أحسَبُ أنْ تُفَوِّزَ مُسْرِعًا
و تُغَادِرَ الدُّنيا لِدارِ بَقَاءِ
11- حَقًّا عَلِيٌّ قَدْ قَضَى ؟! وَالَهْفَتِي! واحَسْرَتِي ! لِفِرَاقِه و تَنَاءِ
12- ماتَ الحَبِيبُ أخُو المَوَدَّةِ والصَّفَا
وأخُو التَّواضُعِ و الحَيَا و وَفَاءِ
13- و زَمِيلُنا ؛ بِدِراسَةٍ و تَعَلُّمٍ فِي"أرْقَمٍ", في"مَنْبِجَ" الفَيْحَاءِ
14- حِجَجٌ كَوَامِلُ سِتَّةٌ صاحَبْتُهُ فِيها ؛ بمنبجَ أُفْعِمَتْ بِصَفَاءِ
15- سُقْيًا لِأيَّامٍ لَنَا يَا طِيبَهَا! مرَّتْ سَرِيعًا وانقَضَتْ بِهَنَاءِ
16- رَعْيًا لَهَا! يا حُسْنَ أوقاتٍ مَضَتْ
كُنَّا بِهَا مِن أسْعَدِ السُّعَدَاءِ
17- فِي حِينِهَا مَا كَانَ يَشْغَلُنَا سِوَى أخْذِ المَعَارِفِ مِنْ فَمِ العُلمَاءِ
18- إذ نَجْتَنِي ثَمَرَ العُلومِ دَوَانِيًا مِن رَوْضَةِ ؛ فَتَّانَةٍ غنَّاءِ
19- وعَلى يَدَيْ عُلمَاءَ زُهْرٍ خُلَّصٍ مُتَمَكِّنِينَ ؛ سَمَوا إلَى العَلْيَاءِ
20- فَالحَجُّ أحْمَدُ, عِتْرُهُمْ، عَقَّادُهُمْ و لِكَسِّرِ القُرْآنُ ذُو الأضواءِ
21- ودُرُوسُ صُبْحِي نَحْوِهَا مَعَ صَرفِها
تارِيخِها , آدابِهَا العَلْيَاءِ
22- ودُروسُ حَمْزَةَ سِيرَةٌ وعَقِيدَةٌ و عُلومُ قُرآنٍ , مَعَ استِيفَاءِ
23- ولِشَيْخِنَا البَكُّورِ تَفسِيرُ القُرَا نِ, وسُنَّةُ المُختارِ ذِي الإعْلَاءِ
24- والشَّيخُ يُوسُفُ حُوتُ فِقْهُ الشافِعِيْ
بِمَرَاحِلٍ شَتَّى , بِلَا اسْتِثْنَاءِ
********
25- أعَليُّ يَا خِدْنَ السَّمَاحَةِ والعُلَى يا طَيِّبَ الأخْلاقِ والسِّيمَاءِ!
26- أسَمِيَّ حَيْدَرَةَ النَّقِيِّ المُرْتَضَى زَوْجِ البَتُولِ وفَاطِمِ الزَّهْرَاءِ
27- أعلي يَا رَمزَ الأخُوَّةِ والوَفَا! في ذَا الزَّمَانِ الأغبَرِ الأنْحَاءِ
28- زَمَنِ الجُحُودِ وقِلَّةِ الإنْصَافِ مَعْ
قُلِّ الكِرَامِ , و كَثرَةِ اللُّؤَمَاءِ؟!
29- زمنِ الرَّوَابِضِ والرِّغَالِ الأدْنِيَا أعْدَاءِ كُلِّ فَضِيلةٍ و حَيَاءِ
********
30- أعَليُّ يا خِلِّي الكَريمَ وصاحِبِي يا رَمزَ إخلاصٍ وطِيبِ صَفَاءِ
31- لم أنْسَ أيامَ الصَّفا بِدرَاسَةِ بِشَبابِنا ؛ في الأرْقمِ المِعْطَاءِ
32- أيَّامَ كانَ العِلمُ أكبَرَ هَمِّنَا نَسْتَافُهُ في صُبحِنا و مَسَاءِ
33- والشَّيخُ جُمْعَةُ نَسْتَقِي مِن هَدْيِهِ بِخَطابَةٍ , والوَعظِ والإفتَاءِ
34- وابْنُ الغُزَيِّلِ نَرْتَوِي مِن عِلمِهِ أو شِعرِهِ , وطَرائِفِ الأُدَبَاءِ
********
35- و بِلَيْلَةِ الإثْنَيْنِ أذْكارٌ تُقَا مُ بـِ "أرقَمٍ" في مَسْجِدٍ بِلِقَاءِ
36- فِيهِ الأسَاتِذُ والرِّفَاقُ تَجَمَّعُوا مِثلَ النُّجُومِ ؛ تَألَّقَتْ بِسَمَاءِ
37- وحُضُورُ أعْضَا نَهْضَةٍ جَمْعِيَّةٍ
أعْضَاءِ "دارِ الارقَمِ" الصُّلَحَاءِ
38- مثلَ الشُّيُوخِي والعَقِيلِي مَعْهُما لَبَنِيَّةٌ , و سِوَاهُ مِنْ أعْضَاءِ
39- و بفرقة الإنشادِ طابَ لِقَاؤُنا بالشَّيْخِ بَكُّورٍ ؛ مَعَ الرُّفَقَاءِ
40- مَحمودِ نِعْمَةَ والخَلِيلِ اسْمَاعِلٌ وسِوَاهُمَا, يَشْدُونَ دُونَ عَنَاءِ
41- "أرَجُ النَّسِيمِ سَرَى مِنَ الزَّوْرَاءِ
سَحَرًا فأَحْيَا مَيِّتَ الأحْيَاءِ"
42- "قَلبِي يُحَدِّثُنِي بِأنَّكَ مُتْلِفِي, وسُوَيْجِعُ الأَثَلَاتْ" كَعّذْبِ المَاءِ
43- "مَا لِي سِوَاكَ إلَيهِ أرْفَعُ قِصَّتِي,
هِمْ بِالحَبِيبِ ؛ مُحَمدِّ" الأسْمَاءِ
44- "يا رَبِّ! إنِّي مُذْنِبٌ و مُقَصِّرٌ, نَسَمَاتُ"حُبِّكَ أطْيَبُ الأشْذَاءِ
45- "يا خَيْرَ مَوْلُودٍ بِمَكَّة قَدْ أتَى" و بِـ "يَا إمَامَ الرُّسْلِ"والسُّعَدَاء
46- وكَذا"مَتَى القَلبُ الشَّجِيُّ"و"كُنْ مَعَ الـ
ــاــهِ تَرَاهُ مَعْكَ" فِي الآناءِ
47- وعَقِيبَها يَنْفَضُّ مَجْلِسُ ذِكْرِنَا ولَنَحنُ مِثلَ مَلَائِكٍ بِصَفَاءِ
48- وكَذّاكَ مُحْيِي الدِّينِ لَمَّا زارَنَا ذاكَ السَّفِيرِيْ مُنْعِشَ الجُلَسَاءِ
49- حَفَلَاتُهُ كانَتْ بِمَنْبِجَ رَوْعَةً أيَّامَ مَوْلِدِ سَيِّدِ الفُضَلَاءِ
50- تِلْكَ المَجَالِسُ لا تُقَدَّرُ قِيمَةً بِالدُّرِّ ، والصَّفرَاءِ والبَيْضَاءِ
51- تلك المجالس لو تُبَاعُ شَرَيْتُهَا بِالرُّوحِ, لكِنْ عَزَّ فِيهِ شِرَائِي
52- رَعْيًا لِذَيَّاكَ الزَّمَانِ وطِيبِهِ و رِجَالِهِ , أطْفالِه ، و نِسَاءِ
53- كُنَّا بِهِ كَالصَّالِحِينَ اسْلَافِنا إنْ قِسْتَهُ بِزَمَانِنا المِسْوَاءِ !
********
54- ما زِلْتُ أذكُرُ في اتِّصَالٍ بَيْنَنا كَلِماتِكَ الحَسْنَا , وطِيبَ ثَنَاءِ
55- بِالأمْسِ بِالأمسِ القَرِيبِ رَسَائلٌ
ما بينَنا بـ "الوَاتْسِ" ذي الأنْداءِ
56- كَلِمَاتُك القُرْبَى تَرِنُّ بِمَسْمَعِي أحْلَى مِنَ المَنْثُورِ و البَصْمَاءِ
57- فَتَقُولُ لي:"أحَبِيبَنَا"في هاتِفٍ شُكْرًا عَلَى شِعْرِي, على إلقائِي
58- "أحَبِيبَنا الغَالِي, جَميلُ احْسَنْتُمُو,
لِلَّهِ دَرُّكَ" ؛ مُخْلِصًا بِثَنَاءِ
********
59- نَمْ فِي حِمَى الرَّحْمَنِ أرْحَمِ رَاحِمٍ
وارْقُبْ مِنَ الوَهَّابِ خَيْرَ عَطَاءِ
60- يا رَبِّ أكرِمْ نُزْلَهُ , و تَوَلَّهُ بِمَرَاحِمٍ ؛ في صُبْحِهِ و مَساءِ
61- واحشُرهُ رَبِّي مِنَّةً وتَكَرُّمًا في الصَّالِحِينَ وزُمْرَةِ الشُّهَدَاءِ
62- وأنِلْهُ فِي الأخرَى الفَرَادِيسَ العُلَى
مَعَ أحْمَدٍ , و الخِيرَةِ الفُضَلَاءِ
63- والأوفِيَا مِن صَحْبِهِ وقَرَابَةٍ فَلْتَجْزِهِمْ مَوْلَايَ! حُسْنَ جَزَاءِ
********
نعي أخينا الشيخ فياض عبسو له
*إنا لله وإنا إليه راجعون / بإيمان وتسليم بقضاء الله وقدره
*ننعى إليكم الأخ الكريم الصديق الوفي الشيخ علي محمد الحامد؛
*فقد انتقل إلى رحمة الله تعالى وعفوه وكرمه ومغفرته ورضوانه بعد إصابته بوباء العصر كورونا.
*اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله وأسكنه فسيح جناتك بفضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين.
*والشيخ علي محمد الحامد رحمه الله تعالى من مواليد تل أيوب في عام 1966م. *تخرج في دار الأرقم الشرعية بمنبج الدفعة 4 عام 1986م.
*وكان يعد رسالة ماجستير عن الإصلاح بين الناس ليقدمها إلى إحدى الجامعات. *عمل إماما وخطيبا ومدرسا.
*وحصل على إجازة الرواية العامة من عدد من المشايخ الأفاضل.
*من زملائه: 1- الشيخ حمود محمد الخطيب.
2- الشيخ إبراهيم ياسين الصغير. 3- الشيخ سيد أحمد بن محمد السيد. 4- الشيخ حسين جمعة عمر. 5- الشيخ حسين أحمد الشيخ أحمد. 6- الشيخ إبراهيم محمد النعسان. 7- الشيخ عبد العزيز محمد الأحمد. 8- الشيخ شريف أحمد المحمد. 9- الشيخ عبد الله كنو الكنو.
*كتبها صديقه الأسيف: فياض العبسو.
الشيخ علي بن محمد الحامد رحمه الله
وسوم: العدد 948